أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن العقاقير المضادة للفيروسات، التي تستخدم في علاج التهاب الكبد الوبائي "سي" تقلل من الوفيات المرتبطة بالكبد، خاصة لدى المرضى الذين لديهم تاريخ في الإصابة بسرطان الكبد. وأوضح الباحثون، خلال الدراسة التي أجروها بمركز السرطان الشامل بجامعة ساوث ويلز البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "JAMA Network Open" العلمية، أن هذه الدراسة "تصحح المفاهيم الخاطئة السابقة، التي جعلت الأطباء يترددون في وصف الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج التهاب الكبد الوبائي "سي" لدى المرضى الذين لديهم تاريخ في سرطان الكبد". وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الفريق حوالي 800 مريض بالتهاب الكبد "سي" في 31 مركزًا طبيا ببريطانيا، حيث وجدوا أن العقاقير المضادة للفيروسات، وعلى رأسها "ريبافيرين"، ليست آمنة فحسب، بل تقلل من الوفيات الناجمة عن تليف الكبد وسرطان الكبد بنسبة 46 بالمائة. وكان الأطباء يعتقدون في السابق بأن أدوية التهاب الكبد "سي" تساعد على تكرار الإصابة بسرطان الكبد، لكن يبدو أن هذه الفكرة خاطئة، وفقا للباحثين. يذكر أن فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" مرض فيروسي يمكن أن يؤدي إلى تراجع وظائف الكبد أو الفشل الكبدي إذا لم يتم اكتشافه بسرعة، وقد ينتهي المطاف ببعض المرضى إلى الإصابة بتليف الكبد. كما أن الفحص الفعال والتشخيص السريع والحاسم يوقفان انتشار الفيروس. وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 71 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد الوبائي "سي" في جميع أنحاء العالم. ويموت سنويًا أكثر من 400 ألف مريض جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب. وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة للمرض، فإن أقل من 3 ملايين شخص يتلقون العلاج. وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى توفير العلاج ل 80 بالمائة من الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بالمرض بحلول عام 2030.