يعود تاريخ أول متحف بالمغرب إلى مطلع القرن الماضي سنة 1915؛ بينما جاء تأسيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بعد قرن تقريبا؛ وهي المؤسسة التي عُهدت إليها إدارة وتدبير وحفظ المتاحف لحساب الدولة؛ في حين يبلغ عدد المتاحف التي تشرف عليها 14 متحفا. عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بمدينة الرباط، قال لهسبريس إن المؤسسة الوطنية للمتاحف هي الجهاز المسؤول وطنيا عن تسيير المتاحف بعد صدور النص القانوني المنظم للمؤسسة سنة 2011، كما أنها مؤسسة "مستقلة عن الوزارات، فهي قائمة الذات من الناحية الإدارية، ومن الناحية القانونية، ومن الناحية المالية". وأضاف المتحدث ذاته أن المؤسسة "قامت بدراسة وضعية المتاحف الوطنية، وتسطير إستراتيجية لتسييرها تقوم مبدئيا على إعادة تأهيل المتاحف الوطنية"، وزاد: "انطلقت عملية الترميم بالمؤسسات المتحفية المغربية انطلاقا من 2016، بعدما افتتح متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في شهر أكتوبر من سنة 2014 بالرباط؛ وبعد ذلك تم تأهيل وإعادة تأهيل متحف القصبة بطنجة، الذي أصبح متحف الثقافات المتوسطية". متاحف أخرى طالها "التأهيل" حسب الإدريسي، كمتحف الآثار بالرباط، الذي أصبح اسمه "متحف التاريخ والحضارات"، وروعيت في تأهيله "خصوصية العرض، والجانب المُتحفي، ونوعيات الجمهور المستهدف، بمن فيه الصغار وذوو الاحتياجات الخاصة". ووصف مدير متحف محمد السادس بالرباط، المجموعة البرونزية التي تُعرض إلى جانب مجموعات تعود إلى فترة ما قبل الرومان والفترة الرومانية، مرورا بالفترة الكلاسيكية والوسيطية والفترات الإسلامي، ب"إحدى أهم المجموعات المتحفية على مستوى البحر الأبيض المتوسط ككل"، مضيفا أن هذه المعروضات "تراث هائل يمتد لمليون سنة تقريبا، ويسلط الضوء على تاريخ المغرب بشكل عام؛ لأن المتحف يضم مجموعة من المآثر المستخرجة من مجموعة من المواقع المهمة وطنيا". وذكر المتحدث ذاته، المسؤول عن إعادة تأهيل المتاحف الوطنية، أن من بين المتاحف التي تم "تأهيلها وترميمها" المتحف الوطني للخزف بمدينة آسفي، ومتحف قصر دار الباشا بمراكش، "الذي أصبح يضم حاليا معرضا بتعاون مع متحف الثقافات المتوسطية بمدينة مارسيليا الفرنسية، وهو معرض أقيم حول الأماكن المقدسة عند الديانات الثلاث"، وأضاف أن لهذه المتاحف دورا كبيرا "على المستوى التربوي، وعلى مستوى صيانة الذاكرة الجماعية، وشر الوعي، وإبراز الخصوصيات الثقافية للمغرب والعناصر التي ساهمت في تشكيل الثقافة المغربية". وفي تصريح لهسبريس حول الأدوار المنوطة بقسم المتاحف في مديرية التراث الثقافي، قال رئيس قسم المتاحف إنها "الإشراف على متاحف جديدة وإنجاز ما يسمى بمراكز تثمين التراث الثقافي، والأمور القانونية المتعلقة بتصدير التحف والقطع الأثرية وتراخيصها، والمسائل القانونية المرتبطة بترتيب التحف وجردها". تجدر الإشارة إلى أن المغرب حاضر بمعرض اسمه "المغرب بين الأمس واليوم: جذور وآفاق"، في إطار الأسبوع الثقافي المغربي ب"أبو ظبي" بالإمارات؛ وهو معرض يجمع الجانب المرتبط بالتراث الأثري بقطع تعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد، والفترة الرومانية، والفترات الإسلامية، إضافة إلى مجموعة من المآثر المستخرجة من مدينة فاس أو مدينة سجلماسة، ومكناس، إضافة إلى معرض للفن التشكيلي المغربي منذ مطلع القرن الماضي إلى الآن. *صحافي متدرب