11 أسرة لا زالت تعيش صنوف المعاناة، منذ 6 سنوات، جراء غياب أي تعويض لها عن "مفاجأة التشرّد" التي حطّت بها بعد ما ينيف عن 50 عاما من السكن وسط "شالِيهَات" كانت متمركزة بموقع استراتيجيّ من شارع العلويّين بالرباط، غير بعيد عن فندق مصنّف يطلّ حاليا على مَارِينَا أبي رقراق. منتمون لهذه الأسرة يرون بأنّ الملك محمّد السّادس هو الوحيد القادر على إنصافهم من الأضرار التي أضحوا يعيشونها كمخلفات لإفراغات "تداخل فيها المال والنفوذ" حسب التعابير المتطابقة التي يستعملها ذات البسطاء الملتقين بهسبريس. نويران مولاي لخضر، وهو أحد المتضررين المحدَّد سقف مطالبهم في تعويض بسكن لائق، قال إنّ "كلمة فرنسا" أفلحت في حماية أحد ساكني "شاليهَات العلويّين" من التشرّد.. قاصدا بذلك أسرة لازالت تقطن بذات الفضاء الذي أفرغ منه الباقي قبل سنين من الحين. "كانت عيشتنا دون إشكالات تُذكر وسط الشاليهات التي خلفها المُعمّرون حين قدوم الاستقلال، العقارات أضحت تابعة للأملاك المخزنية ثمّ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعدها، بل حتّى عندما شاءت إدارة الأحباس إفراغنا من مستقرنا تدخّل القضاء لإنصافنا في مواجهتنا لها.. كل شيء تغيّر بعدما أقدمت وزارة الأوقاف على عملية مُنَاقلة فوت بها فضاء استقرارنا، ذي مساحة من 5000 متر، إلى منعش عقاريّ مكّن الوزارة من عمارة كائنة وسط حيّ المحيط بالرباط" يورد نويران. ذات المتحدّث يروي كيف أنّ سفارة فرنسا تدخلت، بشكل فوري عبر شبكة علاقاتها، لحماية أسرة قاطنة ب "الشاليه12".. وذلك رغما عن شمله، بادئ الأمر، بمسطرة الإفراغ.. ويقول لخضر: "بمجرّد ذكر اسم فرنسا توقّف كلّ تحرّك يهمّ بالمسكن المذكور، وقاطنوه لا زالوا به إلى يومنا هذا.. أمّا نحن فقد عوملنا بطريقة غير مسؤولة وبعنف نفذته عناصر القوات العمومية التي رافقت المنعش العقاري المستفيد إلى ديارنا". فناسي ماريا، وهي التي تمّ اللقاء بشقة تأويها وأسرتها من التشرّد، قالت لهسبريس إنّ مراسلات المتضرّرين قد وجّهت إلى كافة القطاعات الحكومية دون أن يتم تلقّي أي إجابة.. وزادت ذات المتحدّثة، وهي المستقرة بمعية أهلها وسط مسكن ثانوي لزوجة أخيها الإسبانيّة التي تدفع مصاريفه بالكامل حتّى اليوم، أنّ "نافذين يرتبطون بالوعاء العقاري محطّ المعاناة المشرِّدة ل11 أسرة"، "لم يعد لنَا أمل من غير الملك محمّد السّادس كي يُعاد لنا الاعتبار نُنتشَل من الأزمة التي طالت مجموع المتضرّرين.. أخبر الملك أنّنا أخرجنا من منازل سكنّاها 50 عاما، دون تعويض، وبعنف طال أبداننا، ودون توقير لا للنساء أو المرضى أو الطاعنين في السنّ، كما أجبرنا على التخلي عن منقولاتنا كي تستقر تحت أنقاض". حبيبة بنحضار، وهي السيّدة التي قضت 5 عقود بشاليهات العلويّين قبل أن تشرع في تجربة التشرّد وهي المجاوزة لسنتها السبعين، لا زالت تتذكر كيف أتَت "لْعْرِيفَة" (الكلمة التي تحيل بها على القوات العمومية) إلى بيتها منتصف نهار يوم هدمه.. "شرعوا في تعنيفنا لإجبارنا على إخراج أثاثنا، وقد مُنع الجيران من مساعدتي رغما عن كون زوجي مريضا.. وضعت جزء من ممتلكاتنا بالشارع، أمّا الباقي فقد بقي تحت مخلفات الهدم.. كَانت الأوامر تعطى لآلة التحطيم حتّى تشرع في تخريب كل حجرة على حدة حتّى قبل أن أتمم إفراغها" تردف حبيبة بعينين دامعتين قبل أن تسترسل: "تمّت محاصرتنا حينها حتّى الثانية صباحا، وتلذّذ ضابط شرطة بالتنكيل بنا والسخرية منّا". "أملنا معقود على الله والملك محمّد السادس حتّى ننال تعويضنا، نحن لا نطالب غير سكن لائق يوازي حجم المعاناة.. أنا ووالدي تأثرنا بمضار نفسية وبدنية ناجمة عن التشرد الذي أملاه علينا هذا التعاطي الذي لحقنا، ونتوفر على وثائق طبية مثبتة لذلك" تقول بلخدير ربيعة نيابة عن أسرتها.