إن المتتبع للشأن الرياضي ببلادنا وخصوصا الكروي منه، يطرح عديد علامات الاستفهام حول واقع الكرة وحول من يحول دون استقرار حال التسيير وحال الوضوح في تلك القرارات الهادفة للنهوض بالشأن الكروي ببلادنا رغم اقتراب الاستحقاق الإفريقي المزمع تنظيمه بالمغرب مطلع السنة المقبلة . انه من غير المعقول أن يتواصل الإخفاق سنة تلو الأخرى لعقد كامل فمنذ إنجاز بادو الزاكي والمجموعة سنة 2004، إلى الآن، فقط نعيش على إيقاع ونغمات هدير الانتكاسات وخيبات الأمل. لا هي بحجم كل تلك الأموال المخصصة لذلك ولا هي بحجم تاريخ ومجد الكرة المغربية . ولعل أن القنبلة التي فجرها رشيد الطوسي في ندوته الصحفية التي أعقبت مباراة فريقه الجيش الملكي واولمبيك خريبكة . لها العديد من الدلالات ، رغم أنها فجرت في غير وقتها و بعد فوات الأوان وبعد انتكاسة الطوسي نفسه ، وبعد بيع الوهم لجمهور انتظر من الناخب الوطني أن يكون واضحا في مهمته و طموحا في تحقيق الأحسن ومجتهدا في سبيل الحيلولة دون انتكاسة أخرى . إلا انه رضخ لمقاومة لوبي الجامعة وانتهى به المطاف على ضفة غير تلك التي انتهى عليها بادو الزاكي . هذا الأخير مازالت معظم الجماهير المغربية تنادي به كمدرب لمنتخب مفعول به وفق منظومة التخريب وسياسات العبث التي كان بطلها السيد المحترم الفاسي الفهري ، ليترك الجامعة بلا هدف ولا عنوان ولا حتى بجزيئة رهان ولا حتى بمدرب رسمي لمنتخب هو على موعد مع كأس افريقية بعقر الدار . إلى أن يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث أصبح أمر الجمع العام التي تنتظره عائلة كرة القدم في خبر كان . بعد رفض الأمانة العامة للحكومة المصادقة على القانون الجديد التي تكلفت بوضعه جامعة تصريف الأعمال والتي يرأسها رجل رياضي من نفس فصيلة الفهري أو بالأحرى كما يشتهي العازمون على تخريب بيت الكرة. حيث بررت الأمانة العامة رفضها القانون الذي تقدم به عبد الله غلام والذي صادق عليه الاتحاد الدولي للعبة بكونه لا يطابق قانون التربية البدنية والرياضة30.09 . وبالتالي فمسألة بلورة مشروع قانون جديد و المصادقة عليه يتطلب وقتا قد يستغرق السنة وذلك قبل أن يعرض أمام مجلس المستشارين والنواب ثم أخيرا على المجلس الوزاري. وبالتالي فالأكيد والمكشوف والواقع هو أن الجمع العام المقبل لجامعة الكرة المغربية ، قد أجل إلى حين المحفل القاري ببلادنا وهناك وككل مرة وعادة وعند اقتراب المباراة الأولى بأسبوع سيتم الحسم في أمر ناخب وطني يقود حافلة الأسود وهي بدون محرك ولا فرامل ولا حتى عجلات قادرة على تحمل نوعية الطريق المراد قطعها طيلة أيام الكان . فقط هي الأيام القادمة ستكشف لنا جديد العبث الكروي وجديد الارتجال المصدوم وجديد منتخب بلا ربان فقط بربان مؤقت يحمل الجنسية المغربية . الكل يترقب الكأس الإفريقية على أراضي مغربية وعلى إيقاعات الفلكلور الشعبي المعتاد من الدقة المراكشية إلى العيطة الغرباوية ، والمغاربة معظمهم يطمحون إلى سماع زأر الأسود العاشقة للعطاء والعاشقة لتشريف الوطن رغم صعوبة المهمة . ورغم تماطل مسئولي الجامعة وعزمهم اليقين والمبيت سبيلا إلى تسيير الكرة وفق ميزا جهم وكما يحلو لهم .