تتواصل هزائم جبهة البوليساريو الانفصالية ومحور الجزائرجنوب إفريقيا على الصعيد الدولي، إذ تخلت الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (سادك) عن إلقاء خطاب أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة (السياسات الخاصة وإنهاء الاستعمار). وكانت الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي تعتزم الإدلاء ببيان بشأن إنهاء الاستعمار، ولاسيما القضية الوطنية. ويأتي هذا التراجع بفضل الجهود المكثفة للدبلوماسية المغربية، خصوصا على مستوى نزاع الصحراء المغربية. ووفق مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية فقد عارضت عدة دول صديقة للمملكة المغربية، وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر وملاوي وإسواتيني وزامبيا، فقرات حول الصحراء المغربية في مسودة الإعلان. وأضافت المصادر ذاتها أنه بعد أن رفضت الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (SADC) جميع المقترحات، اعتبرت رئاسة موزنبيق أنه لا يوجد توافق في الآراء، وبالتالي لن يكون هناك خطاب، لتقرر بعد ذلك المجموعة الإنمائية الانسحاب من قائمة المتحدثين التي وزعتها أول أمس الأحد أمانة اللجنة الرابعة. ومنطقة "الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي" هي بمثابة تجمُع اقتصادي إقليمي يتكون من 16 دولة، هي: أنجولا، وبتسوانا، وجزر القمر، والكونغو الديمقراطية، وسوازيلاند (إسواتيني)، وليسوتو، ومدغشقر، وملاوي، وموريشيوس، وموزنبيق، وناميبيا، وسيشيل، وجنوب إفريقيا، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوي. وتعيش جبهة البوليساريو الانفصالية عزلة إفريقية ودولية غير مسبوقة بعد الدينامية التي شهدها ملف نزاع الصحراء المغربية على مستوى افتتاح قنصليات إفريقية وعربية بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. وأكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أن افتتاح هذه القنصليات يأتي نتيجة ثلاثة عوامل هيكلية: أولا، الرؤية الإستراتيجية للملك محمد السادس، التي تطمح إلى جعل الصحراء المغربية قطبا إقليميا للمغرب في خدمة القارة الإفريقية. والعامل الثاني، وفق السفير عمر هلال، يتعلق بالنموذج التنموي الاقتصادي للأقاليم الجنوبية، مرفوقا بتعزيز دولة القانون والديمقراطية الشاملة والتشاركية، مضيفا أنه تمت الإشارة بشكل كبير إلى البعد الثلاثي الذي يشمل الهدوء والتنمية واحترام حقوق الإنسان بالصحراء، في التقرير الأخير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، وفي القرار 2548. ويهم العامل الثالث، حسب المصدر ذاته، "التأكيد الدبلوماسي على مغربية الصحراء من خلال افتتاح خمس عشرة قنصلية لدول إفريقية شقيقة وصديقة"، وزاد: "سيعرف هذا الزخم الدبلوماسي، بشكل متواصل، امتداده الطبيعي إلى منطقة الخليج، بفضل قرب افتتاح قنصلية الإمارات العربية المتحدة في العيون، وسيجد قريبا استمراره في مناطق أخرى من العالم".