اعتبر نداء للمنتدى الاشتراكي بمراكش أن إبعاد توظيف الدين عن تدبير الشأن العام شرط أساسي لبناء الديمقراطية في بلدان المنطقة، مؤكدا أن يقظة المجتمعات المدنية وتزايد المطالب السياسية للمواطنين في شمال إفريقيا هي دعوة من أجل مغرب كبير متقدم. واعتبر النداء الذي وقعه كل من هانس سفوبودا رئيس فريق الاشتراكيين والديمقراطيين بالبرلمان الأوربي وأحمد الزيدي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، وتوصلت هسبريس بنسخة منه، أن هذه المطالب التي حملتها قوى سياسية تقدمية منذ عشرات السنين، في حالة المغرب، سرعت من الإصلاحات السياسية التي اعتمدتها البلاد في إطار مسلسل متدرج وسلمي لبناء الديمقراطية، مبرزا أن هذا المسلسل ثمرة تقليد عريق في الحوار السياسي بين الملكية والقوى السياسية التقدمية وثمرة توافق وطني للجميع حول قراءة عقلانية وموضوعية للإسلام. النداء أشار أن إعمال هذه الإصلاحات ستمكن المغرب من أن يلعب دور النموذج وقاعدة الاستقرار في المنطقة، منبها في مقابل ذلك إلى ما يتهدد مسلسل الانتقال الديمقراطي في عدد من البلدان الأخرى في المنطقة، خطر ضغط القوى المحافظة وسيادة قراءة متشددة للإسلام. من جهة ثانية دعا النداء إلى إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الوثيقة بين بلدان المغرب الكبير، وذلك لتسير نحو الرفاهية والاستقرار والتحول الديمقراطي، مسجلا التحديات التاريخية التي تواجه المنطقة من قبيل عدم الاستقرار في منطقة الساحل والأمن الطاقي والحاجة إلى خلق مناصب الشغل ومكافحة التغيرات المناخية. موقعا النداء قالا إن الغاية منه هو حث المؤسسات والقوى السياسية والاجتماعية الأوروبية ونظيراتها في بلدان شمال إفريقيا إلى العمل معا من أجل قيام مغرب كبير تقدمي مشددين على ضرورة احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوطين المشترك للأنشطة الاقتصادية وتنقل الكفاءات وضمان الأمن، لتشكل أسس شراكة مستدامة بين ضفتي المتوسط. وفي هذا السياق حث النداء "مجموع القوى التقدمية في المنطقة المتوسطية على المساهمة في الوصول إلى تسوية عاجلة لنزاع الصحراء"، داعيا إلى "تسوية سلمية متشاور بشأنها ومقبولة من طرف جميع الأطراف تحفظ حقوق الساكنة وتضمن السلم والأمن والتنمية في المنطقة"، قبل أن يؤكد أن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية تشكل في شمال إفريقيا الشرط الكفيل بتيسير استقرار الدول التي هي بصدد بناء مؤسساتها الوطنية وشرطا أيضا لمواجهة الإرهاب وجميع أشكال التطرف الإيديولوجي الذي يغذي النزاعات.