تتواصل فعاليات الدورة العاشرة من معرض الفرس بمدينة الجديدة، التي تشهد منذ انطلاقتها أنشطة مكثفة، سواء رياضية أو فنية وترفيهية، أو ثقافية، أو علمية، فضلا عن العمليات التجارية التي تتم في مختلف الأروقة التي يعرض فيها العارضون المغاربة والأجانب منتجاتهم ذات العلاقة بالفروسية. وسجلت دورة هذه السنة من معرض الفرس بالجديدة أزيد من 100 عارض من 35 دولة، و200 ألف زائر. وينشّط مسابقات الفروسية، العصرية والتقليدية، أزيد من 700 فارس وما يفوق 1000 فرس. واختار المنظمون للدورة العاشرة من معرض الفرس بالجديدة، التي سيسدل الستار على فعالياتها اليوم الأحد، شعار "معرض الفرس: 10 سنوات من الولع والاعتزاز". ويروم المعرض تقديم التراث الثقافي الوطني ذي الصِّلة بالفرس. ولحث المهتمين بالفروسية على مضاعفة الاهتمام بهذا المجال، تقام مسابقات عديدة لنيل عدد من الجوائز في معرض الفرس بالجديدة، منها جائزة محمد السادس للتبوريدة التي أحدثت خلال الدورة السابقة، ومنافسات كأس المثمّنين المغاربة للفرس العربي التي ترمي إلى تعزيز المكانة الدولية للمغرب في هذا المجال، إضافة إلى جوائز أخرى. ويشارك في معرض الفرس بمدينة الجديدة، إضافة إلى العارضين للمغاربة، عارضون أجانب، من إفريقيا وأوروبا وأمريكيا والخليج. داخل الرواق المخصص لدولة قطر، خلق الوفد القطري أجواء من الاحتفالية بتقديم مجموعة من العروض الفلكلورية المحلية، التي حظيت بمتابعة كبيرة من طرف زوار المعرض. بالقرب من رواق قطر، يوجد رواق نادي تراث الإمارات، المختص في كل ما يتعلق بحماية الخيل، "ليكون الفرس والفارس شركاء في السباق"، يقول محمد المهير المزروعي، عن فريق بوذيب للقدرة، الذي يشارك في المعرض للسنة الثالثة، مضيفا: "نفتخر بوجودنا بين إخوتنا المغاربة لإعادة نشر الوعي والعلم حول كل ما يتعلق بالفروسية". ويمثل معرض الفرس بالجديدة مناسبة لعرض منتجات جديدة في قطاع الفروسية، ومنها الأعلاف والتجهيزات المستعملة في ضيعات تربية الخيول. وفي رواق صغير، تُعرض أعلاف وتجهيزات أضحت تصنع في المغرب من طرف شركة متمركزة في الرباط، بعدما كانت هذه الأعلاف تستورد من الخارج. يقول الهيثم الحسوني، المدير العام للشركة التي كانت أول شركة متخصصة في هذا المجال أنشئت في المغرب، إنّ "تصنيع الأعلاف والتجهيزات المتعلقة بالفروسية في المغرب قلّص من استيرادها من الخارج بحوالي ثمانين في المئة، وهو ما مكّن مربيي الخيول من توفير مبالغ مالية نظرا لانخفاض أسعار هذه المنتجات المحلية". وأوضح المتحدث ذاته أنّ فارق السعر بين الأعلاف المستوردة من الخارج والأعلاف المصنّعة محليا، "يصل إلى أربعة دراهم للكيلوغرام الواحد"، مشيرا إلى أن الأعلاف المحلية لها الجودة نفسها التي للأعلاف المستوردة، مضيفا أن "الصناعة المتعلقة بالفرس تتحسن سنة بعد أخرى بفضل انفتاح المغرب على دول القارة الإفريقية، وفتح المجال أمام المشتغلين في هذا القطاع للوصول إلى السوق الخليجية".