بلال الكارم، طفل في ربيعه الثاني من مدينة وزان، كان يعيش حياة هادئة مليئة بالمرح، قبل أن تنزلق ساقه وهو يحاول مد خطواته الأولى ويصاب بكسر على مستوى الفخذ، ويضطر الأطباء بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا إلى بتر رجله بعدما أصيبت بتعفن خطير ناتج عن "الجبيرة" التي لجأ إليها والداه كأسهل وسيلة لاستشفائه. لم تتوقع يوما سميرة العياش، والدة بلال التي تقطن بأحد الدواوير المجاورة لمدينة وزان، أن تبتر ساق ابنها ويكمل حياته بإعاقة حركية عميقة ودائمة، إذ حكت في اتصال بجريدة هسبريس عن معاناة ابنها البريء مع الإعاقة التي نتجت عن سوء تقديرها قائلة: "لم أتوقع أن تتسبب الجبيرة في بتر ساق ابني، ولو علمت لما وثقت في الشخص الذي تسبب في هذه المأساة". وعن تفاصيل الحادثة التي تسبب للطفل في هذه المأساة تضيف سميرة في الاتصال ذاته بالجريدة: "كان بلال يلعب داخل البيت شهر مارس الماضي، وكنت منهمكة في أشغال البيت قبل أن أفزع بصوت صراخه وأنينه". تتذكر المتحدثة تفاصيل الحادث وتسترسل بصوت يملؤه الحزن: "عندما اقتربت منه أدركت أن ساقه كسرت، فاخترنا الحل الأسهل والمتاح نظرا لضعف إمكانياتنا المادية، ولجأنا إلى شخص معروف في المنطقة بحكمته وحنكته في معالجة الكسور بطريقة شعبية". وزادت مستدركة: "إلا أن ساق طفلي بدأت في اليوم الثاني بالتورم وانتفخت وتغير لونها، فأصبح يعاني من آلام حادة إلى درجة منعته من النوم ليل نهار، وبعد أسبوع من المعاناة عرضنا حالته على طبيب عام بوزان فطالبنا بأخذه على وجه السرعة إلى مستشفى الأطفال بمدينة الرباط". تدخل الأم في هستيريا بكاء وتكمل حديثها للجريدة قائلة: "تلقينا صدمة كبيرة من طرف أخصائي العظام بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط حينما أخبرنا بضرورة بتر رجل طفلي بالكامل بسبب التعفن الذي نتج عن الجبيرة المشؤومة". "لا أخفي عليكم أنني أتألم في كل لحظة يحاول فيها ابني الوقوف وتعجز ساقه الوحيدة عن حمله..أحس بأنني ووالده المسؤولان عن عيشه بإعاقة دائمة سيعاتبنا عليها عندما يدرك المأساة التي سترافقه طوال حياته والتي نتجت عن جهلنا وقلة حيلتنا"، تقول والدة الطفل بلال الكارم للجريدة. وتحلم الأم برؤية ابنها يلعب ويتحرك ويمارس حياته الطبيعية مثل أقرانه، وفي ظل غياب الإمكانات المادية تناشد ذوي القلوب البيضاء مساعدتها في تركيب "رجل اصطناعية" لابنها، وتضع رهن إشارتكم رقم هاتفها: 0688219015