بعيداً عن لغة الهجوم التي اعتاد عليها مسؤولو "الجارة الشرقية"، قال صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري، إن بلده يتمنى الخير للمغرب ويرفض الدخول في صراعات مع المملكة. وأكد وزير الخارجية الجزائري، جواباً عن سؤال صحافي حول مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية والتوتر القائم بين البلدين، أن "مستقبل المغرب العربي الكبير هو أن يكون موحداً". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في حوار مع موقع "روسيا اليوم"، أنه "يتمنى ألا يُسمع من الجزائر أو من أي مسؤول جزائري أي كلام غير لائق عن المغرب"، قبل أن يضيف قائلاً: "أتمنى الخير للمملكة المغربية". وعبر صبري بوقادوم عن أمانٍ بعيدة عن حقيقة الممارسة الفعلية، مشيراً إلى أن الجزائر تفضل عدم الدخول في صراعات مع المغرب والابتعاد عن الكلام والرد والسب والشتم، مردفاً أن المغرب "لا يأتيه أي سوء من الجزائر". وقال وزير الخارجية الجزائرية إن بلاده تطلب الاحترام المتبادل في العلاقة مع دول الجوار؛ لكنه شدد على أن هذا الاحترام "لا يغير مواقفنا الدولية المعروفة والمقبولة عند العالم، بما فيها في المغرب"، في إشارته إلى دفاع الجزائر عن جبهة "البوليساريو" الانفصالية. وسقط وزير الخارجية الجزائري في تناقض واضح خلال موقفه المعبر عنه أمام "الروس"، إذ في وقت تحتضن الجزائر وتمول وتسلح جبهة "البوليساريو" فوق أراضيها وتدافع عن استقلال منطقة الصحراء، يؤكد صبري بوقادوم أن المغرب لا يأتيه أي سوء من الجزائر. ويرى مراقبون أن الجزائر تحرص على تسويق خطاب دولي حول العلاقات المغربية الجزائرية لا يعكس حقيقة الوضع القائم، في خطوة تهدف إلى رمي كرة الأزمة في ملعب المغرب وحصر الصراع حول الصحراء المغربية بين الرباط و"البوليساريو". وكانت الجزائر قد بادرت، منذ أيام، إلى التصعيد الدبلوماسي واللفظي تجاه المغرب بسبب ما اعتبرته قيام المغرب بناء قاعدة عسكرية قُرب الحدود؛ وذلك بالرغم من تأكيد السلطات المغربية على أن الأمر يتعلق بمجرد ثكنة عسكرية صغيرة جديدة بعمالة جرادة قرب الحدود مُخصصة لإيواء القوات العسكرية، وهي لا تصل إلى درجة قاعدة عسكرية، إذ توجد على بُعد 38 كيلومترا من الحدود الشرقية.