حلت يوم الجمعة 30 مارس 2012 الذكرى الأولى لوفاة الشاعر الشاب هيثم أشتيب رحمه الله، ابن أخينا الأستاذ ياسين أشتيب الكتبي الشهير وصاحب مطبعة ابن عرضون بتطوان، وهو لم يتجاوز ربيعه الثامن عشر، مخلفا وراءه أزيد من 150 قصيدة شعرية جلها ينتمي إلى الشعر الحر، إضافة إلى ديوان سماه قيد حياته: "إن سألوك عني.." يتواجد حاليا قيد الطبع، وهو من مواليد مدينة تطوان يوم 16 يناير 1993، حيث برزت موهبته الخارقة في هذا الميدان وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، متأثرا في ذلك بالجو المعرفي والشاعري الذي نشأ فيه، وقد لقي من التشجيع على الاستمرارية في عطائه الشعري المتدفق من طرف شعراء وأدباء ودكاترة وأساتذة جامعيون كبار ما جعله يتبوأ مكانة متميزة وهو مازال في ريعان شبابه الأول، ومن أبرز هؤلاء الذين احتضنوا تجربته المتفردة وقدموا له التوجيهات اللازمة، مشيدين بموهبته العالية في هذا المجال، نذكر منهم: الدكتور محمد أنقار الذي كتب مقدمة ديوانه، والدكتور مصطفى الحنفي والدكتور عبد اللطيف البازي والأستاذ حسن بيريش والأستاذ حسن مرصو وآخرون...، كما نشر قصائده في عدة صحف ومجلات وطنية وأجنبية، نذكر منها: جريدة "تمودة تطوان" وجريدة "الشمال" ومجلة "زهرة الخليج" الإماراتية...، حيث لقيت قصائده استحسانا وإعجابا واسعا لدى كل المهتمين بقضايا الشعر والأدب في المغرب وخارجه، وخاصة لدى بعض دول الخليج العربي. وقد خلف رحيله المبكر أسى عميقا لدى أسرته، وخاصة والده ياسين أشتيب الذي كان شديد التعلق به لما قدم له من مساعدات وإمكانيات لتطوير موهبته وإبرازها، وكذا لدى أساتذته الذين كانوا يكنون له حبا وتقديرا خاصين لما يتحلى به من أخلاق فاضلة وتفوق مستمر في مساره الدراسي وموهبة خاصة في مجال الشعر والأدب، حيث كان يتابع دراسته بالسنة الأولى شعبة القانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بتطوان، ولدى كل زملائه في الدراسة وأصدقائه ومعارفه، وخاصة رفيق دربه حمزة. وبهذه المناسبة، نقدم للقراء إحدى قصائده الشعرية المتميزة، والتي سمى عليها ديوانه الموجود حاليا قيد الطبع: إن سألوك عني اعذريني يا أخية إني ذاهب و إن سألوك عني يوما قولي كان ككل البشر كهلا صبيا قولي كان ككل العشاق غبيا قولي كان كغير البشر احتمالا لكل فكرة جليا اعذريني يا أخية سأمضي و إن سألوك عني قولي لن تسمعوا وطء قدميه ثانية في الممر ... أشلائي أسمائي عباراتي تحت المطر كم كرهتموني فأحببتكم لكنه يا أحبائي القدر مقلكم كانت كالسيوف على صدري و لكني لا أنزف تماما كلحاء الشجر جمعتنا فكرة الصدفة في رواقها المتقلب الجميل و فرقتنا نظرية الفوضى كحبات الرمل تتساقط من شعر الغجر و اسمي ... أي اسم فظله كالنسيم المزكم من على أنوفكم عبر اكرهوني يا أحبتي فليس في الكره ضرر اكرهوني فكل من أحبني مات شهيدا لا قتيلا ككل البشر ليس لكم من بعدي طيبة في السكر و لكم من بعدي ألا تطيلوا السهر فليس يتراءا إلا بأنفاسي القمر سأمضي يا أخية اعذريني فقد كنت المرايا على أرض بلادي لكن الزجاج انكسر لكني سأظل أحبكم حتى تشتعل حبات المطر من كلمات الشرر سأمضي فدربي طويل ما انحصر و لكني سأبقى أحبكم فقلبي وإن جرح يظل يعزف كالوتر