بقلم/ذ.مصطفى الكنوني من قبيل المستحيلات ان يدعي انسان الإحاطة بنظرة الأمم والاجيال عبر المراحل التاريخية الى الحب وقياساته في القلوب بصفة عامة، بالأحرى تفاصيله وانواعه واشكاله، حب الله،حب العباد،حب الطبيعة ، حب الزوج والأولاد وحب الجيران...حب وحب... و عندما نحس اننا امام زوبعة من اشكال الحب يكبر الوهم في اعيننا وعوض ان نزرع في المساحة لامحدودة المملوكة للحب حبا، ترانا نزرع حقدا وغيضا بدخول اليوم الأول من شهرابريل ، ارض مساحة الحب لا تشتكي من ضيق ولا تعرف رفضا فهي تقبل الممنوح ولا تتعلق بالشروط، بل هي اشد الوفاء في الحفاظ على الامانات، ان زرعت فيها حبا فكمية ما زرعت مضاعفة بالمئات تنتظر طلبك ، وان زرعت شرا فهي تقسم بالثلاث انك من سيدشنه ، كل الناس يجهلون من يملك امراطوريات قلوب الحب وجلهم كذلك يجهلون لماذا تسمى بامراطوريات الحب ولا تسمى امراطوريات الشر او الكراهية، وسر ذلك ان مساحات هذه الامراطوريات خالقها رب العالمين وهي قديمة الخلقة قدم خلق الانسان بل ان شئت فقل انها التوام الثالث لقابيل وهابيل،ان امراطورية الحب لا تدخل في مجرة نظام الخلقة المستنبط من قوله تعالى(...هو الذي خلق السماوات في ستة أيام ثم استوى على العرش... سورة الحديد)،انما خلق الله امراطورية الحب في قلوب البشر بعد خلقه للسموات والأراضي والكون والانسان ، وبعد خلقه لامراطوريات الحب سخرها ومنحها مالك الملك هدية للإنسان بمناسبة تكريمه،احتلت المرتبة الثانية مباشرة بعد العقل وبنت اعشاشا في القلوب فظن الانسان انها لا تستحق التقدير فاحتقرها ونسي انها السبيل الأوحد لسعادته الدنيوية والاخروية، نعم احتقرها رغم نعمها فابعد عنه ادراك مساحتها التي تقدر بمساحة الكون. لماذا لا ننشر الحب بين الناس ونخاف انتحاره في قلوبنا حتى يخيل لنا عدم وجود مساحة كافية لتستوعبه ،فترانا نسيج محيط امراطورية الحب بانياب الكراهية واضراس الكذب والبهتان ، أيها الانسان الا تتذكر فانت وكيل احساسات كما انت وكيل المال الذي وهبه الله لك ، ومساحة امراطورية الحب هي مساحة الكون ، والكون لا حدود له والحب خلق لاسعادك ، فكن كما تريد وكيفما اردت ان تكون فالله يستجيب للادعية الصادقة و يعد خلقه باحشارهم مع من احبوا، ان الحب خفيف الظل ثابت بحرفين ،بالغ بحرف الحاء من الحنجرة والباء من الشفتين،ان هو وقع سهم كسرالقلب ولو كان من حجر،وان استراح نام وافشى الأمان، الام بطلته بلا منازع،والأب مفسره بلا هوادة، هو الحب الذي اثبت الحكم :(الجار قبل الدار)، و(الرفيق قبل الطريق)، الخطبة قبل الزفاف ،ولنا في الطبيعة لعبرة حيث يسبق البرق الرعد، والصبح العشاء،فهلم هرولة الى المحبين ولنتخدهم أبناء واباء وأساتذة واخوة ...