عندما يكون حزب الاستقلال بخير فالوطن بخير، هذا ما يؤمن به الكثير من السياسيين في هذا البلد من مختلف الأحزاب، ولا يتعلق هذا الأمر فقط بالاستقلاليين وحدهم. ويعتقد الكثيرون أن حزب الاستقلال أحد المؤشرات الدالة على الوضع الذي تمر بها كل الحالة السياسية بهذا البلد؛ فإن كان بخير فالأمة على الرغم من ما قد يتبدى فيها من علل فهي بخير، لأن ضميرها بخير. إن حزب الاستقلال ضمير الأمة، وعندما يمرض هذا الضمير قد ترتقي من هنا وهناك تجارب مماثلة؛ لكنها سرعان ما تتهاوى لغياب جملة من الأشياء، ويستدعي الشعب كما هي العادة حزب الاستقلال، تماما كالحيران الذي يستفتي ضميره. حزب الاستقلال اكتسب في ثمانين سنة ليس فقط تجربة ولا حتى قوة تنظيمية تسعفه في المحطات الانتخابية؛ بل ما يغيب عن كثيرين هو أن الحزب اكتسب مناعة تقيه شر الكثير من العلل التي قد تعتري أحزابا أخرى مقارنة، إنها مصل ولقاح معتق وصاف، إنه إكسير الحياة. هذا الفراغ المهول في جل مؤسسات الوسيط ألزم الاستقلاليين بالخروج من سباتهم لتحمل مسؤولياتهم: أولا اتجاه الوطن ثم اتجاه الشعب، وثانيا اتجاه الإرث والشهداء وتضحيات المناضلين الأولين. بحثوا في نصوصهم، بحثوا في غرفهم، بحثوا في وصايا الأولين، بحثوا في مجلداتهم في مخطوطاتهم، فلم يجدوا غير الأمل كعنوان ليهدوه للشعب وللوطن كما هي العادة. نزار بركة ربما من حيث يدري أو لا يدري، عندما خط مقالته الأول "رؤية أمل" وهي ما تعتبر شبه قبول بالترشح للأمانة العامة لحزب الاستقلال، بعد إلحاح ثلة من الاستقلاليين عليه، ربما لخص كل شيء في عنوانها، ما يحتاجه الوطن وليس حزب الاستقلال فقط هو الأمل، الأمل أن لهذا الوطن رجالا قادرين على إكمال رسالة الأولين. نعم نعترف بأننا في حزب الاستقلال نوستالجيون كثيرا، نحب التاريخ ونحن إليه، ربما لأنه مصدر وحينا ومبعث قوتنا؛ لكننا في كل مرة يمضي بنا الزمن نجد أنه في تلك اللحظة بالضبط التي كنا نستدعي ونستجدي كتب التاريخ نصنع تاريخا آخر أكثر نصاعة وإشراقا، من الذي كنا نستدعيه، لهذا لا بد لهذا الأمل أن يمضي حتى مبتغاه. اليوم، نؤمن، في حزب الاستقلال، بأن أكثر شيء يمكن أن نهديه لهذا الشعب وهذا الوطن وفي هذا الوقت بالضبط، مع هذا الفراغ وهذا البؤس السياسي المستفحل والمستشري بحدة، هو الأمل، ثم الأمل، بكل رمزيته ومعانيه.. لهذا، نعتقد بأن نزار بركة أمل لحزب الاستقلال، وأمل للشعب المغربي، وأمل للوطن لإكمال مسيرة النماء، وعدم تفويت هاته الفرصة الذهبية المتجسدة في الإرادة الملكية الصادقة لبناء مغرب قوي ومزدهر. *عضو بحزب الاستقلال