تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، قرارا يدعو لتحرك أكثر فاعلية من جانب المجتمع الدولي ضد العنف الجنسي بمناطق الأزمات. وعبر التهديد باستخدام الفيتو فرضت الولاياتالمتحدة تعديلا تسبب في إضعاف نص القرار. رضخ مجلس الأمن الدولي للضغوط الأمريكية لحذف صيغة معترف بها منذ فترة طويلة بشأن الصحة الإنجابية للمرأة في قرار حول العنف الجنسي أثناء الحرب. وهددت واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد النص، الذي صاغته ألمانيا، بسبب فقرة تعترف بأهمية تقديم مساعدة للناجيات من الاعتداء الجنسي في الوقت المناسب، حيث شملت إشارة إلى “الصحة الجنسية والإنجابية”، والتي تعتبر الولاياتالمتحدة أنها تدعم ضمنيا الإجهاض. وتبنى المجلس القرار في تصويت أمس الثلاثاء، بعدما تم حذف تلك الفقرة. وقال السفير الألماني كريستوف هويسغن إن هذا الخيار كان مفضلا ليحل محل كلمات قليلة تضع سابقة جديدة في القانون الدولي، ومشيرا إلى أن الصياغة السابقة حول نفس الموضوع ستظل صالحة. ووصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس القرار بأنه “إنجاز مهم” إلا أن السفير الفرنسي فرانسو ديلاتر قال إنه “لا يمكن تفسير” عدم ذكر الصحة الجنسية والإنجابية عند التحدث عن ضحايا الاغتصاب والاعتداء. وكانت بريطانيا وبلجيكا وجنوب إفريقيا من بين الدول الاعضاء في المجلس، التي أعربت عن أسفها لحذف فقرة النص الألماني. بينما رفضت الصين وروسيا النص لأسباب مختلفة إلا أنهما امتنعتا عن التصويت ولم تستخدما حق النقض ودعا ماس والممثلة أنجلينا جولي، يوم الإثنين، إلى اتخاذ إجراء إضافي لمعاقبة أولئك الذين يستخدمون الاغتصاب كأسلوب حرب ولدعم الناجيات من العنف الجنسي في الصراعات، وذلك في مقال مشترك نشرته صحيفة “واشنطن بوست”. وكتب ماس وجولي أن مشروع القرار، هو “خطوة يتم الاحتياج إليها كثيرا نحو إنهاء الإفلات من العقاب بشأن العنف الجنسي في النزاعات”.