استنفار بجماعة مولاي عبد الله لتفادي تدفق مياه واد فليفل لعاصمة دكالة    طنجة.. اصطدام عنيف بين دراجة نارية وسيارة يُخلّف إصابات متفاوتة الخطورة    خلف "الأبواب المغلقة" .. ترامب يتهم نتنياهو بإفشال السلام في غزة    مركز إيواء يستقبل مشرّدي المحمدية    "بنك المغرب" يراجع فوائد القروض ويحضّر لتغيير طريقة التحكم في الأسعار ابتداء من 2026    كأس إفريقيا 2025: بطاقة ب50 درهما وتخفيض 30% وبرنامج قطارات خاص للجماهير    سلطات الحوز ترفع حالة التأهب القصوى لمواجهة موجة البرد والثلوج    التساقطات الثلجية والأمطار تدفع وزارة التجهيز إلى استنفار فرقها لضمان سلامة حركة السير    موجة البرد القارس: مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق عملية دعم لفائدة 73 ألف أسرة في 28 إقليما    تعبئة شاملة بشيشاوة لدعم القطاع الصحي    عوامل مناخية وراء التقلبات الجوية التي يعرفها المغرب: "لانينيا" تُضعف المرتفع الأزوري والاحتباس الحراري يُكثّف التساقطات    إسبانيا تعتمد مسيّرة بحرية متطورة لتعزيز مراقبة مضيق جبل طارق    نقد مقولة "استنفاد التجربة": في تقييم حزب العدالة والتنمية ومنطق الإنهاء السياسي        بونو: "الأسود" متحمسون ل"الكان"    رصيف الصحافة: مباريات كأس إفريقيا تمدد أوقات إغلاق المقاهي والمطاعم    توقعات بأرقام قياسية في "الكان"    الدوزي ينسحب من أغنية كأس إفريقيا    "التجاري وفا بنك" يستحوذ على 45 في المائة من الاكتتابات في "SGTM"    بنك المغرب يبقي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير في 2,25 في المائة    وزارة التجهيز والماء تعبئ إمكانياتها لإزالة الثلوج وضمان حركة السير بعد اضطرابات جوية    تماثل للشفاء    برقية تهنئة من جلالة الملك إلى ملك مملكة البحرين بمناسبة العيد الوطني لبلاده    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع    هيئات تطالب الحكومة بإعلان مدينة آسفي منطقة منكوبة وتعويض المتضررين وإنصاف الضحايا    بنكيران: تلقيت تعويضا بقيمة 100 مليون سنتيم بعد إعفائي من تشكيل الحكومة    بنك المغرب: وقع تسجيل نمو اقتصادي بنسبة 5 في المائة سنة 2025    الحكم على نادي باريس سان جرمان بدفع 61 مليون أورو لفائدة مبابي كمكافآت ورواتب غير مدفوعة    دعوات لإعلان آسفي منطقة منكوبة    ترامب يطالب BBC ب10 مليارات دولار تعويضاً عن تهمة التشهير    التربية في صلب أولوياتها…الصين ترسم معالم تنشئة أخلاقية جديدة للأطفال        بطولة "الفوتسال" تتوقف بالمغرب    بوساطة مغربية... الأمم المتحدة تعيد إطلاق حوار ليبيا السياسي    مسلحون يقتلون 3 أمنيين في إيران    ال"كاف" تطلق دليل "كان المغرب 2025"    أبرز أحزاب المعارضة الكولومبية يرشح مؤيدة لترامب لانتخابات 2026 الرئاسية    أبرز عشرة أحداث شهدها العالم في العام 2025    تراجع أسعار النفط في ظل توقعات بتسجيل فائض في سنة 2026    أخنوش: إصلاح الصفقات العمومية رافعة لتمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة وتعزيز تنافسيتها    إحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف لوس أنجلوس في ليلة رأس السنة    الإعلام الفرنسي يرشّح المغرب للتتويج بكأس إفريقيا 2025    الرواية المغربية "في متاهات الأستاذ ف.ن." ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2026    فاس تحتظن الدورة ال13 لأيام التواصل السينمائي    دورة ناجحة للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بمكناس    مركب نباتي يفتح آفاق علاج "الأكزيما العصبية"    التحكم في السكر يقلل خطر الوفاة القلبية    جدل واسع عقب اختيار محمد رمضان لإحياء حفل افتتاح كأس إفريقيا 2025    عريضة توقيعات تطالب بالإفراج عن الرابور "PAUSE" وتدق ناقوس الخطر حول حرية الإبداع بالمغرب    بنسليمان تحتضن المعرض الجهوي للكتاب من 17 إلى 22 دجنبر احتفاءً بالقراءة في زمن التحول الرقمي    استمرار إغلاق مسجد الحسن الثاني بالجديدة بقرار من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وسط دعوات الساكنة عامل الإقليم للتدخل    سلالة إنفلونزا جديدة تثير القلق عالميا والمغرب يرفع درجة اليقظة    المغرب: خبير صحي يحدّر من موسم قاسٍ للإنفلونزا مع انتشار متحوّر جديد عالمياً    "الأنفلونزا الخارقة".. سلالة جديدة تنتشر بسرعة في المغرب بأعراض أشد وتحذيرات صحية    سوريا الكبرى أم إسرائيل الكبرى؟    الرسالة الملكية توحّد العلماء الأفارقة حول احتفاء تاريخي بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    تحديد فترة التسجيل الإلكتروني لموسم حج 1448ه    موسم حج 1448ه.. تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في كتاب: «خفافيشُ الظَّلام أكذوبةُ التَّقريبِ بين السُّنَّة والشِّيعة»
نشر في هوية بريس يوم 11 - 12 - 2015


– الجمعة 11 دجنبر 2015
عنوان الكتاب: خفافيشُ الظَّلام- أكذوبةُ التَّقريبِ بين السُّنَّة والشِّيعة
اسم المؤلف: عبد الرحمن الحسن السقاف
تقديم: د.عبد الله سمك
الناشر: دار البصائر- القاهرة
سنة الطبع: 2015-1436
عدد الأجزاء: 3 أجزاء
التعريف بموضوع الكتاب
تحومُ الفِتَنُ كقِطَع اللَّيل المُظلِم، قاصدةً استئصالَ أهلِ الحَقِّ، ومَحْقَ الدِّين، وإعلاءَ الكُفرِ وزُمْرَتِه، وخَفضَ الإيمانِ وأهلِه، وتَخرُجُ بين حين وحينٍ آخَرَ دعواتٌ وشعاراتٌ جوفاءُ، يُهدَف منها تقريبُ أهل الحَقِّ إلى أهل الباطِلِ لا العكس، ومع كثرةِ هذه الشِّعارات يلتبِسُ على كثيرٍ مِن أهلِ السُّنة هَدفُها ومنهجُها ومَقصِدُها.
وكتابُ هذا العدد يكشِفُ شيئًا من هذا التَّلبيسِ، وهذه المناهِجِ والمقاصِدِ.
وقد احتوى الكتابُ على خمسةِ أبوابٍ وخاتمةٍ، ثم الملاحِق
فالباب الأول يحتوي على فصلين:
ذكر في الفصل الأول تمهيدًا عن اسمِ الكتابِ، وأنَّه اختار اسمَ الكتاب (خفافيش الظَّلام)؛ لأنَّ مِن طبيعةِ الخُفَّاش التواريَ عن الأنظار في وَضَح النَّهار، والخروجَ في ظلامِ اللَّيل والنَّاسُ نِيام، وهذا ما يوضِّحُه الكتابُ عن الشِّيعة الإماميَّة.
ثم أوضح: لماذا الصَّفَوية دونَ بقيَّةِ الحضارات والدُّول الشيعيَّة التي تعاقبَتْ على إيران؟
– فذكر أنَّه تمَّ تغييرُ المذهبِ الرَّسميِّ في إيران من مذهَبِ أهلِ السُّنة إلى التشيُّع، في ظِلِّ الدَّولة الصَّفَوية.
– وانحدار الأسرة الصَّفوية من طائفةٍ شيعيَّة، اشتَهَرتْ بالغُلُوِّ والتعصُّب ونَشرِ الخُرافات.
– وتميُّز الصَّفوية بالدَّمويَّة والانتقام والبَطش بأهلِ السنَّة، وأنَّها كانت سببًا قويًّا بل جوهريًّا في وقف فتوحاتِ الخلافةِ العُثمانية في أوروبا.
ثم ذكر نقاطَ التَّشابُه بين الدَّولة الصَّفَوية والجمهوريَّة الإيرانيَّة، ومنها:
– الدَّموية والبَطش لكلِّ مَن خالَفَها.
– التعصُّب للعِرقِ والقوميَّة الفارسيَّة.
وفي الفصل الثاني تكلَّم عن التقريبِ ونشأتِه وإنشاءِ دارِ التَّقريب.
فعرَّف التقريبَ اصطلاحًا، فذكر عدةَ تعريفاتٍ؛ منها: تعريفُ الشيعي محمد تقي القمي، مؤسس دار التقريب بأنه: (أن يتَّحِدَ أهلُ الإسلامِ على أصولِ الإسلامِ التي لا يكون المُسلِمُ مُسلمًا إلَّا بها).
ثم ذكر نشأةَ دارِ التقريبِ، وأنَّ جماعةَ التقريبِ تأسَّست في القاهرة سنة 1360-1948 واستمَّرت حتى 1970، ومؤسسوها من السُّنَّة: الشيخ محمود شلتوت، والشيخ مصطفى المراغي، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ عبد المجيد سليم.
ومن الشيعة الإماميَّة: آية الله المرجع حسين البروجردي، والمرجع العراقي محمد حسين آل كاشف الغطاء، وعبد الحسين شرف الدين الموسوي اللبناني، والشيخ محمد تقي القمي، سكرتير جماعة التَّقريب.
وفي الباب الثاني تحدَّث المؤلِّفُ عن عُلَماء الشِّيعة، ودعوى التقريبِ، وفيه تسعةُ فُصولٍ، أفرد لكُلِّ عالِم منهم فصلًا:
فتحدَّث في الفصل الأول عن محمد تقي القمي، وهو المؤسِّس لفكرة التقريبِ بين المذاهِبِ، والسَّاعي إليها، والذي تحمَّلَ مشاقَّها، فذكر بعضَ أقوالِه عن التَّقريب، ووصَفَها بأنها أقوالٌ جميلة، ثم ذكر أنَّه رأى القمي من طرف خفيٍّ ينقُضُ فِكرَتَه بطريقةٍ عجيبة؛ حيث يُثني القمي على بعض الكُتُب للشِّيعةِ الإماميَّة، مثل كتاب تفسير (مجمع البيان) للطبرسي، وكتاب المختصر النافع، وكتاب شرائع الإسلام.
ولقد وقف المؤلِّفُ على عدَّةِ مواضِعَ من تفسير الطبرسي فيها عقائدَ باطلة، مع ذِكرِه أنَّ الطبرسي مارَسَ التقيَّةَ في كتابه هذا، فمِن هذه العقائِدِ:
إثباتُه إمامةَ عليٍّ رضي الله عنه، إسلامُ أبي طالبٍ، أنَّ تفسيرَ الأمَّة الوَسَط هم الأئمَّة، الشيعةُ الإماميَّة هم خيرُ البرِيَّة، توسُّلُ آدمَ وإبراهيمَ بآلِ البيت، وغيرها من العقائِدِ الباطِلَة المُخالِفة، وكذلك الأمرُ أيضًا في بقيَّة الكُتُبِ التي أثنى عليها القمي.
وفي الفصل الثاني: تكلَّم عن المرجع حسين البروجردي، وتناول بعض عقائِدِه من خلال كتابِه (جامع أحاديث الشيعة) والتي ذكر منها: أهميَّة الإمامة الشيعيَّة على باقي أركانِ الإسلامِ، كفر أهلِ السُّنة لعَدَمِ أخذِهم بالولاية الشِّيعية، تكفير أبي بكر وعمر، وغيرها من العقائِدِ الباطلة المُنحَرِفة.
وفي الفصل الثالث: تحدَّث عن المرجع عبد الحسين شرف الدين الموسوي، وذكر أنَّ منهجَه تقريبيٌّ وَحدويٌّ مع أهلِ السُّنة، وقد ذكر المؤلِّفُ أنَّه وجدَ أمرًا غريبًا عنده، فهو تارةً يترضَّى ويمدحُ الصَّحابة، وتارة يقدَحُ ويذُمُّ، وذكر المؤلِّفُ دليلَ ذلك في كثيرٍ مِنَ النُّصوص التي نقلَها من عدَّةِ كتبٍ للموسوي.
ثم تناول في الفصل الرابع المرجع روح الله الخميني الموسوي، وفي الفصل الخامس المرجع محمد باقر الصدر، وفي الفصل السادس المرجع محمد الحسيني الشيرازي، وفي الفصل السابع المرجع محمد حسين فضل الله، وفي الفصل الثامن المرجع جعفر السبحاني، وفي الفصل التاسع آية الله علي الأمين.
ثم كان الباب الثالث وفيه أربعةُ فصولٍ:
فتناول في الفصل الأول: علماءَ ومفكرينَ من السنَّة تأثَّروا بدعوة التَّقريب
فذكر منهم: الشيخ محمود شلتوت، وذكر أنَّه من أوائل مَن تأثَّرَ بفكرة التَّقريب بين السنَّة والشِّيعة، بل كان المؤسِّسَ لها، وله عدَّةُ مَقولاتٍ تؤيِّد ذلك، والشيخ عبد المجيد سليم؛ شيخ الأزهر ومفتي مصر في وقته، والشيخ حسن البنا؛ زعيم الإخوان المسلمين، والدكتور فتحي يكن، وهو أحد رموز أهلِ السُّنة في لبنان، والدكتور محمد سعيد البوطي، وغيرهم.
ثم ذكر سببَ تأثُّرِ عُلَماء ومفكِّري أهل السُّنة بدعوة التَّقريبِ، فأوضَحَ أنَّ هذا الأمرَ يعود إلى ثلاثة أسبابٍ:
– عدمُ اطِّلاعِهم المباشِر على كُتُب الشيعة الإماميَّة؛ ليعرفوا حقيقةَ مُعتَقَدهم.
– مرورُ الحيلة الشيعيَّة الإماميَّة على عُلَماءِ أهلِ السنَّة، والتي تقول بأنَّ الأصولَ المتَّفَق عليها لا تخرج من الإسلام، وأنَّها لا خلافَ فيها.
– حُسن الظنِّ منهم تِجاه الشيعة الإماميَّة؛ بأنَّ مخالفاتِهم العَقَديَّة كانت صادرةً فقط من عُلَماءِ الشِّيعة الأوائل، أمَّا المعاصرون فقد تغيَّرت لديهم النَّظرة.
ثم كان الفصل الثاني وتحدَّثَ فيه عن بعض العُلَماءِ والمفَكِّرين من أهل السُّنة، كشفوا حقيقةَ التَّقريبِ، منهم:
الشيخ: محمد رشيد رضا، وذكر المؤلِّفُ أنَّه كان من أوائِلِ مَن دعا إلى التَّقريب بين السُّنة والشِّيعة، لكنَّه بعد بحثٍ ودراسةٍ اكتشف حقيقةَ دَعوَتِهم، فعاد إلى الحقِّ وفضَحَ مخَطَّطَهم، ومنهم: الدكتور مصطفى السباعي، والأستاذ: محب الدين الخطيب، الشيخ: حسنين مخلوف، والشيخ: إحسان إلهي ظهير، والشيخ: عبد العزيز بن باز، والشيخ الألباني، والشيخ: سعيد حوى، والشيخ: محمد سرور زين العابدين، وهو من دُعاةِ سوريا، وممَّن تميَّزَ بفَضحِ جرائِمِ الشيعة الإماميَّة، فأخرج سلسلةَ (وجاء دَورُ المجوس).
وتناول المؤلِّفُ في الفصل الثالث رواياتٍ وعقائدَ شيعيَّةً تُنافي التقريبَ، فذكر عقيدةَ الشِّيعة في الإمام المعصوم، وموقفَ الشِّيعة الإماميَّة مِنَ الله تعالى، وذكر المؤلِّفُ أنَّه هان عند الشِّيعة قدْرُ الله تعالى، وتجرَّؤوا عليه في كَلِماتِهم وكُتُبِهم، فنَفَوا أن يكون لله تعالى اسمٌ، وعندهم عقيدةُ اتِّحاد الإمامِ المعصومِ بالخالِقِ، وتفويض تدبير الكَون وإيجاده إلى الأئمة، وغيرها من العقائِدِ الضَّالَّة المُنحَرِفة، تعالى الله عمَّا يقولون عُلُوًّا كبيرًا.
ثم تناول في الفصل الرابع جرائمَ الشِّيعةِ بأهل السُّنةِ في العراق والكويت ولبنان، وذكر أنَّ العقيدةَ الشيعيَّةَ قائمةٌ على بُغضٍ وكُرْهٍ، وبَطشٍ وانتقامٍ لأهل السُّنة، وذكر فيه الكثيرَ مِن جرائِمِ الشِّيعة الموثَّقة في العراق والكويت ولبنان، وقال إنَّ ما ذُكِرَ غَيضٌ مِن فَيض، وأنَّه ترَك الكثيرَ مِمَّا يَفجَعُ القلبَ ويُدمِي العينَ، وذكر اعترافَ بعضِهم أنَّ وراء هذه الجرائِمِ في العراق؛ فيلقَ بدر، وجيشَ المهدي الصَّفَويَّين.
ثم كان الباب الرابع، وفيه ستةُ فصول:
فتكلَّم المؤلِّفُ في الفصل الأول عن التَّقريبِ السياسيِّ بين السنَّة والشِّيعة، فسلَّطَ الضوءَ على الجمهوريَّة الإيرانيَّة، وتحدَّث عن سياسةِ إيران الداخليَّة والخارجيَّة، ومدى جدوى التقريبِ السياسيِّ معها، وذكر أنَّه يجِبُ عدمُ الخَلطِ بين الموقِف السياسيِّ والموقِف الديني، وأنَّه لا بأس بالتقريبِ السِّياسيِّ إن كان قائمًا على مصالِحَ مُشتَرَكة تفيد البَلَدين، والاستفادة من خبراتِ ما بين الدَّولتين، وذكر أنَّ الاقتراحاتِ والاتِّفاقياتِ بين إيران وبعض دول الخليج جيِّدةٌ، وتُفيد المنطقةَ وشعوبَها، لكنَّ المصيبةَ في إيران نفسِها، وفي نهجِها السياسيِّ مع الآخرين، إضافةً إلى أنَّها دولةٌ تتلَوَّنُ حسَبَ المواقِفِ والمصالِح، كما أنَّها تتناقَضُ في أقوالها، وعليه:
فكما أنَّ التَّقريبَ العَقَديَّ بين المذهبين باطِلٌ لا يصِحُّ، فكذلك التقريبُ السياسيُّ لا يصِحُّ ولا يُقبَل.
ثم كان الفصل الثاني بعنوان: الأحواز العربيَّة والقضيَّة المنسيَّة، وتناول فيه قضيَّةَ الأحواز العربيَّة المحتلَّة، وذكر أنَّ أهلَها مِنَ العَرَب الخُلَّص، والقبائِلِ العريقةِ، وأنَّ عدَدَ سكَّانِها قُرابة اثنَي عَشَر مليونَ مواطنٍ عربيٍّ، ومساحتها 370 ألف كم مربع، وذكر أنَّهم يعيشونَ حياةَ التخَلُّف والفَقر والبُؤسِ، رغم أنَّ المورِدَ الرئيسيَّ للاقتصاد الإيراني هو البترول الذي يتدفَّقُ من أرضهم!
وأشار إلى أنَّ حُكَّامَ طهرانَ يمنعونَ أبناءَ المسلمين مِن تعلُّمِ لغةِ الإسلامِ ولُغةِ القرآنِ، ويمنَعون أبناءَ العَرَب المسلمين من التحَدُّث بلُغة القرآنِ الكريمِ داخِلَ وخارِجَ مُؤَسَّساتِ الدَّولة بكلِّ أصنافِها.
ثم تكلَّم في الفصل الثالث عن مسألةِ وَلاء الشِّيعة، وذكر شيعةَ البحرين نموذجًا، وذكر أنَّه يقطُنُه الشيعةُ الإماميَّة مع أهل السنَّة، مع باقي الأطياف البحرينيَّة القليلة، كالمسيحيِّين، واليهود، والبهائيِّين، ونفى فِريةَ أنَّ الشيعةَ أغلبيةٌ في البحرين، وذكر أنَّ أعداد السنَّة والشِّيعة متقارِبةٌ، تصل إلى 50% لكل طَرَف، فيما يُضاف أعدادٌ كبيرةٌ مِنَ المقيمين والجاليات العربيَّة: من مصر وسوريا والسعودية؛ ومِن ثَمَّ فالغالبيَّة من السنَّة.
وفي الفصل الرابع تحدَّث عن تجمُّعِ الوَحدة الوطنيَّة البحرينيَّة، وأنَّ السَّوادَ الأعظمَ فيه كان لأهلِ السنَّة.
وفي الفصل الخامس أشار إلى البحرين وقواتِ دِرع الجزيرة، وذكَرَ أنَّه كان لدخولِ قُوَّات درع الجزيرة أثَرٌ إيجابيٌّ بإعادة الأمنِ وحِفظِه بعد أن زَعزَعَه مُشاغِبو (دوار مجلس التعاون) من حزب المعارَضةِ.
أما الفصل السادس فكان بعنوانِ (لِمَن رَجَع شيعةُ البحرين في خروجِهم) وفي هذا الفصل أصَّلَ لمسألةِ الخروجِ على الحاكِمِ بنظرةٍ شيعيَّةٍ إماميَّة، ثم بيَّنَ أنَّ شيعةَ البحرين لا يملكونَ فتوى تبيحُ لهم الخروجَ.
ثم كان الباب الخامس وهو آخِرُ الأبوابِ، ويحتوي على فصلين:
الفصل الأول: نداءٌ لأهلِ السنَّة، وجَّهَ فيه رسالةً لكلِّ سُنِّي أنَّه يجب عليه أمورٌ، منها:
– فضحُ المشروعِ الشيعيِّ الصَّفَويِّ.
– توضيحُ أُسُسِ الخلافِ بين السُّنَّة والشِّيعة.
– بيانُ حقيقةِ عقائِدِ الدِّين الشيعيِّ الصَّفَوي.
ثم الفصل الثاني: وكان بعنوان نداء للشيعة الإماميَّة، وذكر فيه أنَّ أهلَ السُّنةِ يوَدُّونَ التَّقارُبَ مع الشِّيعة شريطةَ أن يكون هذا التقريبُ على منهَجِ سلَفِ هذه الأمَّة المُبارَكة، وأن يكون ولاؤُهم لأوطانِهم التي ينتمونَ إليها، مع ذكر أمورٍ كثيرةٍ، ذكر أنَّه لا بُدَّ للشِّيعة أن يُعلِنوها صراحةً، منها:
– الرُّجوعُ إلى كتابِ الله؛ لتقريرِ عَقيدةِ التَّوحيدِ.
– الكفُّ عن الصَّحابةِ الكِرام رضي الله عنهم.
– قيامُهم بعمليَّةِ تصحيحٍ، بتنقيةِ كُتُبِهم من العقائِدِ المُخالِفة لكتابِ اللهِ، وسُنَّةِ نَبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وغيرها من الأمورِ.
ثم الخاتمة، وكانت تحت عنوانِ (وقفة لا بدَّ منها) بيَّنَ فيها أنَّ موقِفَ الشِّيعة والتشيُّع من أهل السُّنة لا يتجاوَزُ عدَّة أمورٍ، منها:
– التَّعرُّضُ لرموزِ أهلِ السُّنة مِنَ الصَّحابَة باللَّعنِ والتَّكفير.
– عقيدةُ الطينيَّة.
– تكفيرُ الشِّيعة الإماميَّة لأهلِ السنَّة.
– عدمُ صِحَّة عبادات أهلِ السنَّة.
– نظرتُهم لأهل السنَّة على أنَّهم أعداءٌ يجِبُ البراءةُ منهم ولَعنُهم.
– عقيدةُ التَّقيَّة.
وفي آخِرِ الكتاب ملاحِقُ بالصُّوَر والوثائق لنُصوصٍ مُوثَّقة مِن كُتُبهم المعتمَدة لديهم، وصُوَر موثَّقة لبعض الأعمال التخريبيَّة لمعارضينَ من الشِّيعة.
والكتاب بأجزائه الثلاثة موسوعة في هذا الموضوع لا يستغني عنها المهتمون به، فشكر الله للمؤلف غيرته على السنة.
المرجع: الدرر السنية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.