للسنة الثالثة تواليا، يواصل ضحايا زلزال الحوز احتجاجاتهم استنكارا للإقصاء والتهميش، ومطالبة بالإنصاف، حيث خاض عشرات الضحايا، اليوم الاثنين، وقفة أمام مبنى البرلمان بالرباط، جددوا فيها نقل معاناتهم في الخيام، محرومين من أبسط شروط العيش الكريم، مع التنبيه إلى الاختلالات المصاحبة لعملية الدعم وإعادة الإعمار. الضحايا الذين تجشموا عناء الانتقال من مختلف الأقاليم المتضررة، وتحملوا، على قلة ذات اليد، مشقة ومصاريف التنقل من "المغرب المنسي" إلى العاصمة الرباط، هتفوا بشعارات من قبيل "التيرانات بنيتهم وناس الحوز نسيتوهم"، و"التيرانات ها هوما وفلوس الحوز فيناهوما"، و"يا الحوز يا جوهرة خرجو عليك الشفارة"، و"الشعب يريد إسقاط الفساد"…
وخلال الوقفة، تحدث بعض الضحايا، الذين حجوا للرباط نساء ورجالا، عن معاناتهم في العراء، صيفا وبردا، وحرمانهم من حقوقهم البسيطة، وغياب المحاسبة حول الفساد الذي عرفه ملف إعادة الإعمار، وأكدوا أنهم لا يطالبون سوى بحقوقهم، وأنهم يتوجهون للملك محمد السادس من أجل إنصافهم، بعدما انغلقت في وجوهم الأبواب. وفي تصريح لموقع لكم، قال منتصر إثري عضو تنسيقية الضحايا، إن وقفة اليوم هي الوقفة العاشرة على التوالي أمام البرلمان، وعبر عن أسفه لكون مئات الأسر لا تزال تعاني من الإقصاء والتهميش والحرمان من التعويضات. وأضاف إثري خلال الوقفة أن الهدف اليوم هو إيصال الرسالة للجهات المعنية أن الزلزال ليس ملفا تقنيا مرتبطا بالأرقام والتسويق الخارجي، وإنما هو ملف إنساني مرتبط بأسر تعيش وتعاني في خيم بلاستيكية مهترئة لسنتين وشهرين، وتساءل "كيف يعقل للإنسان أن يعيش في خيمة تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة الكريمة؟". ولفت المتحدث إلى أن الأسر تعاني الحرمان بعدما فقدت منازلها وممتلكاتها وأفرادا منها، مؤكدا أن الاحتجاجات مستمرة إلى حين تسوية الملفات العالقة وتعويض الأسر المستحقة، فالدولة لها القدرة للوصول إلى كل من تم إقصاؤهم دون مبرر أو بمبررات واهية وشفوية، واعتبر أنه آن الأوان لإنهاء المعاناة.