أودع قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة نهاية الأسبوع المنصرم، طالبين بكلية العلوم والتقنيات بمنطقة بوكيدارن التابعة للجماعة الترابية آيت يوسف وعلي بالحسيمة، رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالحسيمة، ومتابعتهما في حالة اعتقال من أجل تبادل الضرب المفضي إلى الموت دون نية إحداثه. وأحالت الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بإمزورن السبت المنصرم المعنيين بالأمر في حالة اعتقال، بعد استكمال مسطرة التحقيق معهما في التهمة سالفة الذكر. وحرك الوكيل العام للملك مسطرة البحث، بعد ظهور نتائج التشريح الطبي الذي كانت خضعت له جثة طالب بالكلية نفسها، يتحدر من مدينة صفرو، توفي قبل وصوله إلى المستشفى الإقليمي للحسيمة على متن سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية بإمزورن، والتي أثبتت أن الأخير لقي مصرعه بعد تعرضه لضربة إلى رأسه بلوحة خشبية، تسببت له في نزيف داخلي، بعدما راجت أخبار مباشرة بعد وفاته، كونه لفظ أنفاسه الأخيرة إثر تعرضه لاختناق بسبب الغاز، ما فندته نتائج التشريح الطبي. واعترف المتهم الرئيسي بعد إيقافه، وهو طالب بسلك الماستر بالكلية ذاتها، بأنه حين التقى بالهالك مساء يوم الحادث، وكان رفقته طالب بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية يتحدر من مدينة إمزورن، عمد الضحية إلى الأخذ بخناقه، متهما إياه بكونه سرق منه مبلغا ماليا قدره 200 درهم ومعطفا حين كان يقطنان معا في منزل بفاس سنة 2015 وقت كانا طالبين في السنة الثانية بكلية العلوم والتقنيات بفاس. وأنه بعد نفيه ذلك، وجه إليه الهالك لكمة إلى وجهه بعدما كانا تبادلا الشتم، الشيء الذي أحس معه المتهم بنوع من المهانة، فتبادل معه الضرب واللكم. وأضاف المتهم، أنه تلقى ضربة من الهالك بواسطة لوحة خشبية، ما جعله يلتجئ إلى الوسيلة نفسها للدفاع عن نفسه، ووجه إليه ضربة بالأخيرة إلى رأسه، مؤكدا أن بعض المواطنين الذين كانوا موجودين بالمنطقة وعاينوا الحادث، هم من تدخلوا لفض النزاع قبل أن يذهب كل واحد إلى سبيله. وأضاف المتهم أنه بعد الحادث تقدم إلى مصالح الدرك الملكي بإمزورن وأودع لديها شكاية أفاد فيها تعرضه للضرب من قبل الهالك، دون إدلائه بشهادة طبية تثبت عجزه. وبعد الاستماع للمتهم الثاني أفاد الضابطة القضائية بالتصريحات التي أدلى بها المتهم الأول. وكانت عناصر الدرك الملكي بإمزورن انتقلت مباشرة بعد إخبارها بوجود الهالك داخل منزل يكتريه ببوكيدران، مغمى عليه، وعاينت جروحا في شفتيه وانتفاخ في مؤخرة رأسه، وأغراضه مبعثرة، إضافة إلى غليون يستعمل لتدخين الكيف، ومرهمات. وبأمر من النيابة العامة نقل الهالك على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليميي محمد الخامس بالحسيمة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى الأخير.