قال سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة ونائب رئيس مجلس وزرائها، إن بلاده باتت اليوم أرض الإلهام والفرص الفريدة بفضل جهود ورؤية قيادتها، التي جعلت التحديات مصدراً للنجاح، ونموذجاً حديثاً يحتذى به لينير درب ملايين البشر حول العالم. وأضاف سيف، خلال حديثه، في القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، والتي حضرها كبار المسؤولين الحكوميين، أن الإمارات جديرة، بمسيرتها ومشاريعها الاستراتيجية العملاقة وواقعها الآمن المستقر، بأن توصف ب"أرض الإلهام" بامتياز. وأوضح سيف، في كلمة أمام جمهور عريض، أن "ما يميز الإمارات بصيرة ورؤية القيادة الثاقبة، وحسها القادر على استشراف المستقبل وتحدياته، فاعتلت سلم التنافسية العالمية، وتصدرت أهم المؤشرات الدولية خلال فترة تعد بالقصيرة في عمر الدول"، مشيراً إلى أن قصة الإمارات هي قصة إلهام، ورؤية قيادة استطاعت، بعملها الجاد ونظرتها المستقبلية، تحويل التحديات إلى فرص. وقال المسؤول الحكومي الإماراتي إن أعمال وإنجازات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "ألهمت الطامحين من قاطني الدولة ليتأثروا بالحلم الإماراتي، وليستنيروا بهذا النهج، الذي يستند على وجود تحديات وفرص، سلبيات وإيجابيات، وليبنوا قصص نجاحات تجاوزوا فيها الصعوبات والتحديات، وليشقوا طريقهم بنجاح مبهر يسهم في تعزيز التنمية الحضارية للدولة". وأضاف أن اهتمام دولة الإمارات بعلوم الفضاء والكون وإنشاء الوكالة الإماراتية لعلوم الفضاء لم يكن وليد اللحظة، مشيرا إلى أن "المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حمل على عاتقه مسؤولية بناء الإنسان والوطن، وكان يحمل في فكره وقلبه أحلاماً وأمنيات كثيرة وكبيرة، وطموحات لا حدود لها، وسار على نهجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في إيمانه بالعلم والمعرفة لتصل الإمارات إلى أعلى المستويات من التقدم والرقي". وأضاف سيف أن الشيخ زايد "تجاوز بحكمته ونظرته المستقبلية عقود زمانه، فبادر باستقبال فريق المكوك "أبولو" قبل قيامه برحلته إلى القمر عام 1974، وبعد الرحلة 1976، في سابقة لزعيم في المنطقة، تأكيداً على فكر المغفور له النير وإيمانه بالعلم كوسيلة لتحقيق النجاحات والتفوق، وقطع يومها، طيب الله ثراه، على نفسه عهداً بأن الإمارات ستصل يوماً إلى القمر وما بعده". وقال وزير الداخلية الإماراتي إن "الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي استلهم من فكر الشيخ زايد الرؤى العميقة ذات التطلعات المستقبلية، فانطلقت مشاريع الفضاء ومسبار الأمل واستكشاف المريخ، ودشن القمر الصناعي "خليفة سات"، أول قمر صناعي إماراتي، لتجسد هذه المشاريع التقنية ترجمة حقيقية لرؤية القائد المؤسس حين قابل فريق "أبولو" في 1976". وأكد سيف أن الإمارات مصدر إلهام النجاحات باحتضانها الآن مشاريع عملاقة في المنطقة، منها محطة "براكة" النووية، مشيرا إلى أنها تتبنى استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة الكبرى، وتقدم للعالم مشاريع وإنجازات ومبادرات تستشرف المستقبل، وتتبنى مفاهيم وعلوم الذكاء الاصطناعي. واعتبر سيف بن زايد أن انعقاد القمة العالمية للحكومات في دبي لم يأت من فراغ، حيث قال إن فبراير الجاري "شهر مفصلي في تاريخ الإلهام الإماراتي، حيث شهد شهر فبراير، وفي 18 منه عام 1968، اجتماع "عرقوب السديرة" الشهير بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي يعد شعلة انطلاق اتحاد الدولة ومحطة بارزة من محطات تكوينها، وفي 10 فبراير 1972 انضمت رأس الخيمة لتكمل عقد الاتحاد، وفي 12 فبراير 1972 عقدت أول جلسة للمجلس الوطني الاتحادي، وفي 12 فبراير 1976 التقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع وفد وكالة "ناسا" العالمية لعلوم الفضاء، وفي 23 فبراير 1994 كرّم الوالد المؤسس جنود الإمارات لدورهم في تحرير الكويت". وقال إن الاستقامة الشاملة التي نهجتها الإمارات منذ تأسيسها "أسهمت في تحويل الدولة بقيادتها الفذة إلى مصدر إلهام"، مشيراً إلى أن "ما نراه اليوم من منجزات تحققت في الإمارات بالقيادة الحكيمة نتيجة حتمية لوجود قيادة وشعب استثنائيين، مع توفر أسس المواطنة الإيجابية، التي تسير وفق عقيدة تكاملية ورؤية مستقبلية، مع استقامة مستدامة في الأخلاق والرؤية، وصولاً إلى الاستقامة الشاملة". وتحدث سيف بن زايد عن خمس قصص نجاح عالمية انطلقت من أرض الإمارات، منها شركة "النصر" القابضة، التي تضم 16 شركة تعمل في نطاق واسع في القارتين الآسيوية والإفريقية. كما احتفى بالدكتورة نوف حسن المعيني، وهي شابة إماراتية تحدت ظروفها الصحية، وهزمت الإعاقة بثبات، وهي الآن أول طبيبة إماراتية، وتتخصص لتكون استشارية في تخصص الأشعة. كما أشار سيف إلى موقع "sellanycar"، الذي أسسه سايغن يلشين، ألماني الجنسية، وهو اليوم أول وأكبر مشتر للسيارات في الشرق الأوسط، إضافة إلى تطبيق "كريم" لخدمات نقل الركاب، المتخصص في تقديم خدمات التوصيل من خلال موقعه الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية، والذي انطلق من دبي عام 2012 من طرف مواطن سويدي ليصل اليوم إلى أكثر من 100 دولة حول العالم بأكثر من 20 مليون زبون و500 ألف سائق. كما تحدث سيف بن زايد عن موقع "سوق.كوم"، الذي أسسه السوري رونالدو مشحور عام 2005، والذي بات اليوم أكبر سوق إلكتروني على شبكة الإنترنت في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.