قبل أن تنشربوابة "ميدلت اون لاين" بعض الأخبار المتعلقة بالاحتجاجات و التي أكون أحيان على علم بها ا قبل حدوثها. لست لأني عرافا و لا قارئا للفناجين الا ان الأوضاع واضحة وضوح الشمس,و يقيني يغلب الشك في أن هذه الاحتجاجات ستتسع دائرتها لتشمل كثيرا ممن تجرعوا مرارة الصمت و أصيبوا برصاص مسدسات كاتمة للأصوات ، فجاء اليوم الذي أجبروا ا فيه على الدفاع عن أنفسهم بطرق سلمية، وهم لا يتمنون أن يصبحوا أكبر شأنا من أصحاب البطون الضخمة, ولا أن يتباهون باقتناء سجائرهم الباهظة أو يزاحموهم في كراسي "البارات". فقط يودون أن يرقعوا شيئا مما أفسده الحظ ... الحظ الذي بقي دوما حجر عثر والقى بهم علي هامش مجتمع فاسد لا يعترف إلا بالقوافل, أما الكلاب فليس لهم الا أن تمتثل ا لسلطة الجلاد وتنبح بعد مرور القوافل إن أذن لها بذلك . ولعل ما حدث قبل أشهر خلال أيام رمضان حيث اعتصم ثلة من عمال أحد الفنادق لأيام معدودات من أجل تسوية أوضاعهم المادية نظرا لأقدميتهم مطالبين ب(الضمان الاجتماعي), فلبثوا ما لبثوا على نغمات"واش نزيدو مازال الحال ولا فات الحال علينا ..." لم ينتبه أحد لعويلهم و لم يسمع صدى صوتهم المبحوح وهم ينددون بشعاراتهم أحيانا، ويرقصون أحيانا ليس طربا بل ألما كما يفعل الديك المذبوح , و بين تنهيدة و أخرى تارة ما يأتي بصيص من الأمل عندما "يتوانسون" فيما بينهم بأننا في دولة الحق و القانون وأن اضرابهم الأ بغض الحلال سيثمر لا محالة و سينصفون أبى من أبى و كره من كره.لكن يبقي ذلك مجرد أماني تأنس النفس، ما كانت لتتحقق إلا لو أننا في دولة يسود فيها على الاقل الحوار أما والحال ليس كذلك فما على الأصدقاء المضربين غير أن يسكبوا الماء البارد على بطونهم كما فعل السالفون في الفندق الآخر الذي عرف الطامة الكبرى لما احتج أحدهم ليجد نفسه وراء القضبان بدعوى سرقته"لقديدة من اللحم" ومقابل اخراجه من الزنازن كان عليه أن يتنازل عن دعوته فتحققت المعادلة شأنها شأن المعادلات السالفة وكذا القادمة بمنطق القافلة و الكلاب. و تسير القافلة في بلدتنا الرائعة دون ان يوقفها أحد حتى الذين يسمون أنفسهم نقابة الاتحاد المغربي للشغل التي أعلنت تضامنها مع هذه الفئة من العمال لتتخلى بعد ذلك دون سابق إعلان ربما لأن القوافل أسرع منها أو أنها وجدت مكانا في إحدى هذه القوافل . فليعلم الجميع علم اليقين أني لست ضد هؤلاء النقابات ولا هؤلاء"العناترة"الذين لا نرى أسنانهم الا عند اقتراب الانتخابات لكني ضد مبادئهم عندما يودون "ضمس"الأشياء و اعتبارنا لا نصلح الا للتفرج على لعبة مدروسة و الكل يعرف أنها منتهية قبل بدايتها. فأين موقفنا كاخوان لهؤلاء المضربون؟ولما لم يرفع أحد منا شعارا واحدا تضامنا معهم؟؟ أين المسؤولون وأصحاب القرار ؟أين نحن تجاه مثل هذه القضايا أم أننا خلقنا لنخاف و نتبع القوافل بالنباح؟ وننشر الأخبار و نتحسرعليها و على الضعفاء يموتون موتا بطيئا؟ أكيد يا عزيزي القارئ أن هذه الاسئلة أكثر وضوحا و سهولة من الاسئلة التي يطرحها"حديدان" ولكن أجوبتها هم أرادوا لها ألا تكون. سيري يا قوافل وامضي و اتركي الكلاب تنبح و تتعلم من دروس الفشل؛اتركيهم يتشردون في الازقة و يعتادون الحانات التى صنعتموها و ارقصي على أنينهم كما رقصوا يوما على الخشبة في الحملات الانتخابية لإنجاحكم عندما كنتم تتوسلون أصواتهم لكن احذروا أن تعضكم يوما إذا ترككم ركب القوافل. "أم حسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون " صدق الله العظيم