أمام ضعف "الإمدادات" الدولية بسبب الطوارئ الصحية، شرعت السلطات الجزائرية، اليوم الخميس، في إرسال مساعدات غذائية إلى مخيمات تندوف، بمناسبة شهر رمضان، عبر طائرتين عسكريتين. ودأبت السلطات الجزائرية، خلال كل رمضان، على إرسال مساعدات غذائية لمخيمات "تندوف"؛ بينما تشتد الأوضاع وسط المحتجزين الذين يعانون من مشاكل صحية وغذائية، في ظل سياسة الإغلاق التي تنتهجها قيادة "البوليساريو". وانطلقت من القاعدة الجوية ببوفاريك الناحية العسكرية الأولى بالبليدة طائرتان عسكريتان محملتان ب70 طنا من التمور بالإضافة إلى مواد غذائية متنوعة، نحو مخيمات "تندوف" بمناسبة شهر رمضان. وأشرفت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، على هذه العملية بحضور مسؤولين انفصاليين في الجارة الشرقية للمملكة، الذين أكدوا أن "هذه المساعدات، التي عودتنا عليها دولة الجزائر الشقيقة والتي سيكون لها وقع طيب، جاءت في وقتها بسبب انقطاع وسائل النقل". وتأتي المساعدات الغذائية الجزائرية في وقت تشهد فيه مخيمات الصحراويين "توترا" كبيرا، بسبب انتشار الأمراض وسط المحتجزين وضعف التغطية الصحية في ظل انتشار وباء "كورونا". وكانت مصادر أوروبية عبرت عن قلقها من تخلي الجزائر عن مخيمات الصحراويين في ظل تفشي وباء "كورونا"؛ وذلك بعد إغلاق سلطات ولاية تندوف بالجزائر لحدودها مع مخيمات الصحراويين، وهو ما حال دون تزود ساكنة المخيمات بالمواد الغذائية. واتهم تقرير سابق للاتحاد الأوروبي، بعد كشف نتائج مكتب محاربة الغش التابع للمؤسسة الأوروبية، الجزائر بالتورط في المتاجرة بالمساعدات الإنسانية المخصصة أساسا للتخفيف من محن ساكنة الحيز الترابي الذي تتواجد عليه جبهة "البوليساريو". وأقرت مسؤولة أوروبية، في تصريح سابق أمام البرلمان الأوروبي، بأن جزءا مهما من المساعدات الإنسانية التي يبعثها الاتحاد إلى سكان مخيمات تندوف يتم استغلالها من قبل السلطات الجزائرية التي تتاجر فيها. وزادت المسؤولة الأوروبية أنها كانت تعلم بأمر هذا الاستغلال منذ سنة 2007، لذلك قامت بصياغة تقرير تم التكتم عنه لمدة سبع سنوات كاملة.