أجمع مشاركين في لقاء مفتوح نظمته الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (ازطا) بمدينة تيزنيت حول "تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بين المنجز المؤسساتي وتطلعات الحركة الأمازيغية، على أن ما يحصل اليوم محدود تعكسه التراجعات على المستويين الكمي والكيفي. جاء ذلك، خلال لقاء مفتوح نظمته الشبكة، يوم الجمعة 05 أبريل الجاري، بفضاء أسرير بمدينة تيزنيت، بحضور حشد من الفعاليات الأمازيغية والمدنية والسياسية والحقوقية والإعلامية.
وخلال هذا اللقاء المفتوح، شدّد التيجاني الهحزاوي، الفاعل الحقوقي والأمازيغي، على أهمية مقارية موضوع تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، مقارنا تطلعات الحركة الأمازيغية بما تم تحقيقه مؤسساتيا، وموردا في الاتجاه نفسه عددا من المعطيات التي تهم بالخصوص تفعيل القانون التنظيمي للأمازيغية وإدماجها في التعليم والإعلام، وكذا إقرار عطلة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية. وخلص الهمزاوي إلى محدودية ما تم تحقيقه مع استمرار نفس العراقيل التي تعترض تفعيل القانون التنظيمي للأمازيغية، وغياب خطة حكومية واضحة في هذا المجال، بالإضافة لغياب استراتيجية لإنصاف الأمازيغية في الإعلام ومأزق دفاتر تحملات قنوات القطب العمومي الذي يستحيل تطبيق مضمونه والذي تحتاج لإعادة صياغة. وأما في مجال تعليم الأمازيغية، فقد نبّه التيجاني إلى عدم الإستجابة لتطلعات الحركة الأمازيغية فيما يتعلق بتعميمها بمختلف أسلاك التعليم وفق مدة زمنية لا تتجاوز خمس سنوات أي ولاية حكومية واحدة. وفيما يرتبط بإقرار عطلة رسمية بمناسبة السنة الأمازيغية، فقد أشار المتدخل إلى أن لا شئ في القرار الرسمي يشير إلى إقرار التقويم الأمازيغي وأن ربط القرار بسنة 2974 تم عفويا على المستوى الرسمي بعيدا عن مضمون القرار الرسمي. من جانبه، بسط إبراهيم أمكراز، الفاعل والناشط الأمازيغي، أسئلة واقع ومستقل الحركة الأمازيغية متحدثا عن التحديات التي تعترضها راهنا وآفاقها المستقبلية وسبل التنسيق بين مختلف مكوناتها وقام بعرض المسار التاريخي للحركة الأمازيغية ليقسمه إلى ثلاثة مراحل تمتد الأولى على سنوات السبعينيات والثمانينيات وشكلت بدايات الحركة التي كان عنوانها "الثقافة الشعبية" وتركزت على إبراز الثقافة والفن الأمازيغيين ثم مرحلة التسعينيات التي عرفت دينامية جمعوية أمازيغية قوية كما عرفت بروز الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة وظهور ميثاق أكادير بالإضافة لمجلس التنسيق بين الجمعيات الأمازيغية لتمتد هذه المرحلة على كامل عقد التسعينيات إلى غاية سنة 2000 و2001 حيث دخلت الحركة الأمازيغية والأمازيغية في مرحلة أخرى مع "البيان الأمازيغي" ولقاء بوزنيقة ثم خطاب أجدير الذي أعلن عن تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وخلص أمكراز إلى أنه باستثناء البديل الأمازيغي للراحل أحمد الدغرني، فقد عرفت الحركة الأمازيغية منذ 2001 نكوصا تنظيميا فيما يتعلق بالمبادرات على مدى 23 عاما تقريبا لا يقارن بالدينامية التي عرفتها الحركة في ظرف عقد فقط في التسعينيات. وقاربت جل مداخلات الفاعلين الحاضرين في اللقاء المفتوح للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، على وضعية الأمازيغية والحركة الأمازيغية وعلى وجوب المزاوجة بين العمل المدني والسياسي بمختلف أشكاله من أجل تحقيق تطلعات الحركة الأمازيغية في بناء دولة الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وفي الآن نفسه ضرورة تكثيف اللقاءات بين الفاعلين الأمازيغ ومواصلة النقاش بينهم للبحث عن سبل الخروج من حالة التشتت والركود والإنتظارية التي تعاني منها الحركة الأمازيغية مؤخرا، وفق تعبيرهم.