انتقد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي"، التغول الحكومي، معتبراً أنه بسببه تعجز المعارضة عن القيام بواجبها المنصوص عليه في الدستور. وأشار خلال المؤتمر الإقليمي لحزبه بمدينة أكادير نهاية الأسبوع المنصرم، أن إنشاء لجنة تقصي الحقائق يتطلب الثلث، مع وقت قصير لتدخلات المعارضة في جلسات البرلمان، فكيف يمكن أن تقوم المعارضة بدورها؟.
وأضاف الكاتب الأول لحزب 'الاتحاد الاشتراكي " لم نعد نطبق المقتضيات الدستورية بسبب التحراميات"، معتبرا أن هذه الاختلالات يتحمل فيها المواطنون جزء من المسؤولية لأنه عندما تصل لحظة الانتخابات يبيعون أصواتهم بثمن بخس. وتحدث لشكر عن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، متسائلا عن جدوى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد سقوط أكثر من 60 ألف شهيد في غزة وتدمير سوريا التي كانت جبهة للصمود والتصدي، وقتل كل القيادات في المنطقة. وتابع قائلاً: "أليس هذا الثمن سيعيدنا إلى أوضاع خطيرة وصعبة سبق أن حذرنا منها؟ إنها مؤامرة تُحاك لرسم خريطة جديدة في المنطقة تهدف إلى إنهاء قضية الشعب الفلسطيني، وإضاعة حقه في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس". واعتبر أنه بقليل من التحليل العقلاني والتفكير المسؤول سيفهم كل واحد هذا الكلام، فكيف يعقل أن دولة اليمن العاجزة عن حل مشاكلها أصبحت قادرة على تصدير الصواريخ. وسجل لشكر أن ما وقع كان طعما لجر المنطقة إلى شرعية الاعتداء علينا وقتل أبنائنا الفلسطينيين، معتبراً أن بعض الأحزاب تحولت إلى "دول داخل الدولة"، لا تخدم المصلحة الوطنية بل تعمل لصالح جهات أجنبية، ومستشهدا في هذا الصدد بحالة لبنان وما آل إليه. وتساءل أين هي الشعارات الرنانة والتصدي والصمود؟ ولماذا لم نكن نفكر بمسؤولية ونحن نعرف موازين القوى وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية وكل الغرب بل وكل العالم يسند قوة همجية متوحشة، إذا أعطيت لها الفرصة ستعيث فينا فسادا، وهو ما نشعر به اليوم على حد تعبيره. وتابع لشكر "نبهنا لكل هذا وتمت مواجهتنا ورغم ذلك تحملنا مسؤوليتنا، وكنا الحزب الوحيد في المغرب، وبمجرد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دعينا المكتب السياسي وأصدرنا مواقف لم يعلن عنها أي حزب مغربي". وأضاف قائلا: "أدى تفكيرنا العميق إلى إدراك أن ما حدث يمثل بداية مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية، وإعادة رسم خريطة المنطقة التي ستقدم فيها إيران كافة التنازلات لأمريكا. والكل شاهد كيف تم وقف إطلاق النار". وأكد لشكر أن الأوضاع الحالية ليست في صالح القضية الفلسطينية، لذلك على الأحزاب وخاصة "الاشتراكية" أن تلعب أدوارها كاملة، مشددا على أن ما وقع منذ السابع من أكتوبر إلى الآن كان مؤامرة محسوبة ومحسومة النتائج، وهو ما نراه اليوم على أرض الواقع، على حد وصفه.