منطلقات للتأمل يشهد الواقع السياسي العربي والإسلامي ؛ في الفترة الراهنة ؛ مرحلة مخاض جد عميقة قد تترتب عنها تداعيات كبرى ؛ إن على المستوى الجغرافية السياسة Policy Geography ، أو على مستوى بنية الفكر العربي الإسلامي ككل وإعادة تشكيله على ضوء خلخلة أنظمة دولها والعصف بكل الموروث والقيم والمواقف والقناعات التي كانت سائدة . ولإن غريزة البقاء ؛ لدى الإنسان ؛ تحتم عليه ركوب أية وسيلة مهما كان معدنها فإن الاقتصاد والسلطة مقترنتين بالمال والميديا هي أقرب الوسائل الصهيونية المتاحة أو بالأحرى المفروضة على الأنظمة العربية الإسلامية للتخلص من عقدة " التشبث بالموروث الإسلامي " أو تدجينها بسمات العصرنة والحداثة ... وقد كان للصهيونية ؛ كفكر عنصري متغلغل في النسيج الحضاري والاقتصاد العالمي ؛ أدواتها في ردع الأنظمة السياسية والاقتصادية المارقة ، أو التي تحاول إنشاء فلك اقتصادي هوياتي لها بمعزل عن النموذج الغربي . وفي محاولة للوقوف على تبعات هذا الفكر الصهيوني ، يجمل بنا التوقف عند مداخل استقصائية Investigative entrances هي الأوسع انتشارا : * ما زالت الثورة الخمينية؛ برأي دهاقنة الفكر الصهيوني ؛ الحلقة المفقودة والتي كانت من أبرز تداعياتها ظهور أنظمة وجماعات سياسية مارقة ؛ * توظيف "الربيع العربي" لخلق قطبية مدمرة في وجه الإسلام التقليدانيIslam Traditionally وإحلاله بالإسلام الصهيوني Zunism Islam العابث والمتطرف في شكل تنظيمات وجماعات إسلامية جد متطرفة ومتناحرة ؛ * الحرص على اختراق الأنسجة السياسية والاقتصادية في كل الأنظمة العربية الإسلامية بغية التحكم في مساراتها ؛ * استباحة "مقدسات" الأنظمة العربية وعقد قران بينها وبين التحالفات الأمريكية الإسرائيلية ؛ * الفكر الصهيوني عموما ينشد مصالح استراتيجية كبرى مخترقا بذلك الزمان والمكان ، ومن أبرز أدواته الفاعلة المال والاقتصاد والميديا ؛ نماذج من الميكروصهيونية ZunismMicro لا نغالي إذا أوضحنا بأن الأجهزة والأدوات الصهيونية هي من الضخامة والنجاعة حيث لا يمكن حصرها في مجال أو مستوى معين ؛ فهي دوما تعيش في علاقات جد معقدة في كل أنظمة الدول ومفاصلها ، والمراقِبة والمشرفة أحيانا كثيرة على توجهاتها الكبرى . ولتبيان هذا الورم الخبيث يكفي إثارة مباحث صغيرة Micro-Investigations في الورقة التالية : * على مستوى المناهج التعليمية ؛ في البلاد العربية ؛ يلاحظ إلغاء كل المواد والبحوث ذات الصلة بالإسلام ؛ * محاولة تسييس الشعائر الإسلامية (مثال العمرة والحج) والذي دفع بالسلطات السعودية إلى مطالبة الدول الإسلامية بتحمل كل النفقات لتأمين أداء هذه الشعائر كمدخل مباشر للهيمنة والتدخل السافر ؛ * قيام بعض دول الخليج بإبرام صفقات اقتصادية بالمليارات مع إسرائيل عدا خضوعها لإملاء سياساتها العامة ؛ * التحكم في ثروات واقتصاديات بعض الدول العربية (مثال غاز مصر وابتياعه من إسرائيل ) ؛ * كان من أولى ثمار صهينة الإسلام Zionist of Islam إقدام السعودية على فتح أبواب وحقوق عريضة في وجه المرأة السعودية تحت يافطة "الإسلام المتفتح". على المستوى الفكري (هدم الذات) * الحرص على تعميق آفة الأمية لدى شعوب البلدان العربية والتي تحصد أرقاما قياسية في العالم ؛ إذ تبلغ نسبة متوسط زمن القراءة عند المواطن العربي 6ق/السنة ! مقابل 2 إلى 3 أشهر لدى الياباني والأمريكي ؛ مما يفضي بهذا المواطن العربي حتما إلى الرفع من منسوب الهمجية في مواقفه وسلوكياته ؛ * توظيف المرأة كأداة للإتيان على القيم الإسلامية النبيلة بذريعة العصْرنة والمواكبة ... ومُنحت حقوقا غصبا عن كل النصوص في التشريع الإسلامي كالإرث والزواج والطلاق والعلاقات الجنسية الرضائية ؛ * بعض الجمعيات النسوية وبدعم من جهات خارجية تطالب بإلغاء شهادة العذرية للفتيات المقبلات على الزواج ؛ * توظيف الميديا ؛ وعلى نطاق واسع ؛ للتشكيك في القيم الإسلامية والروحية عامة والانسلاخ من أدواتها كالتعليم باللغة العربية ؛ * ضرب الحصار المطبق على الفكر الإسلامي المتنور في مواجهة الصهيونية واقتصاص أجنحته في التنقل والانتشار ( أمثلة طارق رمضان ؛ روجيه جارودي ؛ كيف ليفينكسون ؛ باز شاه ؛ جايمس بتراس ...) * توظيف العرقية والطائفية في تعميق الصراعات داخل المجتمعات العربية ؛ * اختراق الحركات الأمازيغية لتطبيع علاقات دول المغرب العربي مع الكيان الصهيوني ؛ * توظيف الميديا في نقل صور العنف السياسي العربي الإسلامي لتعميق ظاهرة الإسلاموفوبيا لدى شعوب العالم . الوجه الأكثر بشاعة للفكر الصهيوني هناك مشاهد وصور بشعة ؛ وراءها فكر صهيوني متغطرس أكثر إمعانا في إبادة الدول ونهب خيراتها وضرب قدراتها ؛ يمكن أن نقف فقط عند صورة الأكثر تداولا في وسائل الميديا : ويتعلق الأمر بقضية "إعمار العراق وسوريا ..." وهي بمثابة كرة ثلجية تخفي في عمقها الوجه الحقيقي والبشع للفكر الصهيوني الحريص على استغلال الثروات وتحصيصها وتجديد الأدوار ... كل هذا من أجل استكمال دورة الحياة العفنة من منظورها ( السلاح القتل الهدم التشريد إعادة البناء ) وهي خالية من كل القيم الإنسانية والسماوية ؛ عقيدتها الوحيدة إشباع حاجة التملك والبحث عن الدولار ولو بالمشي على الجماجم البشرية ! وفي سياق صهينة الإسلام أعدت مؤسسة Makia Freeman دراسة مستفيضة حول شيطنة الإسلام أو بالأحرى صهينته عددت فيها بعض مساوئ التشريعات الإسلامية ولكن لتقارنها بالديانتين المسيحية واليهودية وتنتهي إلى أن الإسلام ؛ في نصوصه ؛ يعتبر أنصع وأنسب تشريع سماوي للإنسان حتى الآن ... وفيما يلي فقرة جزئية محورة من هذه الدراسة : An important question to consider is this: are the people who criticize Islam judging the main religion of the West, Christianity, by the same standards? After all, the Catholic Church has been a beacon of tyranny throughout the ages. It has condemned, stolen, invaded, guilt-tripped, tortured and murdered literally millions of people throughout the ages – when it wasn't branding its enemies as heretics, native peoples as savages, and woman as witches in order to burn them at the stake. These days, the Vatican is home to all sorts of orgies and scandals, the Catholic Church remains.... Christianity has already done a great job of paving the way to Hell for us . " ... والسؤال المهم الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو: هل الناس الذين ينتقدون الإسلام يحكمون على المسيحية الدين الرئيسي في الغرب بنفس المعايير؟ بعد كل شيء ، فقد كانت الكنيسة الكاثوليكية منارة للاستبداد على مر العصور فأدانت وسرقت وغزت وعرضت للتعذيب وقتلت الملايين من الناس على مر العصور - عندما لم تكن تميز بين أعدائها كهراطقة ، وبين شعوب أصلية كهمج ، وكذا النساء كسحرة ... لإحراقهم على المحك . الفاتيكان ؛ في هذه الأيام ؛ هو موطن لجميع أنواع العربدة والفضائح .... لقد قامت المسيحية بالفعل بعمل عظيم حينما مهدت الطريق لنا إلى جهنم ..."