العرائش أنفو في مبادرة توعوية ملهمة تعكس وعيًا بيئيًا متقدمًا في سن مبكرة، قدّم التلميذ صلاح الدين الغموش، البالغ من العمر 10 سنوات والمتمدرس بمدرسة محمد بن الحسن الوزاني، فيلماً قصيراً بعنوان "صْقتي مع البحر"، يدعو من خلاله إلى ضرورة احترام الشواطئ المغربية والحفاظ على نظافتها. الفيلم، الذي لا تتجاوز مدته دقائق معدودة، يحمل رسالة عميقة وبسيطة في آنٍ واحد: "شواطئنا جميلة… يكفي أن نهتم بها." بأسلوب بريء وعفوي، يُعبّر صلاح الدين عن علاقته الشخصية بالبحر، ويكشف عن خيبة أمله حين يجد الرمال ملوثة والنفايات متناثرة، في دعوة مباشرة لتغيير السلوك البيئي اليومي للمواطنين، كبارًا وصغارًا. جاء تصوير ومونتاج الفيلم بلمسة فنية أنجزها كل من محمد بنحمامة وياسين فاينك، اللذان أحسنا توظيف اللقطات والموسيقى والمؤثرات البصرية لنقل الرسالة بشكل مؤثر وراقٍ. هذا العمل الفني، وإن كان بسيطًا من حيث الإمكانيات، إلا أنه غني بالقيم والرسائل التي تحتاجها بيئتنا اليوم. فهو دعوة مفتوحة للوعي، من طفل أراد أن يُعلّم الكبار قبل الصغار أن الحفاظ على نظافة الشواطئ مسؤولية مشتركة، تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع. في زمن طغت فيه رسائل الترفيه السطحي على محتوى منصات التواصل الاجتماعي، يبرز هذا الفيلم القصير كنسمة أمل جديدة في عالم التربية البيئية، ويؤكد أن التغيير يبدأ من المبادرات الصغيرة التي يقودها أطفال يمتلكون رؤى كبيرة. فلنستمع إذًا لصوت البحر كما رآه صلاح الدين، ولنصغِ لرسالته الطفولية البريئة التي تقول بصدق: "أنا البحر… أنا مرآة سلوككم."