نظم نشطاء في مجال دعم الحقوق الفلسطينية، الخميس، فعالية فنية تضامنية لرفض الدعم الإسرائيلي لمهرجان سيدني، وذلك بالتزامن مع افتتاح فعالياته التي بدأت في 6 يناير وتنتهي في 30 من الشهر الجاري. وشارك عشرات في الفعالية التي نظمتها مجموعة "فنانون مناهضون للفصل العنصري" وهي جماعة تنشط في مجال دعم حقوق الشعوب الأصلية و مقرها أستراليا، تأسست عام 1984. واجتمع المشاركون في الفعاليات أمام مقر إقامة المهرجان الفني الذي أعلن عشرات الفنانين العالميين مقاطعتهم له بسبب تلقيه الدعم من قبل إسرائيل. وقام المشاركون برسم رموز تعبيرية على الأرض تدلل على سياسية الفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل يومياً بحق الفلسطينيين، فيما قام آخرون بإزالتها بالماء وهم يرتدون القمصان التي كتب عليها شعار الجهة المنظمة. والهدف بحسب تصريحات صحافية لهم هو "إعلام المارة بمن تكون إسرائيل ولماذا يجب مقاطعة المهرجان". وبالتزامن مع الفعاليات التي نظمت أمام أرض المهرجان، أطلقت "مجموعة فنانون مناهضون للفصل العنصري" عريضة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، طالبت فيها بمقاطعة المهرجان، معربة عن قلقها البالغ إزاء رفض مهرجان سيدني قطع علاقاته بنظام الفصل العنصري في إسرائيل رغم الدعوات الكبيرة التي وجهت للمنظمين له من قبل عدد من الفنانين والمنظمات الأهلية الفلسطينية والعالمية. وقالت المجموعة في العريضة إن إدارة المهرجان قررت مقابل دعوات المقاطعة أن تقبل التمويل المقدم من السفارة الإسرائيلية التي أرادت بتمويلها أن تكون شريكاً رئسياً في المهرجان، فيما يوجه هذا أصابع الاتهام لمهرجان سيدني بتورطه في جرائم الفصل العنصري الممارسة من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين. وأضاف الفنانون المشاركون في العريضة: "بصفتنا فنانين نعمل ونبدع على أرض غير مقيدة، نحن ملتزمون بتحقيق العدالة للشعوب الأصلية في كل مكان، من ما يسمى بأستراليا إلى فلسطين. على هذا النحو، نحث مهرجان سيدني على التخلي عن شراكته مع السفارة الإسرائيلية". وأشارت العريضة إلى أن إسرائيل تتعمد على الدوام استخدام الثقافة والفنون لإخفاء فظائعها ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم، إذ تمارس عليهم سياسية تكميم الأفواه وحرية الرأي والتعبير بشكل يومي، مستخدمة آليتها العسكرية. وتابعت: "في الوقت الذي تدعي فيه الاهتمام بالفنون والترويج للثقافة من خلال شراكات كهذه، تواصل إسرائيل سلب واضطهاد ومعاقبة فنانين فلسطينيين قرروا التحدث علانية عن العنف الممارس ضد أبناء شعبهم، تماماً مثلما حدث مع الشاعرين دارين طاطور ومحمد الكرد ورسام الكاريكاتير حافظ عمر". في الوقت الذي تدعي فيه إسرائيل اهتمامها بالفنون والترويج للثقافة، تواصل سلب واضطهاد ومعاقبة فنانين فلسطينيين قرروا التحدث علانية عن العنف الممارس ضد أبناء شعبهم وأوضحت العريضة الأوجه المتعددة لسلسلة الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون بما في ذلك سرقة الأراضي ومصادرة الممتلكات وهدم المنازل وفرض القيود على حرية الحركة والتنقل، فضلاً عن التطهير العرقي لأحياء بأكملها، وكذلك القمع العنيف وغير المبرر للاحتجاجات التي تستخدم فيه إسرائيل القوة غير القانونية. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تهاجم القوات الإسرائيلية المؤسسات الثقافية وتعطل الأحداث وتدمر المحفوظات وتمنع الفلسطينيين من ممارسة حقهم في التعبير الفني والثقافي، وتعرض شعبا كاملا لأشكال العنف المادية والرمزية. ورداً على البيان الذي أطلقته إدارة مهرجان سيدني وقالت فيه إنها منظمة غير سياسية ولا علاقة لها بما يتعلق بسياسية إسرائيل، اعتبرت المجموعة المناهضة للفصل العنصري أن البيان مخادع، قائلة إن "الوجود على الأرض المسروقة أمر سياسي، صنع الفن هو سياسة". واستكملت: "تعمل شراكة مهرجان سيدني للنجوم مع السفارة الإسرائيلية على محاولة تبييض وجه إسرائيل وممارستها العنيفة على حياة الفلسطينيين وتمكين دولة الفصل العنصري من مواصلة انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني دون ملاحقة أو عقاب"، مؤكدة ً أن قبول التمويل من نظام الفصل العنصري الاستيطاني هو "قبول سياسي بحت". وأثارت المجموعة تساؤلاً عن المبلغ الذي قدمته السفارة الإسرائيلية والمقدر ب20 ألف دولار كرعاية للمهرجان، وحث القائمين عليه بإنتاج عروض راقصة لفنانين إسرائيليين كأوهاد ناهرين، قائلة: "هل يستحق هذا المبلغ الصمت على اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين". وأكدت أن مهرجان سيدني خلق مساحة ثقافية غير آمنة للفلسطينين والفنانين والمنظمات والمجتمعات الناطقة بالعربية والمناصرين لفلسطين وكل من يقف ضد العنصرية والاستعمار، متهمةً إدعاء إدارة المهرجان بالالتزام بالشمولية ومراعاة كل الفئات بأنه "أجوف". وبحسب الموقعين على العريضة، فإن قرار مقاطعة المهرجان والدعوة لذلك جاء رداً على سياسة سيدني الداعمة لإسرائيل، مؤكدين أنها لم تترك مجالاً سوى الانسحاب، قائلين: "لا يمكننا أن نكون متواطئين في اضطهاد الفلسطينيين أو أي شعب آخر في هذا الشأن، لن نحضر أي مهرجان يستخدم فيه شعار النظام الإسرائيلي بألوان قوس قزح لتبييض أعمال العنف والتظهير العرقي والجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني". كما عرجت العريضة على الجهود الفلسطينية المبذولة من قبل المجتمع المدني الذي دعا على الدوام لمقاطعة إسرائيل ثقافيا، مستوحين ذلك من مقاطعة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وكفاحهم من أجل الحرية. وقالت: "لقد لعب الفنانون والمؤلفون والمبدعون وفنانو الأداء في جميع أنحاء العالم دورا حاسما في هذا العمل الجماعي للتضامن والمقاومة، إذ تحدثوا واتخذوا إجراءات لدعم حركة المقاطعة. وبذلك تكون قد فضحت المظالم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني". وشددت على أنه يجب على المساحات الفنية والإبداعية تضخيم أصوات السكان الأصليين وإظهار الوجه الحقيقي للرواية الاستعمارية – وليس إعادة إنتاج العنف الاستيطاني الاستعماري – "يجب أن نبني معا منصات فنية وإبداعية آمنة ونستخدمها في السعي لتحقيق الحرية والعدالة للجميع، فالتضامن ممارسة والتزام مستمر". يذكر أن المهرجان يقام كل عام ويتضمن مجموعة من العروض الغنائية والمسرحية والثقافية المتنوعة. وبدأت دعوات مقاطعة المهرجان، الشهر الماضي، من خلال بيان ل"حركة العدالة الفلسطينية" في سيدني وحركة BDS أستراليا وغيرها من المنظمات الناشطة للدفاع عن فلسطين.