في خطوة تعكس مجددا الطابع العدائي لتنظيم البوليساريو، أقدمت ميليشيات تابعة للجبهة، اليوم الجمعة، على قصف عشوائي استهدف أطراف مدينة السمارة، وسقطت القذائف في منطقة خالية قرب مقر بعثة الأممالمتحدة "المينورسو"، دون تسجيل أية خسائر بشرية أو أضرار مادية وفقا للمعطيات الأولية. هذا الهجوم، الذي أثار حالة من القلق في صفوف السكان جاء في أعقاب تقديم عدد من النواب الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمشروع قانون داخل الكونغرس يطالب بتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي. وهو تحرك سياسي نوعي يبدو أنه أربك الجبهة، التي لجأت، كعادتها إلى التصعيد والتهديد. ويعتبر عدد من المتتبعين أن هذا التصرف يؤكد حالة الارتباك التي تعيشها البوليساريو، خاصة في ظل اتساع دائرة التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، وتصاعد الدعوات إلى قطع الدعم عن التنظيمات الانفصالية المسلحة. كما يسلط هذا الاعتداء الضوء مجددا على التهديد الذي تمثله الجبهة لأمن المنطقة واستقرارها، ولجهود التسوية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة. وينظر إلى هذا التصعيد بوصفه دليلا إضافيا على ضلوع البوليساريو في أنشطة تهدد السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، في وقت تتزايد فيه الأصوات داخل المجتمع الدولي الداعية إلى تحميلها مسؤولية إفشال المسار السياسي لحل النزاع في الصحراء المغربية.