تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    توقعات أحوال الطقس ليومه الجمعة    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    صواريخ إسرائيلية تصيب موقعا في إيران    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    نظام العسكر حاشي راسو فنزاع الصحرا.. وزير الخارجية الجزائري تلاقى بغوتييرش وها فاش هضرو    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بني ملال..توقيف شخص متورط بشبهة التغرير و استدراج الأطفال القاصرين.    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    "منتخب الفوتسال" ينهي التحضير للقاء ليبيا    رئيس "الفاو" من الرباط: نفقات حروب 2024 تكفي لتحقيق الأمن الغذائي بالعالم    "فيتو" أمريكي يفشل مساعي فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة    محركات الطائرات تجمع "لارام" و"سافران"    بوريطة: الهوية الإفريقية متجذرة بعمق في الاختيارات السياسية للمغرب بقيادة جلالة الملك    أساتذة موقوفون يعتصمون وسط بني ملال    ابتزاز سائحة أجنبية يسقط أربعينيا بفاس    طقس الجمعة.. عودة أمطار الخير بهذه المناطق من المملكة    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    النواب يحسم موعد انتخاب اللجن الدائمة ويعقد الأربعاء جلسة تقديم الحصيلة المرحلية للحكومة    "أشبال الأطلس" يستهلون مشوارهم في بطولة شمال إفريقيا بتعادل مع الجزائر    بوركينافاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين اتهمتهم بالقيام ب"أنشطة تخريبية"    توثق الوضع المفجع في غزة.. مصور فلسطيني يتوج بأفضل صورة صحفية عالمية في 2024    إعادة انتخاب بووانو رئيسا للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية للنصف الثاني من الولاية الحالية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    مدير "الفاو" يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة    غوغل تطرد 28 من موظفيها لمشاركتهم في احتجاج ضد عقد مع إسرائيل    ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟    لماذا يصرّ الكابرانات على إهانة الكفاح الفلسطيني؟    الحكومة ستستورد ازيد من 600 الف رأس من الأغنام لعيد الاضحى    مطار حمد الدولي يحصد لقب "أفضل مطار في العالم"    مجلس الحكومة يصادق على مشاريع وتعيينات    نجوم مغاربة في المربع الذهبي لأبطال أوروبا    المغرب متراجع بزاف فمؤشر "جودة الحياة"    منير بنرقي : عالم صغير يمثل الكون اللامتناهي    تاجر مخدرات يوجه طعنة غادرة لشرطي خلال مزاولته لمهامه والأمن يتدخل    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    عزيز حطاب يكشف ل"القناة" حقيقة عودة "بين القصور" بجزء ثانٍ في رمضان المقبل!    تقرير دولي يكشف عن عدد مليونيرات طنجة.. وشخص واحد بالمدينة تفوق ثروته المليار دولار    أكادير تحتضن الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ    تنظيم الدورة الثانية لمعرض كتاب التاريخ للجديدة بحضور كتاب ومثقفين مغاربة وأجانب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    "نتفليكس" تعرض مسلسلا مقتبسا من رواية "مئة عام من العزلة" لغارسيا ماركيز    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال        قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    وزارة الصحة: حوالي 3000 إصابة بمرض الهيموفيليا بالمغرب    عينات من دماء المصابين بكوفيد طويل الأمد يمكن أن تساعد في تجارب علمية مستقبلاً    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبول ‬الحرب ‬في ‬الشرق ‬مجرد ‬مناورات ‬وتنافس ‬القوى
نشر في لكم يوم 18 - 05 - 2019

لا ‬نعرف ‬مدى ‬قدرة ‬إيران ‬في ‬مواجهة ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬وقوتها ‬العسكرية ‬المرابطة ‬في ‬الشرق ‬الأوسط ‬من ‬مدة ‬طويلة ‬لأجل ‬حماية ‬مصالحها ‬الإستراتيجية .‬ولا ‬نعرف ‬قوة ‬الإرادة ‬الأمريكية ‬للدخول ‬في ‬حرب ‬مباشرة ‬مع ‬إيران . ‬ونعرف ‬بالتمام ‬أن ‬الخاسر ‬الأكبر ‬من ‬الحرب ‬شعوب ‬المنطقة .‬التي ‬لا ‬تستطيع ‬تحمل ‬حروبا ‬أخرى ‬غير ‬ما ‬تعانيه ‬اليوم ‬من ‬تصدع ‬وانشقاق ‬في ‬السياسة ‬وتكريس ‬العداء ‬التاريخي ‬الذي ‬اعتقدنا ‬نهايته ‬للأبد ‬من ‬الحرب ‬العراقية ‬الإيرانية . ‬وحرب ‬الخليج ‬الأولى ‬والثانية .‬عندما ‬تيقن ‬الكل ‬حاجة ‬الدول ‬في ‬احترام ‬حسن ‬الجوار ‬وتذويب ‬الصراعات ‬المذهبية . ‬ومنع ‬تغلغل ‬الطائفية ‬في ‬السياسة . ‬في ‬الفصل ‬بين ‬المكون ‬الاجتماعي ‬والعامل ‬السياسي . ‬أمريكا ‬في ‬نزعتها ‬البرغماتية ‬الميالة ‬للتحكم .‬والاحتكام ‬لمنطق ‬القوة ‬والاندفاع ‬تعتبر ‬أن ‬صبرها ‬نفذ ‬في ‬حق ‬سلوك ‬إيران ‬في ‬الخليج ‬لما ‬تقدمه ‬من ‬دعم ‬للجماعات ‬المناهضة ‬للغرب ‬ولإسرائيل . ‬حزب ‬الله ‬في ‬لبنان ‬وحماس ‬في ‬فلسطين . ‬وجماعة ‬الحوثي ‬في ‬اليمن ‬والنظام ‬السوري . ‬وتشكل ‬العداء ‬السافر ‬للدول ‬الخليجية .‬وتهدد ‬العالم ‬ببرنامجها ‬النووي . ‬ولا ‬يمكن ‬الثقة ‬بالنظام ‬الإيراني ‬ونواياه ‬العدائية ‬في ‬رغبة ‬إيران ‬تصدير ‬الثورة ‬الخمينية. ‬وتكريس ‬ولاية ‬الفقيه .‬والهيمنة ‬على ‬دول ‬المنطقة ‬بفعل ‬قوة ‬ذراعها ‬العسكري . ‬فيلق ‬القدس .‬إيران ‬في ‬خطابها ‬السياسي ‬تلوح ‬في ‬كل ‬مرة ‬للانسحاب ‬من ‬المفاوضات ‬التي ‬اعتبرها ‬علي ‬خامنئي ‬سلم ‬قاتل . ‬في ‬إرغامها ‬على ‬تنفيذ ‬مطالب ‬تعجيزية ‬تنزع ‬عن ‬الدول ‬السيادة ‬وتجردها ‬من ‬القوة ‬في ‬التفاوض . ‬فالشركاء ‬الأوروبيون ‬يدركون ‬أن ‬حلحلة ‬الصراع ‬ومعالجة ‬الأزمة ‬سيولد ‬لا ‬محالة ‬الثقة ‬بين ‬إيران ‬والغرب ‬ويؤدي ‬للمرونة ‬والليونة ‬إلى ‬تغيير ‬سلوك ‬إيران ‬اتجاه ‬جيرانها ‬والعالم . ‬الحرب ‬الكلامية ‬والملاسنات ‬بين ‬النخب ‬السياسية ‬الأمريكية ‬والإيرانية ‬مناورات ‬سياسية ‬تهدأ ‬بمجرد ‬تخفيض ‬حدة ‬الكلام ‬والتوتر . ‬تهدئة ‬الأوضاع ‬في ‬دخول ‬أطراف ‬على ‬الخط . ‬في ‬جدارة ‬الدبلوماسية ‬الفرنسية ‬والبريطانية . ‬وقراءة ‬عواقب ‬الصراع ‬الذي ‬ينسف ‬جهود ‬السلام ‬في ‬المنطقة . ‬مناورات ‬سياسية ‬وصراع ‬القوى ‬والإرادات ‬في ‬الإلزام ‬والإرغام ‬من ‬أجل ‬مكانة ‬أمريكا ‬وهيبتها ‬في ‬العالم . ‬خطوط ‬الصراع ‬على ‬المصالح ‬والنفوذ . ‬وتنافر ‬في ‬وجهات ‬النظر ‬على ‬الملفات ‬العالقة ‬في ‬سوريا ‬واليمن ‬والعراق . ‬فالطرف ‬الإيراني ‬في ‬خطاب ‬الهيئات ‬العليا .‬في ‬رؤى ‬الاصطلاحيين ‬والمحافظين . ‬تبقى ‬المفاوضات ‬السياسية ‬ذكاء ‬ينم ‬عن ‬معرفة ‬مدى ‬صلابة ‬إيران ‬في‮ ‬ ‬التمسك ‬بكل ‬الخيارات ‬المتاحة .‬وفي ‬قدرتها ‬على ‬الاستعداد ‬والمناورة. ‬جس ‬النبض ‬في ‬مجابهة ‬المشروع ‬الأمريكي ‬الذي ‬يهدف ‬إلى ‬حماية ‬إسرائيل . ‬وتقسيم ‬الدول ‬إلى ‬كيانات ‬متنافرة . ‬والعودة ‬بإيران ‬إلى ‬حدودها ‬الجغرافية ‬الطبيعية ‬بعيدا ‬عن ‬الأحلام ‬القديمة ‬في ‬عودة ‬الإمبراطورية ‬الفارسية ‬بمنطق ‬ديني ‬جديد ‬أو ‬هكذا ‬يقرأ ‬الخطاب ‬الآخر ‬أبعاد ‬الصراع ‬في ‬الشرق. ‬المفكر ‬الكويتي ‬عبد ‬الله ‬لنفيسي ‬في ‬تأملاته ‬للشأن ‬الإيراني ‬وطموحاتها ‬في ‬المنطقة ‬يحذر ‬من ‬خطرها ‬ورغبتها ‬في ‬ابتلاع ‬دول ‬المنطقة. ‬طموح ‬قديم ‬في ‬ثوب ‬جديد . ‬ولا ‬يحلل ‬النفيسي ‬الوضع ‬الحالي ‬إلا ‬بناء ‬على ‬معرفة ‬دقيقة ‬بالذهنية ‬الإيرانية. ‬وأبحاثه ‬الميدانية ‬وقراءة ‬ما ‬وراء ‬الأحداث ‬للواقع ‬العربي . ‬يوازيه ‬تخبط ‬وقلة ‬الحيلة ‬إزاء ‬تدبير ‬الأزمات ‬وفك ‬عقدة ‬الصراعات ‬الداخلية ‬الخليجية . ‬فالطموح ‬الإيراني ‬يعني ‬الريادة ‬والهيمنة ‬حسب ‬النفيسي . ‬في ‬المقابل ‬يأتي ‬النفي ‬الدائم ‬من ‬قبل ‬القوى ‬المتعددة ‬في ‬المشهد ‬السياسي ‬الإيراني .‬من ‬المرشد ‬الأعلى ‬إلى ‬الرئيس. ‬ثم ‬المجالس ‬التي ‬تدير ‬شؤون ‬الدولة ‬أن ‬إيران ‬ملتزمة ‬بالسلام ‬وتعزيز ‬أمن ‬المنطقة ‬بكل ‬ما ‬يخدم ‬المصالح ‬الحيوية . ‬ويبعد ‬إسرائيل ‬الكيان ‬الغاصب ‬لفلسطين ‬واصل ‬الدسائس ‬الكبرى ‬في ‬إشعال ‬الحروب ‬والفتن . ‬فالحرب ‬لن ‬تقع ‬بدليل ‬أن ‬العداء ‬المتزايد ‬بين ‬إيران ‬وأمريكا ‬من ‬قضية ‬الرهائن ‬ومن ‬الحرب ‬اللبنانية ‬ينتهي ‬للتهدئة . ‬وإذا ‬عرفت ‬الحروب ‬استراحة ‬الجندي ‬أو ‬التفاوض ‬وفق ‬التقاء ‬مصالح ‬في ‬بؤر ‬معينة ‬فان ‬القضية ‬هنا ‬ظرفية ‬وعابرة. ‬ويبقى ‬دوام ‬العداء ‬السياسي ‬والتاريخي ‬قائما ‬بين ‬الطرفين .‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬
الالتزام ‬مبني ‬وفق ‬إستراتيجية ‬الربح ‬للكل. ‬والكف ‬عن ‬سياسة ‬العداء .‬في ‬خطاب ‬إيران ‬السياسي. ‬اسرائبل ‬دولة ‬محتلة . ‬والتطبيع ‬معها ‬من ‬باب ‬المستحيل . ‬ولا ‬خيار ‬في ‬التعامل ‬معها ‬كواقع ‬محتل ‬إلا ‬بالانتصار ‬ودعم ‬خط ‬المقاومة .‬وأحيانا ‬القول ‬بإزالتها ‬من ‬الوجود . ‬في ‬تحرير ‬الأرض ‬والإنسان ‬من ‬دون ‬تنازلات . ‬هذا ‬الموقف ‬الثابت ‬يجر ‬الكثير ‬من ‬الانتقادات ‬والسخط ‬من ‬قبل ‬القوى ‬العالمية ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬إسرائيل ‬من ‬منطق ‬الحق ‬في ‬العيش ‬وتأمين ‬الحق ‬المشروع ‬في ‬الوجود . ‬لن ‬تقع ‬الحرب ‬في ‬العالم ‬الواقعي‮ ‬إذا ‬استعرنا ‬المعنى ‬من ‬الفيلسوف ‬الفرنسي ‬جان ‬بوديريار ‬عن ‬الحرب ‬الحقيقية ‬في ‬الإعلام ‬المرئي .‬عند ‬الحديث ‬عن ‬حرب ‬الخليج ‬الأولى ‬التي ‬وقعت ‬وكانت ‬المصادر ‬الوحيدة ‬للخبر ‬من ‬القنوات ‬الإعلامية ‬الكبرى . ‬حرب ‬الاستخبارات . ‬والحرب ‬النفسية ‬والتضليل ‬الإعلامي. ‬كانت ‬السمة ‬الغالبة ‬في ‬الحرب. ‬وكانت ‬نتائجها ‬معروفة ‬ومحسومة ‬في ‬خروج ‬العراق ‬من ‬الكويت. ‬وفرض ‬الحصار ‬الاقتصادي ‬وسياسة ‬النفط ‬مقابل ‬الغذاء ‬على ‬العراق . ‬فلما ‬انتهت ‬الحرب ‬بنتائجها ‬ظلت ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬ترغب ‬في ‬اجتثاث ‬النظام ‬العراقي ‬حتى ‬استكمل ‬حورج ‬بوش ‬الابن ‬وصية ‬الأب ‬في ‬اجتياح ‬العراقي ‬وكانت ‬الحرب ‬كذلك ‬منقولة ‬من ‬قنوات ‬عربية ‬وأجنبية . ‬لعبت ‬تلك ‬القنوات ‬دورا ‬في ‬نهايتها ‬بالتضليل ‬والتقليل ‬في ‬نقل ‬الحقائق ‬من ‬الميدان . ‬إما ‬نتيجة ‬للرقابة ‬والمنع ‬أو ‬نتيجة ‬للتواطؤ . ‬في ‬الحرب ‬أطراف ‬مباشرة ‬قدمت ‬مساعدات ‬وأخرى ‬قدمت ‬الدعم ‬فكانت ‬النهاية ‬قاسية ‬في ‬نهاية ‬رموز ‬النظام ‬العراقي . ‬وتمزق ‬العراق ‬الذي ‬كان ‬صمام ‬الأمان ‬للمنطقة ‬في ‬الحرب ‬العراقية ‬الإيرانية. ‬ومنع ‬المد ‬الشيعي ‬في ‬الدول ‬العربية . ‬وقفت ‬مع ‬صدام ‬كل ‬الدول ‬العربية ‬باستثناء ‬النظام ‬السوري . ‬لعبة ‬الكبار ‬تحالفات ‬مرحلية ‬ومصالح ‬متقاطعة ‬رغم ‬الاختلاف ‬الثقافي ‬والإيديولوجي ‬في ‬الرؤى ‬والأهداف . ‬يبقى ‬الصراع ‬واردا ‬في ‬الشرق . ‬أمريكا ‬مصممة ‬في ‬فرض ‬العقوبات ‬الاقتصادية ‬على ‬إيران . ‬وإرغامها ‬في ‬الاستجابة ‬للشروط ‬الموضوعة ‬في ‬تطبيع ‬العلاقات .‬من ‬الكف ‬في ‬سياسة ‬العداء ‬لإسرائيل ‬والدول ‬الخليجية .‬والكف ‬عن ‬دعم ‬الجماعات ‬المسلحة ‬بدعوى ‬المقاومة .‬وللعودة ‬للحدود ‬الجغرافية .‬ففي ‬المشهد ‬السياسي ‬لا ‬تبدو ‬الحرب ‬وشيكة. ‬فقط ‬حرب ‬البلاغات ‬والكلام ‬في ‬الإعلام. ‬مجرد ‬زوبعة ‬أو ‬مناورات .‬وضغوط ‬نفسية ‬واقتصادية ‬في ‬سبيل ‬البحث ‬عن ‬حلول ‬عملية ‬تحفظ ‬مصالح ‬الطرفين . ‬فالاندفاع ‬والتنافس ‬في ‬الشرق ‬الأوسط ‬وتصريحات ‬الأطراف ‬في ‬لغة ‬التهديد ‬والوعيد . ‬وفي ‬لغة ‬المجابهة ‬والاستعداد . ‬تصبح ‬البوارج ‬الحربية ‬الأمريكية ‬في ‬مرمى ‬نيران ‬السلاح ‬الإيراني . ‬وتصبح ‬المصالح ‬والأهداف ‬الأمريكية ‬واضحة ‬في ‬ضرب ‬القدرات ‬الدفاعية ‬وخلخلة ‬التماسك ‬بين ‬القيادة ‬والقاعدة ‬في ‬المجتمع ‬الإيراني .‬ولن ‬تكون ‬الحرب ‬بأسلحة ‬تقليدية ‬إذا ‬وقعت . ‬حرب ‬في ‬اختبار ‬أنواع ‬أخرى ‬من ‬الأسلحة ‬المحرمة ‬والممنوعة ‬دوليا .‬في ‬ميكيافلية ‬واضحة ‬الغاية ‬تبرر ‬الوسيلة . ‬ولن ‬تهدأ ‬إيران ‬لذلك ‬خصوصا ‬أنها ‬تهدد ‬بإغلاق ‬مضيق ‬هرمز. ‬ومنع ‬حركة ‬الملاحة ‬البحرية .‬والتهديد ‬بحرق ‬آبار ‬النفط . ‬واكتساح ‬الدول ‬العربية ‬وإثارة ‬النزعات ‬المذهبية . ‬يبدأ ‬الصراع ‬بالحصار ‬وفك ‬الارتباط ‬بين ‬الدول ‬ذات ‬الشراكة ‬القوية ‬مع ‬إيران ‬في ‬التبادل ‬التجاري .‬وحاجة ‬تلك ‬الدول ‬للنفط ‬كالصين ‬وكوريا ‬الجنوبية ‬وتركيا . ‬ومن ‬جهة ‬أخرى ‬تلعب ‬إيران ‬أوراقها ‬الواضحة ‬في ‬القول ‬أنها ‬مستهدفة ‬في ‬مشروعها ‬التنموي ‬وحقها ‬في ‬امتلاك ‬التقنية ‬النووية ‬لإغراض ‬سلمية . ‬في ‬هذا ‬السياق ‬لا ‬يمكن ‬لأي ‬قوة ‬خارجية ‬أن ‬ترغم ‬إيران ‬في ‬العدول ‬عن ‬رغبتها ‬في ‬التنمية . ‬في ‬تبديد ‬المخاوف ‬دخلت ‬إيران ‬في ‬اتفاقيات ‬سلمية ‬مع ‬أوروبا ‬والتزمت ‬كما ‬يقول ‬الخطاب ‬الرسمي ‬الإيراني ‬بكل ‬البنود . ‬وبقيت ‬الشكوك ‬عالقة ‬من ‬جهة ‬الأطراف ‬الأخرى ‬خصوصا ‬الولايات ‬المتحدة ‬. ‬وظل ‬الخطاب ‬السياسي ‬يراوح ‬ذاته ‬بين ‬التهدئة ‬والتصعيد ‬في ‬اللهجة ‬الكلامية . ‬ودخول ‬أطراف ‬أخرى ‬على ‬الخط ‬في ‬إنعاش ‬الدبلوماسية. ‬وإزالة ‬كل ‬مؤشرات ‬الصراع ‬العسكري .‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬
العرب ‬ليسوا ‬في ‬حاجة ‬للحرب . ‬والعدو ‬القديم ‬الذي ‬لاحت ‬في ‬سياسته ‬الأطماع ‬التاريخية ‬والرغبة ‬في ‬السيطرة ‬على ‬الخليج ‬فكرة ‬قائمة ‬في ‬الخطاب ‬السياسي ‬الرسمي ‬وفي ‬المخيال ‬الشعبي ‬للمجتمعات ‬العربية . ‬في ‬قراءة ‬للمشهد ‬السياسي ‬والحروب ‬المتتالية ‬في ‬دول ‬كاليمن ‬والعراق ‬وسوريا ‬حضور ‬إيران ‬واقعي. ‬وسيطرة ‬إيران ‬على ‬الجزر ‬الإماراتية . ‬وتأجيج ‬الطائفية ‬والمذهبية ‬في ‬البحرين ‬عوامل ‬مساهمة ‬في ‬التوجس ‬المستمر. ‬وصعوبة ‬بناء ‬الثقة ‬بين ‬الطرفين . ‬ويميل ‬الخطاب ‬المشكك ‬في ‬الحرب ‬القادمة ‬بين ‬إيران ‬وأمريكا ‬أن ‬المسألة ‬مجرد ‬مناورات ‬ولعبة ‬الكبار ‬لاستنزاف ‬الطاقات ‬العربية ‬وهدر ‬الأموال ‬على ‬الحماية ‬المزيفة ‬لأمن ‬الخليج . ‬وان ‬التدافع ‬بينهما ‬ينتهي ‬للمصلحة ‬المشتركة . ‬جعجعة ‬الحروب ‬والتهويل ‬من ‬الخطر ‬الإيراني ‬وتكرار ‬المخاوف ‬وإنتاج ‬الخطاب ‬المعادي ‬من ‬كل ‬الأطراف ‬يزيد ‬الاحتقان ‬وعدم ‬الثقة ‬وينسف ‬مبدأ ‬التعايش. ‬فمن ‬الصعب ‬تحمل ‬تكاليف ‬الحرب ‬وتبعاتها ‬على ‬الخليج ‬والعالم ‬في ‬استفحال ‬أزمات ‬اقتصادية ‬جديدة ‬تزيد ‬في ‬تراجع ‬النمو ‬الاقتصادي ‬العالمي . ‬ومن ‬الممكن ‬أن ‬يرتفع ‬سعر ‬البرميل ‬في ‬العالم . ‬وتختلط ‬الأوراق ‬ويعود ‬المكبوت ‬التاريخي ‬من ‬جديد ‬في ‬الطائفية ‬والمذهبية ‬التي ‬تنادي ‬بالولاء ‬لإيران ‬أكثر ‬من ‬الولاء ‬للأوطان .‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬
لا ‬تحمل ‬الحرب ‬منافع ‬قصوى ‬للكل . ‬والضربة ‬العسكرية ‬تزيد ‬في ‬تفاقم ‬المشاكل . ‬وشرارة ‬الحرب ‬تولد ‬الأحقاد ‬وصراع ‬الوجود .‬والعودة ‬للماضي ‬البعيد ‬في ‬تلك ‬الحروب ‬السابقة ‬بين ‬الروم ‬والفرس. ‬فالتصعيد ‬في ‬الخطاب ‬السياسي ‬لا ‬يعني ‬بالضرورة ‬الانجرار ‬للحرب ‬الشاملة .‬الشعب ‬الأمريكي ‬لا ‬يرغب ‬في ‬خوض ‬حروب ‬جديدة . ‬والأجنحة ‬الميالة ‬للحل ‬العسكري ‬في ‬البيت ‬الأبيض ‬لها ‬أهداف ‬وغايات ‬من ‬التصعيد ‬حتى ‬تنعم ‬إسرائيل ‬بالأمن ‬والسلام . ‬أو ‬على ‬الأقل ‬من ‬الأسباب ‬الدافعة ‬لإشعال ‬الحرب ‬واحتواء ‬إيران ‬اقتصاديا ‬وعسكريا ‬باعتبارها ‬دولة ‬مارقة . ‬وحتى ‬تعود ‬إيران ‬إلى ‬حدودها ‬وتصبح ‬مقبولة ‬إقليميا ‬ودوليا ‬من ‬خلال ‬نهجها ‬الذي ‬لا ‬يعادي ‬أحدا .‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬‮ ‬ ‬ ‬
فالحرب ‬لن ‬تقع ‬لأنها ‬باهضة ‬الثمن . ‬ولن ‬تصبح ‬حربا ‬عالميا ‬ثالثة ‬لان ‬الحروب ‬الحالية ‬استباقية ‬وسريعة ‬وخاطفة . ‬حروب ‬اقتصادية ‬وإعلامية.‬ ‬تثير ‬موجة ‬من ‬القلق ‬للآخر. ‬وتخلق ‬أجواء ‬من ‬القلاقل ‬والاضطرابات ‬داخل ‬البلد . ‬ليست‮ ‬ ‬الحرب ‬في ‬مصلحة ‬إيران ‬أو ‬الدول ‬العربية ‬وأمريكا .‬ ‬فعندما ‬تبدأ ‬الحرب ‬المشتعلة ‬يكون ‬التمويل ‬مضاعفا ‬والاستقطاب ‬متنوعا ‬والاستنزاف ‬هائلا . ‬وخسائر ‬بشرية ‬ومادية ‬لا ‬تحصى. ‬هكذا ‬رأى ‬العالم ‬بداية ‬النهاية ‬للصراع ‬الكلامي ‬والزيادة ‬في ‬التجارب ‬النووية ‬وإغلاق ‬المنافذ ‬أمام ‬الانفتاح ‬بين ‬كوريا ‬الشمالية ‬والعالم ‬الخارجي . ‬في ‬الأخير ‬نجحت ‬الدبلوماسية ‬والحصار ‬الاقتصادي ‬منذ ‬سنوات . ‬والتجربة ‬الرائدة ‬لكوريا ‬الجنوبية ‬في ‬الانتقال ‬الديمقراطي ‬والتنمية ‬الاقتصادية ‬أن ‬تدعن ‬الجارة ‬الشمالية ‬لصوت ‬العقل ‬والحكمة . ‬وتتجه ‬صوب ‬المفاوضات ‬والتنازل . ‬وكان ‬اللقاء ‬التاريخي ‬بين ‬ترامب ‬وكيم ‬جونغ ‬فرصة ‬للمصالحة . ‬فالعقلاء ‬في ‬الشرق ‬على ‬قناعة ‬من ‬نتائج ‬الحرب . ‬في ‬عالم ‬يتسع ‬للكل . ‬لا ‬حاجة ‬لإيران ‬في ‬العودة ‬لأمجاد ‬الفرس. ‬وتصدير ‬الثورة ‬نحو ‬شعوب ‬لها ‬اختيارات ‬وثقافة . ‬ولا ‬بديل ‬للدول ‬العربية ‬عن ‬الحوار ‬وسلام ‬الأقوياء ‬في ‬وحدة ‬متماسكة ‬بدون ‬عودة ‬المكبوت ‬في ‬قومية ‬استئصالية ‬ونزعة ‬استعلائية ‬للجار ‬الجغرافي ‬والتاريخي . ‬من ‬منطق ‬المصلحة ‬والعلاقات ‬التاريخية ‬وما ‬هو ‬مشترك ‬بين ‬الشعوب ‬العربية ‬وإيران . ‬ومن ‬قوة ‬أمريكا. ‬عدم ‬إشعال ‬الحروب ‬والفتن. ‬وترك ‬المجال ‬للدبلوماسية ‬الغربية ‬للبحث ‬عن ‬البدائل ‬القانونية ‬في ‬إلزام ‬إيران ‬على ‬احترام ‬العهود ‬وإلزام ‬أمريكا ‬باحترام ‬القانون ‬الدولي .‬‮ ‬ ‬‮ ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.