كشفت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة عن "اختلالات مصلحة الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان أيت ملول، حيث أن وحدة الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الاقليمي تعيش حالة مزرية مع اختلالات وإشكالات معقدة وظروف اشتغال كارثية، وذلك بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف إدارة المركز الاستشفائي ومن طرف العاملين بهاته الوحدة". ووفق رسالة بعثتها النقابة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة إنزكان أيت ملول، وصل موقع "لكم"، نظير منها، أنه "بعد التقرير المفصل بخصوص وضعية هاته الوحدة الذي أنجزه مكتبنا النقابي بتاريخ 2023/10/10، والذي توصلتم بنسخة منه، وبالرغم من الزيارات المتعددة للجان التابعة للمفتشية العامة لوزارة الصحة، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، بل ويزداد سوءا يوما بعد يوم".
ومن بين الاختلالات التي رصدتها النقابة، وفق رسالتها، "تجاوز الطاقة الاستيعابية لهاته الوحدة والمقدرة في 70 سريرا لتصل إلى أزيد من 120 نزيلا، وما لذلك من تأثير سلبي على ظروف استشفاء المرضى ومراقبتهم وتقديم الرعاية الصحية اللائقة بهم، إلى جانب النقص الحاد على مستوى الأدوية والتجهيزات الأساسية حيث أن مجهودات إدارة المركز الاستشفائي في هذا الشأن تبقى غير كافية مما يستدعي تقديم دعم إضافي من طرف المندوبية، والبحث عن مصادر تموين مختلفة لسد هذا الخصاص". ونبهت الرسالة النقابية إلى أن "عملية استشفاء المرضى الوافدين من وحدة المستعجلات على وحدة الطب النفسي خلال فترة الحراسة الليلية تتم بشكل غير قانوني وذلك بغياب بروتوكول علاج ووصفة طبية مسلمة من طرف طبيب مختص في الامراض النفسية والعقلية، علاوة على النقص الحاد على مستوى غرف العزل وتعرض بعضها للإتلاف، مما يعرض سلامة المرضى للخطر خصوصا في ظل تواجد بعض حالات الهيجان التي تستدعي العزل بشكل منفرد، إضافة إلى البنية الهندسية لهاته الوحدة لا تساعد على السلاسة في العمل إضافة إلى أنها غير آمنة، فضلا عن غياب حواجز حديدية بالنوافذ داخل مكاتب الاستشارات الطبية، وكذا قصر الحائط خارجها يسهل عملية هروب المرضى ووقوع إصابات وكسور جراء السقوط من الحائط، إلى جانب نقص حاد على مستوى الأسرة و الأغطية والافرشة، مما يضطر العديد من النزلاء إلى افتراش الأرض، زيادة على عدد من المراحيض المتلفة وغياب المياه بجناح العزل وضعف في خدمة النظافة خصوصا في فترة الحراسة الليلية، مع تسجيلنا النقص في التغذية وانتشار الحشرات والصراصير في غياب أدنى المقومات التي تحفظ الكرامة الإنسانية". ورصدت النقابة، وفق رسالتها، "تواجد بعض النزلاء المصابين بأمراض معدية خطيرة دون توفير الأدوية والمتابعة الضرورية لحالتهم مما يهدد سلامة العاملين بهاته الوحدة وباقي المرضى، وفي الآن نفسه تواجد مجموعة من كاميرات المراقبة خارج الخدمة، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه الاعتراف بمجهودات الأطر الصحية العاملة بهاته الوحدة على تفانيهم في عملهم وعلى مجهوداتهم الجبارة رغم ظروف الاشتغال الصعبة ورغم تعرض بعضهم للمتابعات القضائية نتيجة هاته الظروف، تفاجئنا المندوب في التدبير الإداري لهذه الوحدة وفرض نمط عمل وفق تقسيم لا يراعي بتاتا خصوصيتها ودون اخذ ملاحظات المعنيين بالأمر".