أظهرت مؤشرات ومعطيات إحصائية رقمية جديدة حول مشروع نموذج مؤسسات الريادة في سلك التعليم الابتدائي، نُشر في أكتوبر 2025، تفاوتا واضحا في مستوى تحكم التلاميذ في التعلمات الأساس بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الإثنا عشر بالمغرب، رغم تسجيل تحسن طفيف في المعدلات العامة بعد تكوينات شهري ويلويز وشتنبر 2025 بالنسبة للأساتذة والمفتشين تتعلق بالمقاربة البيداغوجية "الدعم وفق المستوى المنساب"، وبعد شهر ونصف من الدعم المكثف للتلاميذ في المؤسسات المحتضنة للنموذج البيداغوجي الجديد في سنة الثالثة. وتظهر البيانات والمؤشرات التي حصل عليها موقع "لكم"، أن نسب التحكم في التعلمات الأساس للتلاميذ بعد التكوين الذي استفاد منه الأساتذة والمفتشون تراوحت بين نحو %34 و47%، ما يعني أن مستوى التحكم العام في التعلمات الأساس بقي متوسطا إلى ضعيف نسبيا رغم التحسن الملاحظ للموسم الدراسي 2025/2026 مقارنة مع الموسم الدراسي السابق 2024/2025.
ووفقا للبيانات ذاتها، يمكن ملاحظة أن نسبة التحسن في التعلمات الأساس، اللغتين العربية والفرنسية والرياضيات، تراوحت بين نحو 13% و25% حسب كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، وهو ما يعكس تحسنا محدودا وغير متكافئ بين الأكاديميات والجهات. ووفقاً للبيانات المتحصل عليها، تراوحت نسب التحكم في التعلمات الأساس بالنسبة للتلميذات والتلاميذ ما 34 و47 %، فيما بلغت نسب التقدم بين الروائز القبلية والبعدية ما بين 13 و25 %، ما يعكس تحسنا عاما، لكنه غير متوازن بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكيون، وداخل كل أكاديمية، وداخل كل مديرية إقليمية ما بين المؤسسات التعليمية، وداخل المؤسسات التعليمية ما بين المستويات الدراسية من الثاني إلى السادس ابتدائي. وسجلت بعض الأكاديميات نسب تحكم مرتفعة تجاوزت 40 %، في حين ظلت أخرى دونما عتبة 35 %، مما يبرز استمرار الفوارق الجهوية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في مستوى التحكم من التعلمات الأساس رغم توفير كل الظروف المادية واللوجستية بشكل متكافئ بين جميع المؤسسات التعليمية. وعلى الرغم من أن نسب التحكم في التعلمات الأساس بين 37% و47% تبدو متقاربة، فإن الفارق بين الأكاديميات العشر الأولى والأخريين يشير إلى تباين ملحوظ في مستوى التحكم في تلك التعلمات الأساس بين الجهات. وتشير البيانات إلى أن مشروع "مؤسسات الريادة" في سلك التعليم الابتدائي ساهم في تحسين محدود، وغير متوازن بين الأكاديميات، غير أن الفوارق الجهوية ما تزال كبيرة، مما يستدعي تحليلا نوعيا لبرامج الدعم البيداغوجي والدعم المؤسساتي وتيسير ظروف تنفيذها للرفع من مستوى التحكم وتحسين التعلمات الأساس، مع بدء الشروع في الفترة الأولى من مرحلة التعليم الصريح، بغاية تحقيق مدرسة الانصاف وتكافؤ الفرص وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الثلاث لخارطة الطريق 2022/2026 قبل سنة على نهاية رؤويتها التدبيرية. ويُعد هذا التقييم، الذي يندرج ضمن مشروع "مؤسسات الريادة"، جزءا من برنامج وطني ضمن خارطة طريق الإصلاح التربوي 2022/2026 بهدف قياس أثر المناهج الجديدة والمقاربات الجديدة "طارل" و"التعليم الصريح" ودعم كفايات المتعلمين في اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات في السنوات الست للتعليم الابتدائي.