قالت نزهة الوفي، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلّفة بالتنمية المستدامة، إن نجاح الحملة الوطنية "عيد مبارك نظيف" يرجع إلى ثلاثة عناصر: أوّلُها الاستعداد القبلي الذي امتدّ شهورا في هذه الحملة الوطنية الثالثة، بعد لقاءات تقييمية للحملتين السابقتين، قُرِّرَ فيها الاشتغال ليس فقط عبر الكتابة الدولة في التنمية المستدامة، بل عبر فريق حكومي فيه مجموعة من الشركاء هم وزارة الصناعة، ووزارة الصناعة التقليدية، والمهنيون مثل فيدرالية الصناعات الجلدية، والمجتمع المدني. واستحضرت الوفي الدراسة الحكومية التي ذكرت أنّنا نضيّع سبعة مليارات سنتيم في إتلاف هذه الثروة الجلدية؛ وهو ما جعل الاشتغال في الفريق الحكومي مع الفيدرالية، يتمّ حول كيفية تدوير هذه الثروة الجلدية ترابيا؛ وكان لكلّ قطاعٍ حلقة من العمل، فعبّأت الجماعات الترابية ووزارة الداخلية بشكل مهم على المستوى الترابي، وتمّت عملية حثّ في إطار الاستعدادات العادية للعيد الأضحى، بتنسيق مع فيدرالية الصناعات الجلدية، لتحديد نقطٍ لجمع وفرز وتّثمين جلود الأضاحي. وشكرت كاتبة الدولة المكلّفة بالتنمية المستدامة المجتمع المدني، الذي عمل في هذه الحملة ب"مهنية وتفانٍ كبيرَين"، وخصّت بالذّكر الائتلاف الوطني للمناخ والتنمية المستدامة و"جنود الخفاء" المتمثّلين في عمّال النّظافة الذين جمعوا الجلود، وفرزوها في النّقط المحدّدة؛ وهو ما أدّى، بالتالي، إلى نجاح هذه التجربة في المدن النموذجية المحدّدة. وذكرت الوفي أن هناك استجابة مهمّة من لدن المواطنين في ما يخصّ الأمن البيئي والنظافة عموما في أيام العيد، وفيما يتعلّق بالتّحسيس، وزادت قائلة إن كتابة الدولة عملت على إحداث منظومة من أجل جمع وفرز وتثمين الجلود، مع العلم أن هذه المنظومة كانت محدثة أصلا بشكل تلقائي في ثقافتنا المغربية الأصيلة خلال هذه المناسبة، ثم أضافت: هناك نجاح وتجاوب كبير مع الحملة، على الرغم من الإكراهات والإشكالات التي لا بد أن تكون، وسنعمل على إحداث المنظومة الوطنية لتثمين الجلود، لأنها تندرج ضمن المخطّط الوطني لتثمين النفايات. بدوره، قال حميد بن غريضو، رئيس فدرالية الصناعات الجلدية، إن التحسيس في إطار حملة "عبد مبارك نظيف" كان جيّدا، مضيفا أن أغلبية الناس ملَّحوا الجلود وأعدّوها، و"يظهر أن الجلود ستصل في شكل جيّد في الأيام الأخرى"، سواء بالنظر إلى نقط تجمّعها، أو للناس العاملين في القطاع غير المهيكَل. وأكّد المتحدّث أن الأمر المهم بالنسبة إلى الفيدرالية هو ألا تضيع الجلود، وأن تعالج بالملح، ثم زاد موضّحا أن في الجلود نسبة صالحة للاستعمال مقارَنة بالسنة الماضية. كما سجّل محاولة شركات النظافة عزل الجلود عن النفايات، قبل أن يستدرك قائلا إن هناك نسبة أخرى من المواطنين لم يصلها التّحسيس، ووُجِدَت في جلودها العديد من الثقوب؛ وهو ما يستدعي أن تكون هناك إستراتيجية واضحة في هذه المسألة، على الرغم من نجاح الحملة التحسيسية بدرجة كبيرة. تجدر الإشارة إلى أنّ الحملة الوطنية "عيد مبارك نظيف" قد نظَّمَتها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، بتعاون مع فيدرالية الصناعات الجلدية ومجموعة من القطاعات الحكومية والجماعات المحلية وشركات التدبير المفوض لجمع النفايات وجمعيات المجتمع المدني، قصدَ "تحسيس وتوعية المواطنين بضرورة الحفاظ على نظافة المجالات والفضاءات، ونظافة محيطهم؛ بتنظيف مكان الذبح، وجمع مخلفات الذبيحة..". وهو ما تمّ في مرحلته الأولى بسبع مدن، هي: الدارالبيضاء، وفاس، ومراكش، والرباط، وبرشيد، وبني ملال، على أساس أن يتم تعميمه لاحقا، على باقي مدن المملكة. ويندرج فرز الجلود ضمن مخطط وطني، يتعلق بتنظيم منظومات الفرز والتثمين، سبق أن أعلنت عنه كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، في بعدها المتعلق بالاقتصاد الأخضر، ويعتَبر، وفق بلاغ سابق، "النفايات من أهم رهاناته، بما في ذلك فرز الجلود، نظرا لقيمتها الاقتصادية والبيئية".