المغرب والولايات المتحدة يعززان التعاون العسكري بتمرين ميداني بالحسيمة    مشروع قانون المالية.. وزارة الاقتصاد والمالية تصدر ميزانية المواطن لسنة 2026    بورصة البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الانخفاض    مناورات مشتركة بين قوات المارينز الأميركية ونظيرتها المغربية تختتم في الحسيمة    المنتخب النسوي للفوتسال يجري آخر حصة تدريبية قبل لقاء الأرجنتين    توقيف 4 أشخاص يشتبه ارتباطهم بشبكة اجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر    عامل المضيق الفنيدق يكرم فريق جمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة    وسط ‬تفاؤل ‬المغاربة... ‬مخزون ‬السدود ‬الوطني ‬يرتفع جهود ‬كبيرة ‬لتدارك ‬التآخر ‬الحاصل ‬في ‬إنجاز ‬المشاريع ‬المائية ‬الكبرى    المغرب ‬يعزز ‬ريادته ‬البنكية ‬في ‬إفريقيا ‬ويتقدم ‬التصنيف ‬القاري 3 ‬بنوك ‬مغربية ‬ضمن ‬أفضل ‬20 ‬بنكًا ‬    منشور جديد يوجّه النيابات العامة إلى تفعيل مستجدات المسطرة الجنائية وتقييد فتح أبحاث الجرائم المالية    أمريكا تقدم "خطة السلام" في أوكرانيا    نقابات التعليم ترفض الإقصاء وتلوّح بالعودة للاحتجاج في حال عدم وفاء الوزارة بالتزاماتها    منتخبات ‬وفرق ‬وطنية ‬تواصل ‬التألق ‬وتخطيط ‬متواصل ‬يجعل ‬من ‬كرة ‬القدم ‬رافعة ‬تنموية ‬كبيرة    مونديال 2026.. جزيرة كوراساو الضيف المفاجأة    الملك يبارك اليوم الوطني لسلطنة عمان    النموذج ‬المغربي ‬في ‬السياسة ‬الخارجية ‬يرتكز ‬على ‬بناء ‬الثقة ‬عوض ‬التوجس ‬التعاون ‬بدل ‬العزلة    لجنة "الحقيقة والمساءلة" في وفاة "الراعي الصغير" تدعو للاحتجاج    "إطلاق أربع رصاصات تحذيرية".. إحباط عملية تهريب كبرى بغابة الرميلات    غرفة الصيد الأطلسية الشمالية تبحث تنظيم العلاقة التعاقدية بين المجهزين والبحارة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    تقرير: نصف عبء خدمة الدين الطاقي في إفريقيا تتحمله أربع دول بينها المغرب        مسيرة احتجاجية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمحمدية ضد إدارة فندق أفانتي    وسيط المملكة: شكايات المغاربة انتقلت من تظلمات بسيطة إلى تفاعلات اجتماعية    أوكسفام: "ثروات الأثرياء" في ارتفاع    ممرضو التخدير يراسلون الوسيط ويطالبون بإطار واضح للمهام والمسؤوليات داخل المستعجلات        كيوسك الخميس | العدالة المجالية قضية مركزية في مسار حماية حقوق الإنسان    لفتيت: الدولة تقف على مسافة واحدة من الجميع والمنظومة الجديدة تحصّن الانتخابات    كأس ديفيس: المنتخب الايطالي يتأهل لنصف النهاية على حساب نظيره النمساوي    منظمة الصحة تحتاج إلى مليار دولار    توقعات أحوال الطقس لليوم الخميس    كيف تناول الإعلام الفرنسي تتويج أشرف حكيمي بالكرة الذهبية الإفريقية 2025؟    المنتخب المغربي يرتقي للمركز الحادي عشر عالميا    المغرب يهيمن على جوائز الكاف 2025 بعد عام استثنائي للاعبيه ومنتخباته    مبابي و بونو يشيدون بإنجاز حكيمي بعد تتويجه بالكرة الذهبية الإفريقية    معمار النص... نص المعمار    نتانياهو يتفقد القوات الإسرائيلية المتمركزة في جنوب سوريا ودمشق تندد بزيارة "غير شرعية"    الإبادة مستمرة... 11 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة    سقوط آخر أوراق التجميل: النظام العسكري الجزائري يصوت حيث لا يريد شعبه    لوحة لغوستاف كليمت تصبح ثاني أغلى عمل فني يباع في مزاد على الإطلاق    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعلن عن تشكيلة لجنة التحكيم    "صوت هند رجب" يفتتح مهرجان الدوحة السينمائي2025    مهرجان الناظور للسينما والذاكرة المشتركة يخلد اسم نور الدين الصايل    الرئيس ترامب يعلن السعودية "حليفا رئيسيا" من خارج حلف شمال الأطلسي    جمعية منار العنق للفنون تنظم مهرجان العالم العربي للفيلم التربوي القصير في دورته العاشرة    الأكاديمية الفرنسية تمنح جائزة أفضل سيرة أدبية لعام 2025 إلى الباحث المغربي مهدي أغويركات لكتابه عن ابن خلدون    رياض السلطان يستضيف جاك فينييه-زونز في لقاء فكري حول ذاكرة المثقف    القصر الكبير تاريخ مجيد وواقع بئيس    الوصايا العشر في سورة الأنعام: قراءة فقهيّة تأمليّة في ضوء منهج القرآن التحويلي    ارتفاع معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين بواقع الضعف خلال العقدين الماضيين    أطباء يوصون بتقليل "شد الجلد" بعد الجراحة    باحث ياباني يطور تقنية تحول الصور الذهنية إلى نصوص بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي    دراسة أمريكية: الشيخوخة قد توفر للجسم حماية غير متوقعة ضد السرطان    الإنعاش الميداني يجمع أطباء عسكريين‬    المسلم والإسلامي..    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ عبد القادر الغزاوي يكتب : شاعر وقصيدة – أبو الطيب المتنبي


الشاعر أبو الطيب المتنبي
( 303 354 ه / 915 965م )
الشاعر الذي نظر الأعمى إلى أدبه وأسمعت كلماته من به صمم.
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي، ولد في قبيلة كندة بالكوفة سنة 303 ه / 915 م ، وتوفي سنة 354 ه / 965 م . وهو من شعراء العصر العباسي ، ومن أعظم شعراء العرب كان متمكّناً من اللغة العربية، ومتقنا علوم العرب ، وحفظ من علوم اللغة والأدب والشعر الكثير . وقالوا عنه أنه نادر زمانه ، وأنه من أشعر وأشهر شعراء اللغة العربية . وقد تناول في شعره أغلب أغراض الشعر ، كالمدح والهجاء والرثاء والعتاب والوصف والحكمة والشكوى . وفي شعره أمثال وحكم . وأغلب قصائده في مدح الملوك والأمراء والخلفاء ووجهاء القبائل ، وكان كثير الترحال والتجوال بين مصر والشام وفارس مادحا أمرائها ، وباحثا عن المال والمجد والشهرة . وفي حلب وفد على سيف الدولة الحمداني سنة 737 ه فقربه منه وجعله نديما له فنظم المتنبي قصائد يمدحه فيها ، حيث ظلت هذه القصائد من أشهر القصائد وأجملها . ولما ساءت العلاقة بينهما ، رحل المتنبي عنه متجها إلى مصر ، ولما حل بها استدعاه كافور الإخشيدي فمدحه وطلب منه أن يوليه ولاية فوعده بذلك ، إلا أن ذلك لم يتحقق ، فغضب المتنبي وانصرف يهجوه . لقد كان المتنبي يطلب الإمارة والسيادة والمكانة الرفيعة بين الجميع ، فيمدح بأجمل الأشعار من لبى طلباته ، ويهجو بأقسى الكلمات والعبارات من رفض رغباته ، وذلك في قصائد طويلة ورائعة ، سواء في المدح أو الهجاء .
وتعرض المتنبي خلال حياته إلى مضايقات ومكائد من أشخاص كانوا يحسدونه على المكانة التي وصل إليها والشهرة التي يتمتع بها ، فحسدوه وراحوا يكيدون له وينعتوه بكل نقيصة .
كان المتنبي شديد الإعجاب بنفسه والاعتداد بها وكثير الغرور ، ومغرما بجنون العظمة والكبرياء، حيث قال :
أيّ َمحلّ أرتقي ؟ أيّ َعظيم أتقي
وكل ما قد خلق الل هُ وما لم يخلُق
مُحتقرٌ في همتي كشعرة في مَفرقي
ويعد أبو الطيب المتنبي من أشهر الشعراء العرب ، فهو ظاهرة شعرية لا مثيل لها ، فقد شغل الناس وملأ الدنيا حيا وميتا ، قال عنه ابن رشيق في كتابه العمدة : ( ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس ) . وقد أُلفت في نشأته وحياته ومماته وفي شعره مجموعة من الكتب والدراسات والأبحاث والتحقيقات الأدبية من طرف العرب والمستشرقين ، فالمجال لا يتسع لّذكرها . فيمكن الرجوع إليها وإلى ديوانه الخالد الذي يضم مجموعة من القصائد الشعرية الرائعة التي تعتبر من أفضل القصائد في الأدب العربي. وذلك من أجل الاطلاع والاستفادة . مع العلم أن المتنبي لا يزال هو وشعره موضع أبحاث ودراسات وتأليف وحفظ وشرح ونقد .
قصيدة على قدر أهل العزم : تعتبر هذه القصيدة من جميل شعر المدح ، وهي طويلة ، وقد نظمها أبو الطيب المتنبي بمناسبة انتصار سيف الدولة على الروم في معركة ضارية من أجل استعادة بلدة الحدث التي تقع على الحدود بين إمارة سيف الدولة والروم ، وكان يرافقه في هذه المعركة المتنبي، فهزم الروم وانتصر عليهم واسترجع المدينة ، فقال المتنبي هذه القصيدة يمدح فيها سيف الدولة ويصف المعركة ، ويفتخر بنفسه ، فضمت القصيدة المدح والوصف والفخر والحكم في قالب من الوسائل البلاغية والمحسنات اللفظية وروعة الإبداع وجمال التصوير .
قصيدة على قدر أهل العزم
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحَهُ
نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَتْ
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
وَذا الطَعنُ أساس لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُمْ
سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
َجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلا التَراجِمُ
فَلِلهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ ما لا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِمْ عَلى القَلبِ ضَمَّةً
تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ نَثْرَةً
كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
وَقَد كَثُرَتْ حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
إِذا زَلِقت مَشَّيتَها بِبِطونِها
كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
وَقَد عَرَفَتْ ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
وَبِالصِهرِ حَمْلاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبا
بِما شَغَلَتها هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمُ
عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ
وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا
وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلا
وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ
نماذج من أشعاره :
قصيدة واحر قلباه
يقول في مطلعها :
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَةٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
وَكانَ أَحسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئًا لَيسَ يَلزَمُها
ألا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشًا فَاِنثَنى هَرَبًا
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
قصيدة لكل امرئ من دهره ما تعودا
يقول في مطلعها :
لكل امرئ من دهره ما تعودا
وعادة سيف الدولة الطعنُ في العدا
وأن يُكذب الإرجافَ عنه بضده
ويُمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
وربَّ مُريد ضرَّه ضرَّ نفسَه
وهاد إليه الجيشَ أهدى وما هدى
ومُستكبر لم يعرف اللهَ ساعة
رأى سيفه في كفه فتشهَّدا
هو البحر غص فيه إذا كان راكدا
على الدر واحذره إذا كان مُزبدا
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى
وهذا الذي يأتي الفتى مُتعمدا
تظل ملوك الأرض خاشعة له
تفارقه هلكى وتلقاه سُجّدا
وتُحيي له المال الصوارمُ والقنا
ويقتل ما تُحيي التبسمُ والجدا
ذكي تظنيه طليعةُ عينه
يرى قلبه في يومه ما ترى غدا
وصول إلى المستصعبات بخيله
فلو كان قرنُ الشمس ماءً لأوردا
مختارات أبيات من شعره في الحكم والأمثال :
أَنَا الذَي نَظَرَ الأَعْمَى إِلَى أَدَبِي
وَأَسْمَعْت كَلِمَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ
×××
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
×××
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظن أن الليث يبتسم
×××
الخَيْلُ وَاللَيْلُ والبَيْدَاءُ تَعْرِفُنِي
والسَيْفُ وَالرُمْحُ والقِرْطَاسُ وَالقَلَمُ
×××
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
إذا قلت شعرا أصيح الدهر منشدا
×××
فِإِذَا أَتَتْكَ مَذَمَّتِي مِنْ نَاقِصٍ
فَهِيَ الشَهَادَةُ لِيْ بَأَنِّيْ كَامِلُ
×××
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِيْ العَزَائِمُ
وَتَأْتِيْ عَلَى قَدْرِ الكِرَامِ المَكَارِمُ
×××
وَتَعْظُمُ فِيْ عَيْنِ الصَغِيْرُ صِغَارُهَا
وَتَصْغُرُ فِيْ عَيْنِ العَظِيْمُ العَظَائِمُ
×××
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
×××
لا تَحْقَرَنَّ صَغِيْرًا فِيْ مُخَاصَمَةٍ
إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ
×××
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
×××
مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تَجْرِيْ الرِيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِيْ السُفُنُ
×××
إذا أنت أكرمت الكريم ملكتَهُ
وإن أنت أكرَمت اللئيم تمرّدا
×××
أعزُّ مكان في الدنى سرجٌ سابحٍ
وخير جليسٍ في الزمان كتابُ
×××
المراجع :
1 أبو الطيب المتنبي : الديوان .
2 محمود محمد شاكر ، مجلة المقتطف عدد يناير 1936 م .
3 علي الجرجاني ، كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه . تحقيق أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البخاري . الطبعة 2 . 1951 م .
4 ابن رشيق ، كتاب العمدة . تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد . الطبعة 4 . 1972 م .
5 طه حسين ، كتاب مع المتنبي . الطبعة 11 . 1976 م .
6 محمد عبد الرحمان شعيب ، كتاب المتنبي بين ناقديه في القديم والحديث . الطبعة 2 . 1969 م .
7 ابن وكيع ، كتاب المنصف للسارق والمسروق منه في إظهار سرقات أبي الطيب المتنبي . تحقيق محمد يوسف نجم . الطبعة 1 . 1992 م .
8 أنيس المقدسي ، كتاب أمراء الشعر العربي في العصر العباسي . الطبعة 16 . 1987 م .
9 هادي محيي الخفاجي ، كتاب سنوات ضائعة من حياة المتنبي . الطبعة 2 . 2001 م .
10 ابن عبد ربه الحفيد ، كتاب شرح المختار من شعر أبي الطيب المتنبي . النصف الثاني . تحقيق محمد بنشريفة . الطبعة 1 . 2011 م .
11 مجلة المغرب . ذكرى المتنبي في المملكة المغربية . السنة الأولى العددان 9 و 10 ( فبراير ومارس 1936 م ) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.