دخلت جمعية فضاء الأندلس المراحل الأخيرة للورش الخاص بتهيئة حي القطانين بمدينة القصر الكبير. عن فكرة الورش، والأهداف المتوخاة منه كمشروع يجيب عن انتظارات وتطلعات جزء كبير من ساكنة الحي المذكور ، قمنا بزيارة الورش والاتصال بالسيد طارق خطا خطا رئيس جمعية فضاء الأندلس والذي اعتبر فكرة المشروع تنفيذا لسلسلة من اللقاءات التكوينية داخل الجمعية و التي توجت بعمل ميداني تأطيري يستهدف الساكنة بالأساس من اجل الحفاظ على البيئة ومحاربة مظاهر الاختلال من جهة ، وأعضاء وشباب الجمعية بغية صقل المهارات وتطويرها من جهة أخرى. لقد سعت الجمعية الى التنسيق مع الجامعة للجميع بالقصر الكبير تجسيدا لتصور هذه الأخيرة وبرنامجها الذي يروم دعم التماسك الاجتماعي ، إذ نعتبر- يضيف طارق- التماسك من خلال ورش بيئي ترجمة للعديد من قيم التضامن والتعاون من أجل مدينة عتيقة تتصالح مع ماضيها. رئيس جمعية فضاء الأندلس لخص فكرة المشروع بحي القطانين في تحويل نقطة سوداء بيئيا إلى فضاء بمواصفات جمالية يسهر على تنفيذه نخبة من فناني المدينة عبر رؤية تشاركية تشرك أبناء الحي وشبابه من خلال مجسمات فنية تعمل على تحويل النفايات والمخلفات إلى قطع فنية تبرز فن المعمار بين شمال البلاد وجنوبها …كل ذلك من أجل لفت الانتباه على قدرة الفن لخلق فضاءات مغايرة باستثمار الخبرة ومبدأ الإشراك الذي يحتم على المشاركين في الإنجاز ليكونوا خير سفراء لتطوير التجربة ونقلها لأماكن أخرى. لماذا المدينة العتيقة ؟ وكيف؟ يجيبنا السيد طارق: قبل تنفيذ أي مشروع كان لابد من دراسة جدواه وأبعاده الاجتماعية والتربوية، وانعكاس ذلك على الساكنة ، فواقعيا تعرف المدينة العتيقة إهمالا وتهميشا لا يتطابق وقيمتها ،لأجل ذلك فكرنا في الجمعية بلفت الانتباه إليها حتى تصبح نقطة استقطاب،كما وقع التداول داخل الجمعية بخصوص المكان وقربه من بعض المعالم كالزاوية الفاسية ومسجد الشجرة ، وزقاق الخشاني ..دون إغفال محيط النقطة المستهدفة وولوجياتها ، والأخذ بآراء الفنانين والمهتمين الذين أوصوا باعتماد جماليات أندلسية تخص المزهريات ، ثم إعداد طاقم التنفيذ ومدته التي حددت في خمسة وعشرين يوما. رئيس جمعية فضاء الأندلس أضاف كون الجمعية تعتبر ورش القطانين استكمالا لتجربتها بمحيط المسجد السعيد بحي الشريعة ، وأنها تتطلع لأوراش مستقبلية أخرى…..