توفي عالم الأحياء الأمريكي ديفيد بالتيمور، الحائز على جائزة نوبل في الطب سنة 1975، عن عمر يناهز 87 عاما، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام أمريكية الإثنين، لتنطفئ بذلك مسيرة علمية بارزة طبعتها الاكتشافات كما الجدل. ويُعد بالتيمور أحد الوجوه الرائدة في مجال البيولوجيا الجزيئية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين. وقد حاز جائزة نوبل مناصفةً، بفضل أبحاثه حول الفيروسات القهقرية، ولا سيما اكتشافه لإنزيم النسخ العكسي، الذي ساعد العلماء على فهم كيفية اشتغال فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وبرز بالتيمور كأستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث كان لأبحاثه تأثير واسع في أوساط الطب وعلم المناعة والوراثة الفيروسية. لكنه واجه لاحقًا واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الوسط الأكاديمي الأمريكي. ففي منتصف الثمانينات، ارتبط اسم بالتيمور بقضية ادعاءات تتعلق بتزوير علمي داخل تجربة متخصصة بالمناعة. ورغم عدم اتهامه بشكل مباشر، فقد دافع علنًا وبشدة عن زميلته اليابانية تيروكو إيمانو، المتهمة الرئيسية في الملف، وهو ما جر عليه انتقادات واسعة. وبين عامي 1988 و1989، مثل بالتيمور في عدة جلسات استماع أمام لجنة بالكونغرس الأمريكي، قبل أن يضطر إلى الاستقالة من رئاسة جامعة روكفلر في نيويورك عام 1991، بعد 18 شهرا فقط من توليه المنصب. ورغم سنوات من التحقيقات والضغط، لم تتم تبرئة بالتيمور وزميلته بشكل نهائي إلا سنة 1996، في ختام مرحلة اعتُبرت اختبارًا قاسيًا للعلاقات بين البحث العلمي والإدارة السياسية في الولاياتالمتحدة. ويُنظر إلى بالتيمور، اليوم، بوصفه أحد العلماء الذين طبعوا حقبة كاملة من التطور البيولوجي، سواء من خلال مساهماته العلمية الرائدة، أو من خلال دفاعه المستميت عن زمالة المختبر والعلماء.