قال الدكتور محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة المحمدية، في تصريحات لهسبريس إن "الهَبَّة" التي قامت بها الحكومة أمس الخميس من أجل نفي الأخبار التي راجت بخصوص تدمير سلفيين مغاربة لنقوش صخرية تاريخية في منطقة الأطلس الكبير، كانت "مُنتظرة ومنطقية باعتبار أنه كان لابد من تحرك رسمي يحتوي بعض الجهات التي تعمدت الترويج لمثل تلك الأخبار". وأضاف ضريف بأن مبادرة عدة وزراء من الحكومة إلى نفي تخريب تلك المآثر الأمازيغية التاريخية يندرج ضمن "الصراع الإيديولوجي" بين الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية وبين التيارات العلمانية التي تتخوف من تنامي التيار الديني الراديكالي، في حين أن العدالة والتنمية مافتئ يرسل برسائل مطمئنة في هذا السياق. ولفت المحلل إلى ما سبق أن حدث عند بداية تشكيل الحكومة عندما أثيرت أخبار بخصوص تكوين لجان شعبية تتدخل لفرض سيطرتها في محاربة الدعارة والخمور وغيرهما، مردفا بأن مسارعة وزراء من الحكومة إلى تقديم نفي رسمي في قضية تدمير مآثر تاريخية على يد سلفيين يمكن ربطه أيضا بما حدث أخيرا في تونس حيث عمد سلفيون هناك إلى هدم أضرحة وزوايا صوفية. وأفاد ضريف بأنه من جهة أخرى، لا يجب أن ننسى كون جهات غربية تعتقد بأن المغرب سيجتاحه مدٌّ سلفي قوي لن تتمكن الدولة ولا الحكومة من احتوائه، مضيفا أن هذا ما يفسر حزم الحكومة في المسارعة عبر أكثر من وزير إلى نفي أخبار تخريب مآثر تاريخية على يد سلفيين مغاربة. واستطرد المتحدث بأن اللغة التأكيدية لتصريحات الناشط الأمازيغي بوبكر أونغير حول ما حدث، ومحاولة بعض وسائل الإعلام الغربية تقديم المغرب كأنه بلد يقترب من الوقوع في براثين تيارات دينية متطرفة، تعد من العوامل الرئيسة التي دفعت الحكومة إلى إبداء رد فعل جازم ينفي وقوع أي تخريب طال تلك المآثر التاريخية في الحوز. وجدير بالذكر أن أخبارا راجت أخيرا في وسائل إعلام وطنية ودولية تشير إلى تعمد سلفيين مغاربة إلى طمس وتخريب معالم نقوش صخرية توجد في إحدى المناطق بالحوز، لكون بعض تلك النقوش التي تمثل "لوحة الشمس" ترمز إلى "أوثان" تنافي عقيدة التوحيد، وهو ما دفع وزراء العدل والاتصال والثقافة دفعة واحدة، إلى الظهور لنفي تلك الأنباء نفيا قاطعا.