العرائش أنفو في مجتمعاتنا اليوم، باتت مظاهر التدين منتشرة واسعة. عبارات وصور متداولة للترحيب ظاهريا. لكن، عند النظر إلى الواقع الاجتماعي، يظهر تناقض واضح بين هذا الواقع والممارسة التي تسود العلاقات بين الناس. ففي الوقت الذي يدعو فيه الدين إلى التسامح والرحمة، يرفض الآخر، ويحكم على غير سطحه من المطلقات لا يعبر عن السلام . ومن ثم، فإنه يغير التدين في كثير من الأحيان إلى مجرد المظهر الخارجي، دون تجاوز الكلمات أو الابتكار. ويحقّر خبيرون في علم الاجتماع من خطر هذا التحوّل، إذ يقرر إن التدين حين يُفصل عن القيم تصبح أداة للتمييز لا وسيلة للتقارب. فالتدين الحقيقي لا يظهر في الطقوس، بل في احترام الإنسان، والعدل، والرحمة، والمواقف التي من الإيمان وصدق الإيمان. ويرجع تحليلات إلى أن بعض أسباب هذا التجمع بين الشكل والمضمون يعود إلى غياب التربية الخاصة الموروثة ، واعتماد كثير من التلقين والمظاهر. كما تستخدم وسائل الإعلام ومنصات التواصل بشكل جزئي بشكل معقول في إبراز الصور النمطية للتطوير، دون أن تطرح مادة تنتج القيم. إعادة الدعوات إلى إعادة التفكير في فهمنا للدين. لا يجوز التمييز، بل كقيمة إنسانية جامعة، تُترجم إلى السيطرة على النفس والحفاظ على طهارتها، لا الكراهية تنفع ولا النفاق ينفع .