افتتح المغرب بمدينة أكادير أول مصنع متطور لإنتاج الذباب المعقم، في خطوة استراتيجية تهدف إلى حماية محاصيل الحمضيات من أخطر الآفات الزراعية، وعلى رأسها ذبابة الفاكهة الغازية (Bactrocera dorsalis)، المعروفة بأضرارها الكبيرة التي قد تصل أحيانا إلى تدمير نحو 90% من إنتاج المانغو في بعض مناطق إفريقيا. ويأتي هذا المشروع بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AIEA) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ويعتمد على تقنية الحشرة العقيمة (TIS)، التي تقوم على تربية أعداد ضخمة من ذكور الذباب، ثم تعريضها لجرعات إشعاعية مدروسة تجعلها عاجزة عن التكاثر، قبل إطلاقها في الطبيعة لتقليص انتشار الآفة ومنع تكاثرها. ويتوقع أن ينتج المصنع نحو 130 مليون ذبابة معقمة أسبوعيا، لحماية ما يقارب 180 ألف هكتار من بساتين الحمضيات في منطقة سوس، والتي تعد من أبرز المناطق الزراعية والتصديرية بالمغرب. كما سيساهم المشروع في تقليل استخدام المبيدات الكيميائية، بما يحقق توازنا بيئيا ويعزز جودة المنتوجات الفلاحية ويحافظ على سلامة البيئة. ويؤكد الخبراء أن هذا المشروع يعكس مرحلة جديدة في توظيف الابتكار العلمي والتقنيات الحديثة لمواجهة التحديات الزراعية والبيئية، ويضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في اعتماد حلول مبتكرة ومستدامة لضمان الأمن الغذائي وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الفلاحي على المستوى الدولي. ويمثل إطلاق هذا المصنع خطوة مهمة نحو دمج التكنولوجيا في الزراعة المغربية، بما يدعم حماية المحاصيل ويعزز التنمية المستدامة، ويؤكد الالتزام الوطني بتقديم حلول ذكية وفعالة لمواجهة التحديات البيئية والفلاحية.