كان أول مدير لأمن القصور في عهد الملك محمد السادس، محمد المديوري ثم المختار البقالي ثم عبد العزيز إيزو ثم إدريس مهراد ثم إبراهيم أو سيرو لمدة أسبوع، ثم عاد مهراد إلى منصبه، وبذلك يكون الملك محمد السادس قد عين 5 مدراء لأمن القصور الملكية منذ اعتلائه العرش في صيف 1999. ومنذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني تعاقب على الحراسة الخاصة للملك الكثير من الأشخاص لم يكن المغاربة يعرفون عنهم إلا اللمم، إلا أنه بعد السبعينيات، سيما بعد الانقلابين العسكريين الفاشلين، بدأت تبرز بعض الأسماء، مثل بندريس الذي عينه الملك الراحل الحسن الثاني رئيسا للأمن الملكي في غضون سنة 1971، وخلفه زكري رفقة نائبه حسن حرمة الله ثم الزبدي الذي عوضه ساجير، وبعد إحالته على التقاعد احتل مكانه المختار البقالي قبل إبعاده بفعل توصية الجنرال حميدو لعنيكري الذي ساند وزكى عبد العزيز إيزو لاحتلال مكانه. فحراس الملك الخاصون هم حراس القرب، خضعوا لتداريب خاصة، سيما فيما يتعلق بالحراسة عن بعد ومنهجيات تمثل السيناريوهات المحتملة للأخطار المتوقعة لمواجهتها وآليات وتقنيات تقسيم الأدوار. إن الحراس الخاصين للملك يظلون قريبين منه، وغالبا ما كان يظهر في الصورة، على امتداد السنوات الأخيرة، كل من عزيز الجعايدي، قبل إبعاده وخالد فكري ومحمد مارس، الذي أصيب بوعكة صحية أبعدته بدوره عن المربع الذهبي، ومقتبل، وهم متموقعون بالقرب من الملك محمد السادس للتمكن من التدخل بسرعة ونجاعة، كلما دعت الضرورة أو الظروف لذلك، وإضافة للنواة المركزية التي تعد ظل الملك، هناك حراس خاصون يتموقعون في مقدمة الموكب الملكي وفي آخره، وهم رجال أمن أقوياء وخبراء في الرماية ومتمرسون بشكل جيد على مختلف أنواع الأسلحة وفنون الحرب. ويبلغ فريق الحراس الخاصين في كل خرجة ملكية 25 حارسا، أغلبهم خضعوا لتداريب بفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، ويتم انتقاؤهم من رجال الأمن المتفوقين والمتميزين ليتلقوا تداريب خاصة في جملة من الميادين والمجالات، بما في ذلك الإحراز على دبلوم المظليين، إنهم عموما من أحسن رجال الأمن في المملكة. إضافة إلى رجال الأمن، هناك فرقة أمنية (تابعة لدائرة 2 مارس بالدار البيضاء) تقوم بزيارات دورية ومنتظمة لنوادي فنون الحرب بالعاصمة الاقتصادية، وتعد تقارير بخصوص العناصر المتميزة التي من شأنها أن تتوفر على المؤهلات الضرورية للاضطلاع بمهمة الحراسة الخاصة لأحد أعضاء الأسرة الملكية. ويترأس الأمن الخاص للملك كل الجلسات الخاصة، بتحضير وتدبير الزيارات والخرجات الملكية، وغالبا ما يقود هذه الاجتماعات ممثل الأمن الملكي، وتبقى القاعدة المعمول بها هي خضوع مختلف المصالح الأمنية والإدارية، خلال الخرجة الملكية، للحرس الخاص للملك، سيما رئيسهم، عزيز الجعايدي قبل إبعاده، ويظل هذا الأخير هو صاحب الكلمة الأخيرة، وتعليماته، مهما كان شأنها، تطبق بحذافيرها ويمتثل الجميع لكل ما يصدر عنه، حتى ولو تعلق الأمر بمعاقبة رجال الأمن أو توقيف موظفين أو استنطاق مواطنين واحتجازهم مؤقتا أو مساءلة أشخاص سولت لهم أنفسهم الاقتراب من الملك لتسليمه رسائل.