تعد مدرسة عثمان بن عفان للتعليم العتيق واحدة من أبرز مدارس الإقليم في الإشعاع الديني والتربوي والأخلاقي، فعطاؤها التربوي الذي يمتد لأكثر من خمسة عشرة سنة، إستطاعت من خلاله أن تُنبت جيلا لا يستهان به حافظا لكتاب الله الكريم، عارفًا بمعانيه وفاهمًا لدينه، وهو ما أسهم بشكل كبير في بناء مجتمع منفتح ومتشبث بقيمه وهويته الدينية واللغوية والوطنية. المدرسة التي توجد اليوم بالقرب من السوق الأسبوعي، بمحاذاة الشارع المؤدي إلى المسجد الأعظم، تعد بمثابة العمود الفقري في بناء الشخصية والهوية المغربية وهي فضلا عن ذلك وسيلة تمكن خريجيها من اكتساب المعرفة الدينية والفقهية. - النشأة والتطور: يعود تاريخ تأسيس الجمعية بحسب الأستاذ عبد الغني الزلماطي، الكاتب العام لجمعية عثمان بن عفان لتحفيظ القرآن الكريم، إلى سنة 1999 على يد العلامة محمد الوكيلي الذي ضحى وناضل وسعى بكل ما أوتي من قوة وعزم، وقَدَّمَ الغالي والنفيس من أجل إنشاء هذه المؤسسة، حيث بدأت الجمعية نشاطها في أول مرة في مرآب "كراج". وبحسب عبد الغني الزلماطي عملت الجمعية على تطوير نشاطها تدريجيا، متمسكة بهدفها وهو تجديد العناية بالقرآن الكريم، لتؤسس مدرسة تابعة لذات الجمعية أطلقت عليها إسم "مدرسة عثمان بن عفان للتعليم العتيق بالدريوش"، وأضاف، أن المدرسة التي بنيت سنة 2003 وإكتملت سنة 2005، حصلت على ترخيص من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في أواخر سنة 2007. - منارة دينية وعطاء متواصل : تعمل مدرسة عثمان بن عفان للتعليم العتيق، على تلقين الذكر الحكيم وتحفيظه بالمنطقة وتدريس علومه، حيث تساهم بذلك في ترسيخ ثوابت الأمة والحفاظ على الهوية الدينية والثقافية واللغوية والحضارية، وحصنًا منيعًا أمام موجات التطرف والغلو والإنحراف العقائدي. وتتوفر المدرسة على إداريين مشرفين إثنين (حارس عام ومشرف)، وثمانية أساتذة منهم ثلاثة مدرّرين (أي محفظ لكتاب الله عز وجل)، كما تتوفر على أربعة أعوان (ذكرين وأنثيين). وأبرز الأستاذ الزلماطي في تصريح لأصوات الريف، أن المدرسة كانت سببًا في نشر الرغبة لدى الكثيرين قصد العمل على السير حذوها، إذ أشار إلى أن العديد من المدارس اليوم أنشأت بالإقليم وتعمل على تدريس التعليم العتيق. - إشعاع واسع وإقبال خارجي: وأوضح المتحدث أن المدرسة نجحت في أن تُخرِّج عدداً لا يستهان به من الأفراد، سواء المنتمين للإقليم أو المنحدرين من خارجه، ومنهم من يتابع دراسته بمختلف الجامعات المغربية بل منهم من هو إمام بالعديد من المساجد بالإقليم أو خارجه كدولة الإمارات، وهناك من يقوم بتحفيظ القرآن الكريم، وغيرهم الكثير... وحول الإقبال على المؤسسة، فتتوفر على 65 تلميذا من الذكور والإناث مندمجين في التعليم العتيق، وبالنسبة للكُتَّابْ أي (حفظ القرآن) فتتوفر على 52 تلميذا من الذكور والإناث، و 66 تلميذا ذكورا وإناثًا في التعليم الأولي، والذي أشار عبد الغني الزلماطي إلى أن هذا التعليم يعرف نقصًا في الأقسام، فيما يقصد قسم محو الأمية 43 إمرأة. - مدارسة عتيقة بإدارة حديثة: تتوفر مدرسة عثمان بن عفان على مكتب للإدارة، وآخر للإستقبال والتوجيه يصادفك بمجرد الدخول من بوابة المدرسة، النظام نقطة مهمة، بدورنا إلتزمنا المنهجية فسألنا عن الإدارة وتم توجيهنا، كما تتوفر المدرسة على مكتبة مجهزة بأهم الكتب والمجلدات، وسكنيين، وقاعة للإعلاميات وخزين. المدرسة التي تتألف من ثلاث طوابق، تتوفر أيضا على حجرات للدراسة، كما تتوفر على مطبخ وكذلك على مطعم، ويبلغ عدد الطلبة المستفيدين من الإيواء والمأكل والمشرب 48 تلميذا، ينحدر أغلبهم من خارج الإقليم؛ كجرسيف، تازة، فاس، تاونات.