14 مارس, 2018 - 04:05:00 انطلق في العاصمة الرباط، الأربعاء، معرضا تاريخيا وثقافيا يضم مقتنيات فنية وعلمية تراثية تعود إلى حضارة بلاد الأندلس. المعرض، تنظمه مؤسسة "سيدي مشيش العلمي" في مقر المكتبة الوطنية بالرباط، يستمر حتى نهاية مارس الجاري. ويضم المعرض مقتنيات تاريخية خاصة بعلم الفلك والجراحة، وخرائط جغرافية مصنوعة من "البرونز"، تعود لمتخصصين في المغرب والقاهرة وإشبيلية (في الأندلس قديما) وفرانكفورت، بألمانيا. كما يحتوي على لوحات تشكيلية كبيرة تجسد فتح الأندلس، ومعركة "الزلاقة" الشهيرة، التي خاضها يوسف بن تاشفين، والمعتمد بن عباد، ضد الملك ألفونسو السادس سنة 1086، في شبه الجزيرة الأندلسية (شبه جزيرة إيبيريا)، وتعود اللوحات للفنانين ميلي كوريكا من إيطاليا، ورومان لازاريف من فرنسا، والمهدي إيشار من المغرب. وتشتمل مقتنيات المعرض كذلك لوحات مرسومة على الجلد تعود للحقبة الأموية (41 - 132 ه / 662 - 750 م) ونسخ من مخطوطات لكبار العلماء مثل الإدريسي وابن رشد وابن البيطار والمراكشي، إضافة لمجسمات لملوك وعلماء وأدباء صنعها النحات مانويل زوريطا، في قرطبة، بالأندلس (جنوب إسبانيا حاليا). وقال المشرف على المعرض، مصطفى العلمي مشيش، إن "الهدف من المعرض إبراز ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية، وإبراز العلاقات العريقة بين المغرب وبلاد الأندلس، والتذكير بما أنتجته اللغة العربية التي كانت لغة العلم والحضارة". وأضاف مشيش: "كانت اللغة العربية هي الأصل ومنها تترجم العلوم إلى اللاتينية أو العبرية كي توزع على أوروبا التي كانت غارقة في التخلف يومها". وأشار مشيش إلى أن المعرض يضم جناحا خاصا بعواصم الأندلس وإشبيلية وغرناطة، وعلماء مشاهير مثل ابن رشد وابن حزم وابن ميمون، للدلالة على سمو الحضارة الإسلامية في تلك الحقبة الزمنية. جدير بالذكر أنه في عام 711م قاد المسلمون حملة عسكرية استمرت حتى عام 726م تحت راية الدولة الأُموية نجحوا خلالها في فتح مملكة القوط الغربيين المسيحية في "هسپانيا"، التي حكمت شبه جزيرة "إيبيريا" والتي عرفها المسلمون باسم "الأندلس". وظل حكم المسلمين للأندلس حتى الثاني من يناير من العام 1492م، حينما سقطت مملكة غرناطة.