كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا لدى الخفافيش، يستطيع الانتقال إلى الإنسان، ورغم أن هذا الاكتشاف أثار تساؤلات حول إمكانية ظهور جائحة جديدة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن لا داعي للقلق في الوقت الحالي. في هذا السياق، يسلط الدكتور الطيب حمضي الدكتور الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الضوء على أهمية البحث العلمي في دراسة هذه الفيروسات واتخاذ التدابير الاستباقية اللازمة لحماية الصحة العامة. صرح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، بأن الإعلان عن الدراسة التي اكتشفت هذا الفيروس الجديد لا يدعو للقلق، مشددا على ضرورة طمأنة المواطنين المغاربة. وأوضح أن هذا البحث العلمي يحمل أهمية على مستويين أساسيين. ووفقا للدراسة التي نشرت قبل نحو أسبوعين، فقد تم العثور في أحد المختبرات الصينية على نوع من فيروس كورونا لدى الخفافيش يمتلك مستقبلات في خلايا الإنسان تشبه تلك الخاصة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة التنفسية الذي انتشر بالشرق الأوسط عام 2011، وأصاب الجمال في السعودية والإمارات وتسبب في نسبة وفيات مرتفعة بلغت 30 بالمائة. وأضاف حمضي أن هذا الفيروس الجديد، من الناحية النظرية، لديه القدرة على الانتقال إلى الإنسان، غير أنه عمليا لم يتم تسجيل أي إصابة بشرية حتى الآن. وهذا يعني أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد قابلية للانتقال مما يطرح تساؤلات جوهرية لدى الخبراء حول ما إذا كان يمكن أن يتحول هذا الفيروس إلى عدوى بشرية فعلية، وما إذا كنا أمام احتمال نشوء جائحة جديدة. وأشار إلى أن البحث العلمي يلعب دورا محوريا في دراسة هذه المستقبلات الفيروسية وفهم طبيعة الفيروسات المتواجدة حاليا، مما يساعد في اتخاذ التدابير الاستباقية اللازمة. كما أن العلماء يعملون على إعداد الحلول والاستجابات الضرورية في حال لا قدر الله تحول هذا الفيروس إلى جائحة. وأكد حمضي أنه رغم عدم وجود خطر وشيك في الوقت الحالي، إلا أن الفيروسات تتطور داخل الفصائل الحيوانية نفسها، وقد تؤدي بعض التغيرات البيئية إلى انتقالها من نوع إلى آخر، فيما يعرف بالقفزة الفيروسية بين الفصائل. وإذا انتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان فقد يمر بعدة طفرات تجعله قادرا على الانتقال بين البشر وهي المرحلة التي تؤدي إلى نشوء جائحة فعلية. وأشار في ختام حديثه إلى أن هناك العديد من الفيروسات التي تنتقل حاليا من الحيوان إلى الإنسان، وهي تخضع للمراقبة المستمرة على الصعيد العالمي لمنع تحولها إلى أوبئة واسعة الانتشار.