اعتبر يونس التازي، والي جهة طنجةتطوانالحسيمة عامل عمالة طنجةأصيلة، اليوم الثلاثاء، أن الإدارة المستدامة للموارد المائية في ظل التحديات المناخية المتزايدة والاجهاد المائي تمثل أحد المحاور الكبرى التي ينبغي التركيز عليها في إعداد البرنامج الإقليمي للتنمية الترابية المندمجة لعمالة طنجةأصيلة. وشدد التازي، في كلمته الافتتاحية بمناسبة انعقاد لقاء التشاور بمناسبة إطلاق الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، على أهمية التأهيل الترابي المتكامل بما يتماشى مع المشاريع الكبرى الوطنية. ودعا والي جهة طنجةتطوانالحسيمة إلى ضرورة إعداد البرنامج في إطار مقاربة تشاركية تشمل مختلف الفاعلين الترابيين، من إدارات عمومية ومنتخبين وجامعات وفاعلين اقتصاديين وجمعويين. وأكد المسؤول الترابي سالف الذكر أن البرنامج يتضمن محاور أخرى طالب بضرورة التركيز عليها، والتي تهم تعزيز التشغيل من خلال استغلال الإمكانيات الاقتصادية المحلية وتحفيز روح المقاولة وجذب الاستثمارات، وتحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالات التعليم والصحة، للحفاظ على كرامة المواطنين وتقليص الفوارق المجالية. وسجل والي جهة طنجةتطوانالحسيمة أن أهداف اللقاء التشاوري الذي ينعقد هذا اليوم تتمثل في استكمال مراحل التشخيص الترابي والتي بدأت منذ خطاب العرش؛ وذلك من خلال فتح الباب أمام كافة المكونات الترابية للتعبير عن أفكارها والتشاور حول أفضل المقترحات الممكن تبنيها مع مراعات الخصوصيات المجالية وانتظارات المواطنين وأهداف هذا الجيل الجديد من البرامج. وأفاد الوالي بأن هذه المبادرة تأتي بهدف تعزيز العدالة المجالية، وضمان استفادة جميع المواطنين من ثمار التنمية، وفق توجه جديد يرتكز على مبادئ أساسية تتمثل في جعل المواطنين شركاء في إعداد هذه البرامج؛ والتحول من التركيز على إنشاء البنيات التحتية إلى التركيز على التنمية الإقليمية المتكاملة. كما أوضح أن المبادرة ترمي إلى تبني حكامة شاملة وشفافة، بالاستفادة من التقنيات الرقمية، بالإضافة إلى إجراء تقييم سنوي للنتائج؛ واعتماد منصة رقمية لضمان تواصل واسع النطاق حول هذه البرامج مع المواطنين والفاعلين المحليين. وبين التازي أن أهداف هذا البرنامج تتمثل، أيضا، في تعزيز مكانة المجالات الترابية المحلية وخلق فرص العمل والثروة والمساواة في الحصول على الخدمات الأساسية (التعليم والصحة) والإدارة الاستباقية والمستدامة للموارد المائية؛ إضافة إلى إيلاء الاهتمام الضروري لتثمين المناطق القروية والساحلية، وتعزيز مكانة المراكز الناشئة باعتبارها محفزا للتنمية يربط بين المناطق القروية والمراكز الحضرية، وفق تعبيره. وأشار إلى أن لقاء التشاور الموسع سيشمل، غدا الأربعاء، تنظيم ورشات موضوعاتية الهدف منها وضع تشخيص دقيق للحاجيات الأولية وتقييم البرامج المنجزة خلال السنوات السابقة، وتقديم مقترحات عملية تستجيب لفلسفة وأهداف الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة. وأكد الوالي على أهمية التنسيق الوثيق بين مختلف المتدخلين في إعداد البرنامج، وضمان التكامل والتضامن بين مختلف الوحدات الترابية والالتقائية بين مختلف القطاعات؛ وذلك في إطار مقاربة تشاركية موسعة في مختلف مراحلها. كما سجل التازي أن المقاربة الجديدة لإعداد المشاريع التنموية تستهدف وضع موقع الكتروني رهن إشارة المواطنين من أجل وضع اقتراحاتهم بخصوص المشاريع ذات الأولوية؛ وهي خطوة تروم فتح الباب أمام أبناء المدينة للمساهمة في وضع البرنامج. وعرف اللقاء التشاوري تقديم مجموعة من المداخلات التي تحدثت عن جملة من التحديات والإشكاليات التي تعاني منها مختلف الجماعات والأحياء، سواء في المجال الحضري أو المجال القروي؛ مثل رخص البناء وتعبيد الطرق، فضلا عن الربط بالماء والكهرباء، وغيرها من المشاكل والتحديات التي طالب المتدخلون بضرورة إيجاد حلول لها في البرنامج المنتظر إعداده.