انتقد الخبير التربوي المغربي محمد الدريج الربطَ بين نموذج التدريس الصريح ونموذج TARL في مدارس الريادة المعتمَدة في 2626 مدرسة ابتدائية، والمزمع توسيعُها بإضافة 200 مدرسة ابتدائية جديدة خلال الموسم الدراسي 2025/2026. ورصد الخبير التربوي محمد الدريج، وفق ما نشره على صفحته الرسمية، أن "تجربة مدارس الريادة بالمغرب تعتمد مقاربة مزدوجة تجمع بين نموذج التدريس الصريح (Explicit Instruction) ونموذج التعليم حسب المستوى المناسب TARL (Teaching at the Right Level) ورغم أن كلا من النموذجين يتضمن عناصر قوة، إلا أن محاولة الربط بينهما في سياق واحد يطرح عدة إشكالات تربوية وبيداغوجية، مما يجعل هذا الدمج محل تساؤل، بل ومصدر ارتباك مضرّ للعملية التعليمية ككل".
وبحسب توضيح الخبير التربوي الدريج، فإن هناك "فروقًا جوهرية بين النموذجين؛ فبينما يركز نموذج التدريس الصريح على المُعلّم باعتباره الفاعل الرئيسي الذي يوجّه العملية التعليمية ويقدّم المعرفة مباشرةً، فإن نموذج TARL ينطلق من التركيز على المتعلّم ومستواه الفعلي، مع اعتماد التعلم بالتجريب والعمل في مجموعات. كما يختلف التنظيم بين النموذجين؛ فبينما يتم تنظيم المحتوى التعليمي في التدريس الصريح بشكل خطي وممنهج، يأتي التنظيم في نموذج TARL غير خطي، بحيث يتكيف مع مستوى المتعلّم الفعلي وليس المستوى الدراسي المُحدّد. أما في مجال التقويم، فيكون التقويم في التدريس الصريح قبليًا وتكوينيًا ضمن سيرورة تعليمية منظمة، في حين يعتمد نموذج TARL على تقويم تشخيصي مستمر لتحديد مستوى الأداء الفعلي للمتعلّم، دون الاقتصار على الصف الدراسي فقط". ونبّه الخبير الدريج إلى أن "الدور البيداغوجي يتمثل في أن الأستاذ موجه أساسي للتعلم، وهو ميسر يرافق المتعلم حسب مستواه الملاءمة يصلح لضبط المفاهيم والمهارات الأساسية بدقة يصلح أكثر لعلاج الفاقد التعليمي وتفاوت المستويات". وتساءل الخبير قائلا: لماذا كان الربط في نظرنا، غير موفق؟. فهناك تناقض في المنطلقات البيداغوجية، بينما يفترض التدريس الصريح تسلسلاً منظما وصارمًا في التعلم، يفككه TARL لصالح التعلم التكيفي، مع اختلاف في دور الأستاذ، الأمر الذي يفرض التساؤل : هل المدرس ملقن وموجه، أم ميسر؟ هذا التذبذب قد يربك الممارسة داخل القسم، فضلا عن تباين في فلسفة التقويم، حيث أن نموذج TARL يشدد على التقويم التشخيصي المستمر، بينما الصريح يفترض مسارا موحدا". ولم يفت الخبير التربوي التأكيد على أن "تمت قصور في التكوين، حيث غياب تكوين دقيق للأساتذة على كيفية الدمج بين النموذجين دون تناقض. ورغم الإشكالات السابقة، يمكن تصور تكامل مشروط بين النموذجين في حالات اعتماد TARL كمرحلة تشخيصية علاجية تسبق التدريس الصريح، مع تكوين جيد وموجه للأساتذة حول كيفية المزاوجة بين النموذجين دون تداخل سلبي، وكذا ضبط الأنشطة والمحتويات لتسمح بالمرونة دون فقدان البنية المنهجية"، وفق تعليقه.