"جيروزاليم بوست": الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على الصحراء يُضعِف الجزائر ويعزّز مصالح إسرائيل في المنطقة    برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    الركراكي يرفع إيقاع "أسود الأطلس"    مؤتمر نصرة القدس و"معا للقدس": أية قوة يتم إرسالها لغزة يجب تحديد ولايتها بواسطة مجلس الأمن بالتشاور مع الشعب الفلسطيني    دعم المقاولات الصغرى بالمغرب .. "الباطرونا" تواكب والأبناك تقدم التمويل    مقترح عفو عام عن معتقلي حراك "جيل Z"    الحموشي يتقلَّد أرفع وسام أمني للشخصيات الأجنبية بإسبانيا    "لارام" تدشن أول رحلة مباشرة بين الدار البيضاء والسمارة    اتفاق مغربي سعودي لتطوير "المدينة المتوسطية" بطنجة باستثمار يفوق 250 مليون درهم    تحيين مقترح الحكم الذاتي: ضرورة استراتيجية في ضوء المتغيرات الدستورية والسياسية    الوالي التازي: المشاريع يجب أن تكون ذات أثر حقيقي وليست جبرا للخواطر    انتخابات العراق: ما الذي ينتظره العراقيون من مجلس النواب الجديد؟    هجوم انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد يودي بحياة 12 شخصاً ويصيب 27 آخرين    ماكرون يؤكد رفض الضم والاستيطان وعباس يتعهد بإصلاحات وانتخابات قريبة    47735 شكاية وصلت مجلس السلطة القضائية والأخير: دليل على اتساع الوعي بالحقوق    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وإيران في نهائي "الفوتسال"    مونديال أقل من 17 سنة.. المغرب يتعرف على منافسه في الدور المقبل    شراكة بين "اليونسكو" ومؤسسة "المغرب 2030" لتعزيز دور الرياضة في التربية والإدماج الاجتماعي    الرصاص يلعلع بأولاد تايمة ويرسل شخصا إلى المستعجلات    مديرية الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج ورياح قوية بهذه المناطق المغربية    الرشيدي: إدماج 5 آلاف طفل في وضعية إعاقة في المدارس العمومية خلال 2025    إطلاق طلب عروض دولي لإعداد مخطط تهيئة جديد في 17 جماعة ترابية بساحل إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق    بنسعيد في جبة المدافع: أنا من أقنعت أحرار بالترشح للجمع بين أستاذة ومديرة    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    التدبير‮ ‬السياسي‮ ‬للحكم الذاتي‮ ‬و‮..‬مرتكزات تحيينه‮!‬ 2/1    مراكش تحتفي بعودة السينما وتفتح أبوابها للأصوات الجديدة في دورة تجمع 82 فيلما من 31 دولة    والآن سؤال الكيفية والتنفيذ .. بعد التسليم بالحكم الذاتي كحل وحيد    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    المغرب ‬رائد ‬في ‬قضايا ‬التغيرات ‬المناخية ‬حسب ‬تقرير ‬أممي ‬    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نكتب اللغة الأمازيغية
نشر في هسبريس يوم 19 - 02 - 2013

في موضوع سابق تحت عنوان: اللغة الأمازيغية بين الحرف الأصيل والبديل، تطرقنا – رغم حسم الموضوع لصالح تيفيناغ سياسيا – إلى استحالة استعمال الحرف العربي في كتابة هذه اللغة إلا إذا تم ذلك على حساب جودة الكتابة والتواصل، وذلك بالوقوف على خصوصيات البنية الصوتية للغتين، وكذا على خصوصية الحروف العربية ذاتها.
أما هنا، فالموضوع يتعلق بكيفية كتابة اللغة الأمازيغية بحروفها، في هذه الفترة الدقيقة (فترة ما يصطلح عليه ب"التقعيد" أو "التقنين"- بتحفظ - أو المعيرة) التي تؤثث وتؤسس لما ستؤول إليه هذه اللغة في ما يستقبل من الزمن في شقها الكتابي؛ والكتابة من أهم رهاناتها التي ستمكن من ربط مشرق العالم الأمازيغي بغربه، وماضيه بحاضره، وستنقل إلى الأجيال اللاحقة إرثا حضاريا كبيرا على جميع الأصعدة. لكن، ماذا سنحقق من كل ذلك إذا لم نضبط القواعد النحوية والإملائية الكفيلة بتوحيد مستعملي هذه اللغة على مستوى المعنى والمبنى؟
ملاحظات أولية:
1- أن بعض اللسانيين – سواء داخل (إركام) أو خارجه – يتناولون موضوع الكتابة بحروف تيفيناغ من منطلقات خاطئة من الزاوية العلمية. وما بُني على خطأ فالنتيجة حتما ستكون خاطئة.
2- أن توفر النظريات والتحليلات والتجهيزات العلمية حاليا تجعل ارتكاب الخطأ غير مسموح به إلا إذا أُخِذت الأمور باستخفاف. وسنعيد تكرار نفس تجربة اللغات التي مرت إلى مرحلة الكتابة قبل تطور علوم الصوتيات والنظريات النحوية. وستكون النتيجة هي إخضاع قواعد الكتابة لإرادة وآراء الأشخاص (اللسانيين) بدل تعميق دراستها على ضوء التطورات المعرفية.
La formalisation
لنبدأ هنا من مصطلح "تقنين" أو "تقعيد" الذي قد يُفهم منه ("وضع" قوانين أو قواعد معينة للغة ما)، في حين أن المسألة تتعلق ب"استخراج" الآليات التي تتحكم في تراكيب هذه اللغة الموجودة بالفعل منذ آلاف السنين ، والتي استطاعت من خلالها تحقيق التواصل (في وضعيات مختلفة) بين مستعمليها؛ وليس بوضع قوانين جديدة مستنبطة من أفكار وطروحات ذاتية للسانيين : بحيث لا يجب المس ببنية اللغة أو التصرف فيها مهما كانت المدرسة اللسانية التي ينتمون إليها، وإنما يقتصر التنافس على الإجتهاد في تدقيق وصف وتفسير هذه الآليات ومكوناتها ووظائف كل مكون، سواء على حدة أو في ارتباطه مع مكون آخر يشترك معه في نفس وظيفة ما.
يتحدث الكثيرون عن مرحلة ما قبل (إركام) ومرحلة ما بعده: في الأولى كان استعمال الحرف اللاتيني سائدا لدى أبناء المدارس الحديثة (وليس العتيقة)، مع وضع حرفين لرسم كل صوت غير موجود في بنية الفرنسية مثل: (خ=hk) أو (غ=hg لتمييزها عن r )؛ وفي الثانية، تم اتخاذ القرار الحاسم باستعمال حروف تيفيناغ، وهي مسألة جد هامة، لكن الشروع في أجرأة ذلك تم قبل إعداد الإطارات النظرية له بما يتوافق مع مميزات اللغة الأمازيغية، مما خلق نوعا من الإرتباك أدى إلى خطوات ارتجالية خصوصا على مستوى "التنظير" لطريقة الكتابة.
وخلال المرحلتين، بقي المشكل الاساسي مرتبطا ب:
- عدم تحديد بنية الجمل النحوية وعزل مكوناتها حسب وظيفة كل منها لِحَصْرِ هيكله، وتحديده كقالب قابل للملأ والإفراغ حسب السياقات. وهذه العملية كفيلة بإبراز حدود الألفاظ / الكلمات – مثلا– وعلاقات الإتصال أو الإنفصال بين مكوناتها وبإيجاد تفسير منطقي لطريقة رسمها.
- إهمال صائت (ٍVoyelle) "الشفا" [أو awhcS أوmli الذي يُرْمَزُ إليه بِ [ə] في IAP'l.]، بحيث ظل يُنظر إليه كشيء غير ذي بال، إما نظرا لصعوبة تحديد مكانه في الجملة الصوتية – نظرا لحياديته – مقارنة بالصوائت الأخرى مثل [a-u-i] الظاهرة أو لعدم إيلائه ما يستحق من اهتمام رغم وظائفه الأساسية؛ وهذا على الرغم من بعض الإجتهادات المحتشمة على مستوى الكتابة خاصة بعد تأسيس إركام.
1- الجملة النحوية:
سنعزل مكونات جملة صوتية معينة وسنُرَقِّمُ مكوناتها بشكل مبسط، ليتسنى الوقوف عليها انطلاقا من المثل التالي:
[مثال ُيقرأ من اليسار إلى اليمين كالفرنسية مع التذكير بأن (ġ=غ) ( ž=ج)؛( – = علاقة انفصال)؛(' أو . = علاقة اتصال بين المكونات التي تتوسطها ك"الضمائر في علاقتها مع الافعال")] :
- المفاتيح Légende
.1-(Ur) particule de Négation .2- (da) adv. du temps (présent continu) .3- i = il (pronom sujet grammatical) + ssiġi = Verbe (allumer) à la forme appuyée (négative), imposée par (da) antéposé .4- afa = Nom : le feu .5- i = il (pronom sujet gram.)+ V.(partir / s'en aller) à l'aoriste narratif .6-- i = il (pronom sujet gram.)+ V.(laisser) à l'aoriste narratif + 't = pronom personnel «le», (C.O.D) .7- ġas = restrictif (que), exprimant l'exception .8- Nom (le voyageur/passant) .9- (ur) particule de Négation .10- i = il (pronom impersonnel sujet invariable ) + V.(être libre) à l'aoriste négatif + (n) désinence participiale invariable .11- Nom (le fait de rester).
– تعليق :
يكون المنطلق الأول هو "الجملة الصوتية" التي لا أهمية فيها للأصوات - المعزولة في حد ذاتها - إلا من خلال علاقتها (أو علاقاتها) مع المكونات الأخرى التي" تَبْنِي" معها المعنى العام للجملة / المنتوج. وقدرة المتلقي على تفكيك الرسالة الشفهية بدايةًََ، وفهمه للمغزى الذي يقصده المُرْسِِل - إذا كانا ينتميان إلى نفس التجمع البشري أو يستعملان نفس الكود - دليل على فعالية النسق اللساني المستعمل، ولا يحتاج إلى اجتهاد إلا في ما يخص الوظيفة الشعرية.
إن حاولنا الترجمة الحرفية للمثل أعلاه قد نقول:
[لا يُشعِلُ النارَ (فَ)يَذْهَبُ (وَ)يَتْرُكُها إلا المسافرُ [أو عابرُ السبيل] (الذي) لا وقت لديه للجلوس [أو للبقاء بعين المكان].
براغماتيا، قد يشير المعنى إلى (إن من يستقر في مكان ما لن يغامر بإهمال خطر معين (مثل النار) قد يعود وبالا على بلدته).
وهذه الرسالة نُقِلَت بالكلام قبل أن تُنقَل كتابة، وما على الكتابة إلا أن تنقلها بإخلاص، وتعكس الأصوات (الصائتة والصامتة) بوفاء، وكذلك العلاقات الوظيفية التي تربط بين جميع المكونات المتفاعلة.
في الترجمة الحرفية، اضطررنا إلى إضافة (الفاء والواو) بين قوسين احتراما للوظيفة التي يؤديها –هنا– الزمن الفعلي الذي يُطلق عليه إسم (لاووريست)، وهي "الوظيفة السردية" التي تعكس التسلسل الزمني وعلاقة التتابع بين الأفعال الثلاثة: أشعل – ذهب - ترك. كما اضطررنا إلى إضافة اسم موصول (الذي) بين قوسين، احتراما للدور الذي يقوم به الضمير المتصل[i] أي (هو)، وهو ضمير متصل "فاعل" لفِعْل (سَالا) في ارتباط مع (ن) في آخره؛ و(ن)هو مؤشر نحوي ثابت لا يتغير (تبعا لتغيير ضمائر"الفاعل")؛ ويشكلان معا قالبا نحويا قارا، يؤدي - هنا- ما معناه: ((الذي) لا وقت لديه للجلوس) [أو للبقاء بعين المكان]، وهذا القالب يتجسد كما في المربع التالي:
ويمكن استخراج القوالب الجاهزة الأخرى باعتماد أمثلة أخرى من كل الناطقين المثاليين لهذه اللغة (حسب تعبير تشومسكي) وحصرها نحويا، وكذا حصر الضمائر وصرف الأفعال وغيرها.
ملاحظات هامة:
– عندما تنتهي لفظة ما بصوتٍ صائت – مثلَ [i] في رقم 3– ، وتبدأ الموالية بصائتٍ آخر – مثلَ [a] في رقم 4 – ، فإن صوتا آخر (مثل ما يسمى "أنصاف الصوامت" أو "أنصاف الصوائت" وهما [w] و [j] أي [و- ي]) قد تنحشر بينهما أو تغير نطق أحدهما ، فنقول مثلا:
Les glides jouent un rôle euphonique ويبقى دور هذه الأصوات الدخيلة هو مجرد تلطيف النطق والسمع
مما يعني بأن هذه الأصوات الدخيلة ليست أساسية في السلسلة الصوتية الأصلية وبالتالي لا تجوز كتابتها؛ وإذا كانت قراءة السلسلة سَلِسَة وتلقائية فإنها ستُنطَق تلقائيا، وإن لم تُكتَب. وإن كُتِبت، فهذا حشو قد ينتج عنه تضليل القارئ، كما يحدث اليوم في كتابة لغات أخرى.
– على المستوى الصوتي، ليست هناك فراغات زمنية. أما الفراغات على مستوى الكتابة المشار إليها هنا بِ ( – )، فهي تعكس حدود الألفاظ حسب المعجم أو حسب الأدوات النحوية الموظفة في السياق.
وفي جميع الأحوال، لا يجوز إهمال أي صوت أصلي، ولا أي أداة من الأدوات النحوية – وهي قارة وثابتة وغير متعددة بالمقارنة مع المعجم– ولا إهمال طرق تصريف الأفعال أو العلاقات بين مكونات الجملة الواحدة حينما نَهُمُّ بترجمتها إلى حروف. وإلا فلن يكون ذلك سوى على حساب جودة الكتابة وجودة التواصل الكتابي تبعا لذلك. ونؤكد هنا بأن هذا ينطبق على جميع اللهجات التي تشكل اللغة الأمازيغية، ولا فرق بينها على مستوى الجملة النحوية رغم بعض ما يبدو ظاهريا وكأنه اختلاف. كل ما في الأمر، هو أن النطق هنا أو هناك قد يُدغِم صوتا أو يضفي طابعا محليا على طريقة إخراج بعض الأصوات، لكن هذا لا يعني الإختلاف بين لهجات اللغة الواحدة من حيث القوالب والآليات. ومن هنا يمكن الجزم بوجود لغةٍ أمازيغية-أُمّْ قادرة على إظهار ما خفي هنا أو هناك، ستُمَكِّن - على الأقل- بتوحيد الكتاب المدرسي ، كما سيسمح طابعُها الأصلي بقياس الإختلافات بدقة بين جميع فروعها المنتشرة.
2- بعض الأصوات الصامتة والحروف:
[ašal - aķal -aka ] = les variantes d'un même son
هذه ثلاثة أشكال تُنطق بها كلمة واحدة حسب المناطق، وتعني: "الأرض". وتشير إلى خصوصية صوتية أمازيغية متميزة بامتداداتها الجغرافية على الأرض. إلا أنه لا يمكن اعتبار k وķ وš - في هذه الحال - كأصوات مختلفة بل هي مجرد متغيرات أو تجليات لنفس الصوت. لكن، إذا اعتمدنا لرسم هذا الصوتِ الحرفَ الأول أو الثاني أو الثالث، فقد ينظر إلى ذلك بمثابة تغليب لطابع محليِّ مَا على ما نريده أن يكون لغة-أُمّْ وعلى المميزات المحلية الأخرى.
التي تعني "طائر"؛ فأيُّ هذة الأصوات سنُقْرِنها بالكتابة؟ ولعل هذا مما يُعاتَب عليه إركام من طرف بعض المعلقين في إشارة إلى تغليب صوت g السائد في أكادير، على الأ صوات ğ السائد في قلعة مكونة، مثلا، وž السائد في بعض مناطق الأطلس المتوسط والريف، تماما مثل تغليب k على ķ و š بنفس الترتيب حسب المناطق المذكورة.
التغلب على هذا الإشكال لا يبدو صعب المنال إذا فصلنا بين الصوتين k وg بحيث نحتفظ بهما هكذا دون تعديل إذا كانا مُسْتَعْمَليْن في جميع المناطق دون استثناء (كأصوات أصلية)،. أما إذا كانا يُنطقان بطرق مختلفة، فبالإمكان إضافة رمز (دياكريتيك) فوقهما أو تحتهما (مثل ķ أوğ) دون حرج، وبالتالي يمكن لكل واحد أن ينطقه وفق منطقته دون تغيير جوهر اللفظة باعتبارها فقط تجليات أو متغيرات لنفس الأصوات. وسيساهم في تفسير وتبسيط فهم هذه الإختلافات السطحية لجميع المناطق دون تشريد المعجم.
3- صائت "الشفا" [Schwaأوilm] مرة أخرى:
خلال الدورات التدريبية/التكوينية السريعة التي أشرف عليها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتي استفاد منها أساتذة اللغة الأمازيغية، تم التركيز على ضرورة إدخال "الشفا" كلما تكرر نفس الصوت ثلاث مرات، ك "إِبْنُ" (أو "قُلْنَا"):
في حين يتم إهماله في الحالات الأخرى حتى ولو تتابعت ثلاث صوامت مختلفة أو أكثر. وهكذا – حسب هذا المنطق– سنكتب المثل الوارد في المقال السابق (ماذا فعلتَ في هذه المشكلة؟) هكذا:
بحيث نجد 12 صوتا متتاليا، وهي مثل الكلمة العربية: "قبل" حين تكون غير مُشَكَّلَة، بمعنى أنها قابلة لمختلف القراءات. ولا يَجِدُ فيها القارئ أية إشارات صائتية توجيهية تسهل عملية القراءة على الشكل الذي يقصده الكاتب. في حين إذا كُتِبَتْ بدون إهمال صائت "الشفا"، فسنقرأها دون صعوبة تُذكر؛ بل ويمكن مراجعتها أو تصحيحها وفق القاعدة (3) في الخلاصات العامة أسفله
وكما قلنا سابقا، فإن إهمال هذا الصائت الأساسي في اللغة الأمازيغية قد يعود إما إلى صعوبة تحديد موقعه في الجملة الصوتية مقارنة مع الصوائت الأخرى الأسهل لأنه "محايد"، وإما إلى عدم إدراك أهميته وأدواره فيها. وفي كِلتَيْ الحالتين، فالنتيجة واحدة، وهي "تعقيد" مهمة القارئ، وحشره في متاهات مجانية كان يمكن تجاوزها.
خلاصات عامة:
1 – البداية تكون من تحديد الجملة النحوية انطلاقا من السلسلة الصوتية التي تؤدي الوظيفة التواصلية بامتياز.
2 – تحديد المكونات الأساسية لهذه الجملة (انطلاقا من البنية العميقة الموحدة لجميع اللهجات) سيجنب تغليب أي طابع محلي على ما هو عام.
3 – القاعدة العلمية ترفض تتابع أكثر من صوتين صامتين مثل[ccc]، وتعوضها بِ:[ccvc]، [cvcc] أو [cvcvc]. إلا أن الإهتمام يجب أن ينصب على تحديد موقع "الشفا" في السلسلة، فكلمة "بْدْرْ" قد تحيلنا على [bdr] الغير مقبولة علميا، أو [bədr] التي لا معنى لها، أو على [bdər] التي تعني "ذكَرَ".
4 – إضافة [ə] في الكتابة أو حذفه ليس من اختصاص اللسانيين؛ فإذا لم يكن موجودا في السلسلة الصوتية للمتكلم-المثالي، فالحديث عن إضافته لغو، أما إن كان واردا فيها فاستعماله "إجباري" تفاديا لكل تحريف، ولا مجال لمناقشته. والقاعدة (3–) السابقة تساعد على تحديد مواقعه المتغيرة حسب الصرف والسياقات المختلفة.
خاتمة:
إن اللغة الأمازيغية تخضع لمنطق فكري ولساني دقيق يعكس بإخلاص منطق ونمط تفكير الإنسان الأمازيغي. ويتضح هذا مثلا من خلال الإعتماد على "قوالب أفقية" قليلة نسبيا، إلا أن استغلالها أيضا عموديا يتيح لها إمكانيات هائلة. وهكذا يتم الجمع بين "البساطة" و"الغنى" في آن.
فالبعد الزمني - على سبيل المثال - ينطلق من بساطة (الماضي [ar] - الحاضر [da] - المستقبل [ad])، إلا أن استحضار أبعاد أخرى داخل كل منها يسمح بتأثيث فضاءات زمكانية متعددة، تتأرجح بين الأكيد والمحتمل والمستحيل وغيرها ؛ ثم يوظف المعجم عموديا paradigmatiquement في قوالب نحوية قارة أفقيا tsyntagmatiquemen ، ويخصص حقولا معجمية ودلالية خاصة بالماضي، وأخرى خاصة بالمستقبل؛ وثالثة خاصة بالنفي وأخرى بالإثباث؛ وهكذا دواليك. (ولنا عودة إلى هذا الموضوع). لذا لا يجب الإستهانة بأحد من مكوناتها.
على مستوى آخر، وبعيدا عن منطق تقديس اللغات، يُسْتَحَبُّ تبسيط كتابة بعض الحروف بما فيه مصلحة للغة؛ مثلا "الشفا" يمكن تبسيطه من ثلاث حركات (÷) الحالية إلى حركة واحدة ك َ:[ə] -على سبيل المثال- وذلك نظرا لكثرة تردده داخل السلسلة، وحيويته في سياقاته الأمازيغية، وتشابهه أيضا مع (:)أي [u].
وإذا كانت حروف تيفيناغ يعود أصلها إلى آلاف السنين (كما جاء في كتاب Tirra)، فقد تم تهميشها كتابة لظروف عديدة حتى خلال الإمبراطوريات الأمازيغية القوية، ولم تنل ما تستحقه حقا من اهتمام. لكن يمكن أن يُستغَل تخلفها هذا عن ركب الكتابة لصالحها. وذلك بتوظيف الإمكانيات المعرفية والعلمية المتوفرة حاليا قصد تحديد وضبط نسق كتاباتي graphique نموذجي، دون اللجوء بالضرورة إلى نماذج المعيرة القديمة للغات أخرى إلا فيما يتوافق وبنيتها حسب الدراسات الحديثة. أما غير ذلك، فسيكون بمثابة من يرتكب "نفس الغلط" بعدد اللغات القديمة كتابةٌ.
* استاذ اللغة الفرنسية بالتعليم الثانوي، مهتم باللسانيات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.