العرائش أنفو كل صيف، يتكرر المشهد نفسه في شاطئ "رأس الرمل"، أحد أجمل المواقع الطبيعية في المدينة، وأكثرها استقطابًا للزوار من داخلها وخارجها. ومع ذلك، يطرح هذا الموقع علامات استفهام كبيرة حول طريقة تدبيره والاستعداد له، في كل موسم. فلماذا يتأخر المسؤولون كل سنة في طرح خطة واضحة لتأهيل الشاطئ؟ ولماذا لا يتم اعتماد منهجية استباقية تسبق الموسم بأشهر، تضع الإصلاحات الضرورية، وتنسق مع المهنيين المحليين الذين يشتغلون في المكان؟ لماذا لا تتحول النوايا الحسنة إلى برامج عملية، بدل الاكتفاء بقرارات إدارية متأخرة، تأتي أحيانًا بعد أن يكون الجميع قد شرع في العمل بالإمكانيات الذاتية؟ وأين يكمن الخلل الحقيقي؟ هل هو في غياب التنسيق؟ أم في غياب الرؤية؟ أم في غياب الإرادة السياسية التي تضع مصلحة المدينة فوق الاعتبارات الظرفية؟ ثم، من يتحمل المسؤولية حين تُجهض مجهودات أصحاب الأكشاك، ويُطلب منهم التراجع أو التعديل، بعد أن يكونوا قد استثمروا من مالهم ووقتهم؟ لماذا لا يُعطى لشاطئ رأس الرمل ما يستحقه من تخطيط، وهو واجهة المدينة في الصيف، ورمز من رموزها السياحية؟ ولماذا لا يتم إشراك جميع الفاعلين في صياغة خطة شاملة، تشمل البنية التحتية، والتنظيم، والنقل العمومي، وحتى أبسط تفاصيل الراحة التي ينتظرها المصطافون؟ أسئلة كثيرة، تتكرر كل صيف، ولا تجد من يجيب عنها بوضوح. فهل ننتظر موسمًا آخر لنطرحها من جديد؟ أم آن الأوان لتغيير جذري في طريقة التفكير والتدبير؟