يعيش المغرب فترة صعبة بسبب تأخر التساقطات المطرية، وارتفاع درجات الحرارة المفرطة خاصة وأننا على مشارف انتهاء فصل الخريف، ولازال الحال كما هو عليه، مما بات يطرح السؤال نفسه، هل سيواجه المغرب ضعفا في الموارد المائية؟ ما التدابير التي يجب أن تتخذها الدولة لإنقاذ الموسم الفلاحي؟. وفي هذا الإطار يقول جلال المعطي خبير في المناخ، في تصريح ل"رسالة24″ أن المغرب يعيش منذ السنة الماضية ندرة التساقطات المطرية مع الزيادة في درجات الحرارة، ولم يسجل المغرب لحد الآن نفس معدل التساقطات المطرية التي كان يشهدها المغرب في السنوات الماضية. ويوضح المتحدث أن المغرب سيعيش فترة صعبة في حال تأخرت الأمطار على الزراعات الخريفية التي تحتاج للأمطار خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين. ويرجع الخبير في المناخ أسباب تأخر هطول الأمطار، إلى أثار التغيرات المناخية التي تهم الكرة الأرضية ككل، وتظهر جليا من خلال تغير موسم الأمطار وارتفاع درجة الحرارة كذلك، إلى جانب ظواهر أخرى من قبيل الفيضانات وخاصة الجفاف الذي سيؤثر بشكل كبير على مجموعة من الفلاحات التي يعتمد المغرب على تصديرها. ويشير المتحدث ذاته، أن التغيرات المناخية تحتم على المغرب كجميع الدول التي لا تساهم في انبعات الغازات الدافئة، ولهذا يتأثر المغرب بالتغيرات المناخية لأنه من دول الجنوب. ويرى الخبير المناخي أنه يجب التأقلم والتكيف مع هذه التغيرات المناخية التي يعيشها المغرب حاليا والتي تمس أساسا بعض القطاعات من قبيل قطاع الماء والفلاحة والبنيات التحتية والصيد البحري… وبالتالي يجب سن سياسة استباقية بعيدة الأمد لتأقلم مع هذه التغيرات المناخية، حتى يتسنى لها التغلب على مثل هذه الآثار، من خلال حسن تدبير الماء، وإيجاد زراعات بديلة لا تحتاج بالدرجة الأولى لتساقطات المطرية. ويؤكد جلال المعطي، أن التغيرات المناخية التي يعيشها المغرب حاليا تنبأ بموسم صعب، لأن التساقطات المطرية شبه منعدمة حاليا مما سيؤثر على المحصول الزراعي الذي يدخل في خانة الأمن الغذائي وللمغاربة، مما سيجعل المغرب يستورد أكثر المواد الفلاحية، إلى جانب ذلك سيتأثر العالم القروي بشكل كبير لأنه يعتمد أساسا على الفلاحة.