لم يفوت البابا فرنسيس الخطبة التي ألقاها متم الأسبوع الماضي أمام الآلاف في ساحة «سان بيتيرس» ليعبر عن صدمته الكبيرة لدى سماعه خبر الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها إحدى أخطر عصابات المافيا في العالم، والتي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص بينهم طفل صغير لم يتجاوز الثالثة من العمر وشابة مغربية في ربيعها السابع والعشرين. وقال البابا إن الجريمة التي تعرض لها هذا الطفل غير مسبوقة في تاريخ الإجرام، طالبا الناس الدعاء من أجل الضحايا، كما وجه خطابه لعناصر المافيا، حيث دعاهم للتوبة عن هذا الجرم الكبير. وكانت منطقة كلابريا الإيطالية قد عاشت قبل حوالي أسبوعين على وقع جريمة نكراء راح ضحيتها ثلاثة أشخاص، إذ يتعلق الأمر بفتاة مغربية في عز شبابها، وطفل صغير، وشخص في ربيعه الخامس، حيث رجحت بعض التقارير أن تكون الضحية الثالثة هي السبب في مقتل الضحيتين الأخريين. إذ أشارت تقارير إيطالية إلى الثلاثة تعرضوا للقتل قبل أن يتم إحراقهم داخل سيارة، وهي الطريقة التي تتعمدها «مافيا ندرانغيتا» لتصفية الحسابات مع أفراد سابقين كانوا ينشطون في صفوفها، حيث من غير المستبعد أن يكون الضحية الإيطالية، الذي تجاوز ربيعه الخامس، فردا سابقا في تلك العصابة، إذ يتوفر على سوابق إجرامية في عالم المخدرات والاعتداءات الجنسية، علما أن اثنين من أبنائه يقبعان في السجن بعد إدانتهم في قضايا تتعلق بالاتجار في الممنوعات. ولعل ما أثار ساكنة المنطقة والمحققين هو الطريقة التي تمت بها تصفية الضحايا الثلاثة، وهي القتل والحرق، إذ لم بصعوبة تم تحديد هويتهم بسبب وصل جثتهم لدرجة كبيرة من التفحم. ولحد الساعة لم يتمكن المحققون من تحديد الدواعي الحقيقية لارتكاب هذه الجريمة.