كانت هذه المباراة في كرة القدم ،بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس ،حيث تعود جذور الأزمة بين الهندوراس والسلفادور إلى إقدام الهندوراس قبل سنوات من واقعة كرة القدم إلى منع مواطني السلفادور من امتلاك الأراضي كما عمدت إلى طردهم وابعادهم إلى بلدهم . تعود فصول القصة الغريبة إلى سنة 1970 عندما أوقعت قرعة التصفيات المؤهلة لكأس العالم ،البلدين في معركة كروية حاسمة ،وبقدر الندية التي كانت سائدة في رقعة الميدان بقدر المناوشات التي شهدها الشريط الحدودي بينهما ،حيث عقب انتهاء المقابلة نشر البلدين قواتهما العسكرية على طول شريطهما الحدودي ،ومع اقدام طائرة حربية من الهندوراس على اختراق اجواء السلفادور ودك كتائب عسكرية بالرصاص ،بادرت السلفادور إلى الرد بالمثل . دامت هذه الحرب 5 أيام ،وأسفرت عن مقتل 6 ألف شخص وأكثر من 15 ألف مصاب علاوة على ألاف المشردين الذين دمرت منازلهم ،كل هذا الخراب والدمار حدث في 100 ساعة ،ولهذا تعرف هذه الحرب أيضا بحرب 100 ساعة ،وبعد وساطة دولية بالإضافة إلى منظمة دول أمريكا الشمالية ،خمد فتيل الحرب بين البلدين . انتهت تلك المباراة التاريخية بهزيمة الهندوراس ،لكن السلفادور التي ضمنت التأهل لكأس العالم ،عادت من البطولة العالمية بخفي حنين بصفر نقطة ودون أن تتمكن من تسجيل أي هدف ،بدل أن يتحلى البلدان بالروح الرياضية في مباراة لكرة القدم انساقوا وراء أسباب تافهة وتحلوا بالروح القتالية في حرب كانت نتائجها كارثية .