المنتدى افتتح بمسيرة احتفالية (الجزيرة نت) تحولت أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يقام في تونس إلى ما يشبه خلية نحل، وذلك بسبب كثافة ورشات العمل والأنشطة والتجمعات التي تقيمها آلاف المنظمات غير الحكومية التي جاءت من أنحاء العالم. وتشارك في المنتدى أكثر من أربعة آلاف جمعية ونقابة دولية، فضلا عن أكثر من 1700 جمعية تونسية، جمعتها مبادئ هذا المنتدى الذي يرفض الهيمنة الليبرالية ويبحث عن عالم تسوده العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. وجاءت فكرة تنظيم المنتدى الذي يقام حاليا لأول مرة في بلد عربي، كرد على المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في مدينة دافوس في سويسرا أواخر شهر يناير/كانون الثاني من كل عام. وعلى وقع أنغام الموسيقى والأهازيج والهتافات، افتتح يوم الثلاثاء أكثر من ستين ألف شخصا من 125 دولة المنتدى الاجتماعي العالمي بمسيرة احتفالية انطلقت من العاصمة تونس إلى فضاء أحد الملاعب، حيث غنى الفنان العالمي ووزير الثقافة البرازيلي جيلبارتو جيل الجاز والتانجو. فعاليات مكثفة "عالم آخر ممكن"، بهذا الشعار بدأت يوم الأربعاء أعمال المنتدى بالمركب الجامعي في منطقة المنار بالعاصمة، حيث نصبت الخيام وعلقت الشعارات ورفرفت الأعلام وصدحت أنغام الموسيقى، فأصبح المكان شبيها بقرية كونية تستضيف مختلف الأجناس والأعراق والحضارات. وشملت فعاليات اليوم الأول كثيرا من الأنشطة الثرية والمتنوعة من ورشات وندوات فكرية تطرقت إلى قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية مهمة ومختلفة، ولم تغب الموسيقى والرقص ومعارض الصور والرسم عن التظاهرة. وتقول فاطمة التومي -وهي ناشطة في جمعية خيرية تونسية- للجزيرة نت إن المنتدى أتاح لها فرصة التواصل مع الآخر واكتشاف الحضارات والتجارب والاستفادة منها، مشيرة إلى أن مشاركتها تأتي في إطار مساندتها للمنتدى في رؤيته المقاومة للهيمنة وتحرير الشعوب من الاستبداد. وترى فاطمة أنه بالرغم من عدم قدرة المنتدى على الخروج ببيان ختامي إلا أنه يسهم في صنع فكر وحراك سيترجم في الواقع التونسي بعد اختتام المنتدى من خلال ما أسمته "انفجار العمل الجمعياتي" الذي هو أساس التغيير. ولم يجد الصحفي بالإذاعة الوطنية المغربية عمر عبد الحفيظ، الذي يغطي أنشطة المنتدى، أية صعوبة في استقاء المعلومة وسط الكم الهائل من المنظمات، وهو يعتقد أن تنظيم حدث كهذا سيعود بالنفع على المجتمع المدني. ويرى عبد الحفيظ أنه خلافا للمنتديات الرسمية فإن المنتدى الاجتماعي فضاء للنقاش الحر وتبادل الخبرات والتجارب من أمريكا اللاتينية وأوروبا والهند. ويقول للجزيرة نت إن "هذا التبادل بين الشعوب سيعطي بزوغا جديدا للتحولات الاجتماعية في العالم، لكن الأهم هو أن تكون التحولات مدنية وسلمية". وتعتقد الناشطة بجمعية "اتاك" الفرنسية المطالبة بشطب ديون الدول الفقيرة جيمون دولاجين أن المنتدى فضاء ديمقراطي يسمح بحرية التعبير، مشيرة إلى أنه يمثل نواة المجتمع المدني الدولي وقوة مضادة لحمل الأنظمة على تغيير سياساتها والعمل على مصلحة شعوبها وكرامتها. وعبّرت جيمون للجزيرة نت عن استيائها من السياسة الفرنسية التي تسعى لتحويل جزء من ديون تونس إلى مساعدات تنموية، مشيرة إلى أن تلك الخطوة يمكن أن تستفيد منها الشركات الفرنسية، كما طالبت بإلغاء الديون التي لم يستفد منها الشعب التونسي وعادت بالفائدة على النظام السابق وحده. معاناة الفلسطينيين ولقيت القضية الفلسطينية اهتماما لافتا عبر ورشات عمل عقدت لمناقشتها، وقد شارك في المنتدى وفد قاده عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث وآمال حمد والسفير الفلسطيني بتونس سلمان الهرفي وفصائل منظمة التحرير ووفود عن منظمات غير حكومية وفنانين من الضفة الغربية وغزة. ويقول مدير عام دائرة اللاجئين في منظمة التحرير أحمد حنون للجزيرة نت إن القضية الفلسطينية ما زالت تمثل المحور الأساسي لكل القضايا، مشيرا إلى أن المنتدى يمثل محطة مهمة لتوضيح معاناة الفلسطينيين جراء الاحتلال الصهيوني. ويضيف أنهم يسعون لخلق تعبئة متزايدة لصناعة برنامج يدعم الشعب الفلسطيني ويعمل ضد الانتهاكات الإسرائيلية. وسيختتم المنتدى أعماله بمسيرة حاشدة تأييدا للشعب الفلسطيني يوم غد السبت وتعبيرا عن تضامن الحركات الاجتماعية مع القضية الفلسطينية. ** المصدر: الجزيرة نت