عد تقرير اقتصادي المغرب والجزائر وتونس كجواهر خفية في مشهد التصنيع العالمي المتغير بسرعة، حيث تمتلك إمكانات هائلة لتصبح مراكز إنتاج محورية للشركات الأوروبية. وأشار التقرير الذي نشرته مجلة "أنترناشيونال سوبر ماركت نيوز"، أنه على الرغم من أن هذه الدول تتباهى بمزيج فريد من المزايا، بما في ذلك العمالة الفعالة من حيث التكلفة، والقوى العاملة الشابة والماهرة، والقرب الجغرافي من أوروبا، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، والشتات الواسع الذي يتمتع بالخبرة الأوروبية، فإن دول شمال أفريقيا هذه لا تزال مهملة إلى حد كبير باعتبارها مراكز إنتاج. واعتبر التقرير العمالة الفعالة من حيث التكلفة والقوى العاملة الشابة المؤهلة من أحد عوامل الجذب الرئيسية لهذه البلدان، حيث تتباهى تونس والمغرب والجزائر بعائد ديموغرافي كبير، أي أن نسبة كبيرة من السكان تحت سن الثلاثين. كما لفت إلى أن القرب الجغرافي بين تونس والجزائر والمغرب يقع على بعد ساعة واحدة فقط بالطائرة من أوروبا، ويوفر ميزة لوجستية لا يمكن أن يضاهيها سوى عدد قليل من المناطق الأخرى. ويسهل هذا القرب إدارة سلسلة التوريد بكفاءة، وتقليل تكاليف النقل، وأوقات استجابة أسرع، كما ستستفيد الشركات الأوروبية من العمليات المبسطة والمرونة المحسنة في عمليات الإنتاج الخاصة بها. وأشاد التقرير بالاستثمارات الكبيرة في تطوير البنية التحتية التي قام بها المغرب والجزائر وتونس، ما أدى إلى ظهور مجمعات صناعية حديثة، وشبكات نقل، ومرافق لوجستية، بالتالي خلق بيئة مواتية للتميز في التصنيع. كما تفتخر الدول الثلاث بوجود جالية كبيرة من المغتربين، اكتسب جزء كبير منهم خبرة قيمة في العمل والعيش في أوروبا. ويمثل هذا الشتات جسرًا بين دول شمال إفريقيا والأسواق الأوروبية، مما يوفر فهمًا ثقافيًا وإتقانًا للغة واتصالات تجارية يمكن أن تسهل التعاون بشكل أكثر سلاسة. ومن الممكن أن يؤدي الاستفادة من معارف المغتربين إلى تسهيل عملية انتقال الشركات الأوروبية التي تدخل هذه الأسواق بشكل كبير. وحسب التقرير، تعد تونس والمغرب والجزائر موطنًا لجامعات ومؤسسات فنية مرموقة تنتج خريجين متعلمين جيدًا. ويضمن هذا الأساس التعليمي إمدادًا ثابتًا من المهنيين المهرة في المجالات ذات الصلة بالتصنيع، من الهندسة إلى التكنولوجيا. بالتالي يمكن للشركات الأوروبية الاستفادة من توفر القوى العاملة المؤهلة والقابلة للتكيف والتي تتوافق مع متطلبات عمليات التصنيع الحديثة. وأوصى التقرير الشركات الأوروبية بإعادة تقييم استراتيجياتها والنظر في الإمكانات غير المستغلة داخل دول شمال إفريقيا هذه. معتبرا إقامة الشراكات والتعاون لا يمكن أن يدفع النمو الاقتصادي في هذه البلدان فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للشركات الأوروبية التي تسعى إلى حلول إنتاجية تنافسية وفعالة من حيث التكلفة واستراتيجية. واختتم التقرير: "لقد حان الوقت لإحداث نقلة نوعية، وفتح الإمكانات الكاملة لتونس والمغرب والجزائر كمساهمين أساسيين في المشهد الصناعي في أوروبا."