شهدت مدينة إشبيلية الإسبانية لحظة فنية مميزة، حيث حضرت سفيرة المملكة المغربية لدى إسبانيا، السيدة كريمة بنيعيش، حفل افتتاح معرض تشكيلي يحمل عنوان "تطوان، مهدي... إشبيلية، موطني"، والذي يحتفي بأعمال الفنان المغربي البارز أحمد بن يسف. المعرض الذي احتضنته "دار المقاطعة" في قلب مدينة إشبيلية، يأتي تكريمًا لمسيرة إبداعية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، مزج خلالها الفنان بن يسف بين روح تطوان المغربية العريقة ونبض الحياة الأندلسية، ليجسد من خلال ريشته جسرًا بصريًا نابضًا بين الثقافتين. ويعتبر هذا الحدث تحية فنية مستحقة لفنان أخلص للفن طيلة عقود، وظل يحمل تطوان في قلبه وهو يرسم ملامح العيش المشترك بين ضفتي المتوسط. كما يعكس المعرض عمق العلاقات الثقافية والإنسانية التي تربط بين المغرب وإسبانيا، ويُبرز كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة راقية لتعزيز الحوار الحضاري ومد جسور التقارب بين الشعوب. هذا اللقاء الفني لم يكن فقط مناسبة لتكريم تجربة إبداعية فريدة، بل كان أيضًا محطة للتأكيد على أهمية تبادل الثقافات في تعزيز التفاهم المشترك، حيث شكلت لوحات بن يسف رسالة محبة ووفاء لمدينتين شكّلتا ملامح هويته الفنية والإنسانية: تطوان وإشبيلية.