تجددت مخاوف المغاربة بظهور متحور جديد يدعى "إيريس" EG.5. ظهور هذا المتحور الجديد دفع إلى طرح تساؤلات حول إمكانية اتخاذ الدولة قرار الإغلاق والإجراءات الوقائية التي تدخل في إطار حالة الطوارئ الصحية التي سبق للمغرب أن طبقها منذ دخول أول حالة لكوفيد 19 إلى أراضيه. و لتوضيح الوضع الصحي ببلادنا و كيفية تعامل المغرب مع المتحور الجديد، تحاورت " رسالة 24″ مع طيب حمضي طبيب ومختص في النظم الغذائية وعضو اللجنة العلمية. بداية دكتور، و على ضوء النشرة الأسبوعية الأخيرة لكوفيد 19 ببلادنا، لاحظنا تسجيل ارتفاعا في عدد الحالات، اذ وصلت إلى 161 حالة. فما سبب هذا الارتفاع؟ إن ارتفاع عدد الحالات مسألة طبيعية في فصل الصيف بفعل السفر وتبادل الزيارات واللقاء والتجمعات وهذا يجعل من الفيروس، بعض النظر عن نوع المتحور، ينتشر بشكل أكبر بالإضافة إلى أنه مضت أشهر كثيرة على آخر جرعة تلقيح تم تلقيها من الأغلبية الساحقة من المغاربة. فكلما ازدادت المدة الفاصلة عن آخر جرعة كلما انخفضت المناعة بحيث يمكن الإصابة بالفيروس مع الاحتفاظ بقوتها على حمايتنا من بلوغ الحالات الخطيرة والوفاة. هل ظهور هذا المتحور الجديد يتيح إمكانية عودة شبح ارتداء الكمامات و الحجر الصحي؟ هذا المتحور الجديد "إريس" صحيح أنه أكثر انتشارا، ولكنه ليس أكثر شراسة. فمنظمة الصحة العالمية لا تنصح باتباع حالة خاصة بخصوص هذا المتحور. إذ يكفي الإبقاء على التحسيس بمجمل المتحورات منها "الاكس بي بي" الأكثر انتشارا بالعالم، خصوصا و نحن مقبلين على فصل الخريف و الذي تزداد فيه حالات الإصابة بشكل لافت. و لحدود اليوم، لم يتم الإعلان عن دخول المتحور الجديد "اريس" إلى المغرب. وحتى إن حصل ذلك، فلن يستدعي ذلك اتخاد قرار الحجر الصحي أو الإجراءات الوقاية الصارمة التي تدخل في نطاق حالة الطوارئ الصحية لأن أربعة أخماس المغاربة، على الأقل، تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد لكوفيد 19، كما أن المناعة المشتركة تحمي المنظومة الصحية فيمكن تسجيل إصابات كثيرة لكن إمكانية تسجيل حالات خطيرة و وفيات مستبعدة . ماهي نصيحتك للفئات الهشة المعرضة أكثر للإصابة؟ لابد من التحذير فيما يخص الفئات الهشة فوق 65 سنة، ناهيك عن الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة والمناعية. و لابد أن يتلقوا التلقيح الكامل ، و يجب على الأشخاص المحيطين بهم أن يفروا لهم الحماية والعناية الضروريتين. و في حالة ما تم ظهور أية أعراض، لا بد من إجراء التحليل المخصص. و في حالة الإبجاب، ينبغي أن يأخذوا "مضادات الفيروسات" les antiviraux وليس المضادات الحيوية "les antibiotique بحيث تضمن لهم حماية تصل إلى 90 في المائة من الحالة الخطيرة. كما أنصح كذلك بتهوية المنازل لأن الفيروس ينتقل بنبسة 95 في المائة داخل الأماكن المغلقة.